في بلدة كفر مندا، يدور الحديث في الأيام الأخيرة عن وجود إصابة أو أكثر بأنفلونزا الخنازير، بين السكان، وبغض النظر عن صحة هذه المعلومات أو خلافها، لاحظ مراسل موقع" بكرا"، خالد بشير، خلال جولته في بلدة كفرمندا، أن الأهالي حقا بدأوا يحتاطون وأن هناك حقا هاجس فيه نوع من الخوف والرعب يخيم على البلدة.

الإسلام يحرص على سلامة المجتمع

قال الشيخ فتحي زيدان إمام مسجد التقوى: الإسلام يحرص على سلامة الفرد والمجتمع على حد سواء، وهو يضمن لهما كل الوسائل لذلك، ولكن سلامة المجموع أهم من سلامة الفرد والمصلحة العامّة مقدّمة على المصلحة الفرديّة.

وأضاف زيدان: "ودرء مفسدة خير من جلب مصلحة، فإذا كان فرد من المسلمين مصابا بمرض خطير يمكن أن ينتقل إلى الآخرين وجب أخذ كل وسائل الحيطة والحذر لمنع انتشار هذا المرض، من ذلك الحجر الصحّي أو عزل المريض، وهذا مأخوذ من هدي الرسول صلى الله عليه وسلّم حيث وضع لنا أسس التعامل مع مثل هذه الأمراض المعدية فقال عن الطاعون:" إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليها وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها فرارا منه " وقال عن المجذوم: " فرّ من المجذوم فرارك من الأسد".
 
وأكد زيدان، وبناء عل القواعد العامة السابقة فإننا ندعو أوّلا كل من ظهرت عليه أعراض مرض معين أن يقوم بالفحوصات الطبيّة المبكّرة لأنّ العلاج المبكّر لأي مرض يساعد كثيرا على الشفاء منه، وأمّا من ثبت تعرّضه لمرض معد مثل مرض أنفلونزا الخنازير أو غيره لا قدّر الله أن يتجنّب الأماكن العامّة ويبتعد عن تجمعات الناس كالمساجد وغيرها، مع دعائنا بالسلامة لنا ولأهلنا ولجميع المسلمين.

الخشية من الوصول الى الأماكن العامة

أما محمود طه فقال، الحقيقة أنا شخصيا أصبحت أخشى الذهاب إلى الأماكن العامة، لأن الأماكن العامة كما يقال أكثر الأماكن تعرضا لعدوى أنفلونزا الخنازير، والحديث حول ظهور حالات في البلدة، فهذا مؤشر خطير، يجب معالجته على جناح السرعة من قبل المسؤولين.

وأضاف طه: "مجتمعنا العربي معروف عن عاداته الكثيرة، والتي يشترك فيها جمهور كبير من الناس، مثل الأعراس والأفراح، وخلال هذه المناسبات ترى أنه من نفس فنجان القهوة يشرب المئات، وهذا طبعا أمر خطير، وكما يقال أن عدوى أنفلونزا الخنازير ينتشر عبر التنفس واللمس، والشرب من وراء الآخرين، فأطالب الجمهور الكريم، الحد من هذه الظاهرة في مجتمعنا العربي". 

مطالبة السلطات بمنع أي زائر دخول البلاد

المربي صلاح بشناق، قال، أنفلونزا الخنازير، مرض خطير ومعدٍ بشكل كبير وسريع، ولكن يبقى انتشاره في مجتمعنا العربي محدودا، لأن مجتمعنا العربي لا يوفر البيئة المناسبة لانتشار مثل هذه الأمراض.

وهاجس المرض واقترابه منا، أمر يجب أن نحتاط منه، ونعمل على معالجته بأسرع وقت، ونطالب السلطات بمنع أي قادم من خارج البلاد وخاصة أمريكا من دخول البلاد. 

عدم افتتاح السنة الدراسية

والمربي محمد مراد، قال، وهو مدرس في إحدى مدارس البلدة، فقال:" فيما لو انتشر هذا المرض بصورة كبيرة، أنا أؤيد عدم فتح السنة الدراسية الجديدة القادمة، لأن هذا المرض سريع الانتشار، وأنه ينتشر عن طريق التنفس، واللمس، وما دام هناك حديث أن هذا المرض قد وصل إلى البلدة، فأصبح الواحد منا يخالجه شعور بالخوف والريبة، وعلى كل مواطن أن يأخذ الحذر، وأن يبتعد قدر الإمكان، عن التجمعات الكبيرة من الناس، وخاصة في الأعراس، بأن لا نشرب من نفس الكأس، وأن نحافظ على سلامة أولادنا ونظافتهم. 

كل فرد في البلدة مهدد بهذا المرض

محمد حوشان، كان رأيه:" نطالب الأهالي، بأخذ الحذر، ونطالب الأطباء والمختصين بنشر التوعية بين المواطنين، وعلى كل مواطن أن يقوم بفحص نفسه حتى وإن كان غير مصاب، لأن كل فرد في البلدة مهدد بهذا المرض، لأن هذا المرض سريع الانتشار وبوسائل كثيرة. حتى في المساجد يمكن أن يكون أحد المصلين مصابا بهذا المرض، ويقوم بنشره إلى المئات من غير أن يعلم. 

المطالبة بفحص طلاب المدارس

ماجد طه، قال في حديثه:" إن السنة الدراسية قادمة، وهناك في المدرسة الواحدة مئات الطلاب، الذين يأتون إلى المدرسة من عدة حارات وبيئات مختلفة، فأنا أطالب بأن يكون هناك فحص شامل لكل طالب قبل أن يدخل إلى المدرسة، وليس فقط الطلاب بل الهيئة التدريسية كذلك، بهذه الحالة نضمن أن بلدنا خالية حتى اللحظة من عدوى أنفلونزا الخنازير.

لأن الواحد منا أصبح يخاف على نفسه وعلى أولاده وجيرانه، وأنا على الصعيد الشخصي عدت من الأردن مؤخرا، وأصابني أعراض تشبه أعراض أنفلونزا الخنازير، والحقيقة أنني خفت كثيرا، بحيث لازمت الفراش لأكثر من أسبوع، ولكن اتضح أنه مجرد رشح عادي، فعلينا أخذ الحذر وكذلك لأولادنا والمحافظة على نظافتهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]