نظمت جمعية "تسوفن"الأسبوع الماضي مؤتمرا في حيفا ،شارك فيه أكثر من (250) مهندسا عربيا في مجال الحاسوب والهايتك ،بالإضافة إلى طلاب (عرب)يدرسون الموضوع ،وكذالك عدد من طالبي العمل العرب في هذا المجال .

وشاركت معهم مجموعة (صغيرة)من المديرين اليهود والعرب الناشطين في حقل التقنيات والحوسبة والهايتك ،وذالك من اجل استعراض الأوضاع والأفاق المحتملة من حيث التطوير والتشغيل للخبرات والكفاءات العربية في هذا السوق المتقدم .

وكان من بين المحللين الاقتصاديين الذين تابعوا أعمال المؤتمر – جاي جريملاند ،الذي أجاب على جملة من الأسئلة حول تقييمه للمؤتمر والمشاركين فيه .

س. ما هو انطباعك وتقييمك لما سمعت ورأيت؟

جريملاند: ان انطباعي الأبرز هو انه من ناحية موضوعية من الصعب على المهندس العربي أن يجد عملا في الهايتك ،ولا اجزم أن السبب هو العنصرية ،لكن لا شك أن لدى الطرفين شكوكا متبادلة ومخاوف :فالعربي يتخوف من أن يضيعوا وقته عبثا وهو يسال أو يبعث عن عمل ،بينما الجانب اليهودي يتخوف ويتهيب من تشغيل عربي لا يعرف عنه شيئا ،أو أن لديه فكرة مسبقة سلبية عنه ،ناهيك عن انعدام المعايشة المشتركة بين الجانبين .

س. وماذا تقول عن الفوائد المحتملة للعرب في إسرائيل من انضمامها إلى منظمة الدول المتطورة (oecd) ؟

جريملاند :لقد بين تقرير صادر عن هذه المنظمة انه كانت ضعفي النسبة الموجودة في باقي دول هذه المنظمة .وغالبية الفقراء في إسرائيل هم من العرب .وفي هذه الأثناء انضمت إسرائيل إلى oecd،وهذا لا يعني أن نتوقف عن السعي والاهتمام بدمج وانخراط العرب في المجتمع ومؤسساته ومرافقه – والهايتك هو المجال المركزي في الاقتصاد الإسرائيلي ،الذي يمكنه استيعاب الكفاءات والمهارات العربية .

س. إلا يفهم المسؤولون في الدولة هذا الواقع ؟

جريملاند: أن الأرقام وخلفياتها بسيطة وواضحة :فإذا كانت إسرائيل ترغب في بلوغ ناتج قومي خام بواقع أربعين ألف دولار ،فيعين عليها أن تدمج قطاع الأقليات في الهايتك ،وحقيقة أن هؤلاء (الأقليات )يسهمون بنسبة 8%فقط من الناتج القومي الخام تؤدي إلى خسارة أربعين مليارد شيكل في الناتج السنوي لإسرائيل ،فهل تستطيع إسرائيل أن تسمح لنفسها بذالك؟لقد لاحظت أن المشاركين يعتقدون انه لا يمكن للدولة ،من ناحية أخلاقية أيضا ،أن تحيد وتهمش 20% من مواطنيها في الحياة الاقتصادية والإنتاجية .

ولقد لاحظت أيضا لهفة المشاركين العرب وتعطشهم لسماع كل معلومة في المؤتمر ،آملين في انهم شهود على بوادر التغيير ،والآن يواجه العرب واليهود تحد مشترك يتوجب عليهم التغلب عليه :العرب من واجبهم أن يمتازوا ويتميزا ،أن يرفعوا مستواهم المهني وقدراتهم في التحدث باللغة الانجليزية –وعلى اليهود بالمقابل أن يخترقوا الحاجز النفسي وان يتقبلوا العرب ويستوعبوهم ،رغم كل الصعاب .
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]