يهل " יהל" مركز للاستشارة ارشاد وتدعيم المرأة، تأسس عام 2010، وهو استمرارية لاعمال المؤسسة " حيلي فريدمان، التي كان لنا معها اللقاء التالي:

هل تملك النساء العربيات المعرفة الكافية والتأهيل المناسب من أجل خوض مضمار عضوية مجالس إدارة المؤسسات الكبرى، الخاصة، الحكومية والأهلية؟

كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن دمج النساء، وخصوصا العربيات، في سوق العمل والمناصب الإدارية العليا في مختلف المؤسسات الخاصة، الحكومية والجماهيرية. ولكن هل بات من الواقعي الحديث عن نساء عربيات يتولين مناصب عضوية مجالس إدارة بعض هذه المؤسسات؟ وإن كان هذا الحديث واقعيا، هل تملك النساء العربيات المعرفة الكافية والتأهيل المناسب من أجل خوض هذا المضمار.
من الواضح، والمتبع في الوسط اليهودي، أن تنضم النساء إلى دورات تأهيل تمكنهن من شغل هذه المواقع، ومن أجل الحديث عن هذا الموضوع وعن احتمالات انخراط النساء العربيات في المجال المذكور، التقى موقع "بكرا" السيدة "حيلي فريدمان"، من مركز "ياهيل" المختص بالاستشارة وتأهيل النساء، وحاورها في الأمر.

* بما أن جمهور هدفكن هو النساء، من هن النساء العربيات اللاتي تلائمهن الدورة؟


  " جمهور هدفنا هو النساء فقط ،والدورة مخصصة للأكاديميات من كافة الشرائح الاجتماعية ،ولا توجد شروط أو تقييدات تتعلق بالسن أو أي أمر آخر .ولا تتضمن الدورة وظائف بيتية، أما النجاح فيها فمشروط بحضور 80% من اللقاءات ".
نحن عبارة عن هيئة ترى في نشاطها الاجتماعي القيمي فرصة مواتية لتمكين وتدعيم النساء – إن كان في مجال التمثيل المناسب وتطبيق القانون المتعلق بهذا الشأن ,أو في منح الفرص المتساوية ،وفي رأينا أن الفرص المتساوية ليست جندرية فقط,بل هي اجتماعية أيضا ،وفي اعتقادنا أن المرأة العربية هي جزء لا يتجزأ من المجتمع الإسرائيلي ،فمشاركة النساء العربيات ،من كافة الأجيال ،في مجالات الإدارة _هي مشاركة هامة وبالغة الدلالة ،وهنا أود أن أشير إلى انه تعلمت سوية في الدورات التي نظمناها نساء عربيات ويهوديات ،نشأت بينهن صداقات وروابط رائعة ،ساهمت في تقريب القلوب والنفوس وفي طرح مبادرات مشتركة وعمل مشترك عاد على الجميع بالفائدة والمصلحة المتبادلة "
تمثيل ملائم للأقليات

* هل باستطاعتكن تأهيل نساء عربيات ليتمكن من شغل مناصب إدارية في المؤسسات اليهودية أيضا؟

"لا شك في أننا نسعى أيضا إلى تأهيل نساء عربيات ليتولين مهام إدارية في هيئات ومؤسسات في الوسط اليهودي ،والتأهيل يزودهن بوسائل وأدوات أكاديمية مهنية ،بالإضافة إلى المهارات ورفع الكفاءات لتهيئتهن لإشغال هذه المهام بعد تخرجهن "
"ومن المهم الإشارة إلى أن نسبة التمثيل النسائي في مجالس الإدارة في مؤسسات المجتمع العربي تبلغ2%فقط،وهي نسبة هاشمية ومحبطة ومخيبة للأمل ،واحد أهدافنا يتمثل في رفع هذه النسبة باضطراد ،عملا بالتشريع الذي ينص على ضرورة منح تمثيل ملائم للأقليات في المؤسسات الحكومية"

"وبما أننا في"يهل"نعتقد أن المعرفة وحدها لا تكفي (فالتقدم التكنولوجي يجعل المعرفة امرأ متاحا للجميع)فقد أولينا اهتماما واسعا بمضامين الدورة ،وأضفنا مضامين لتمكين وتدعيم النساء ولتعزيز الثقة بالنفس ،من اجل إعداد أفضل الكوادر النسائية للعمل الناتج في مجالس الإدارة المختلفة ،وتبعا لذلك أضفنا دروسا في موضوع كيفية اتخاذ القرار ،وهو احد المهارات والقدرات الهامة ،وهو عنصر حاسم في كل عمل وأداء ،كما استحدثنا ورشة في التسويق الذاتي بواسطة الانترنت ،من اجل تزويد خريجاتنا بأدوات لتسويق أنفسهن على أفضل وجه بواسطة الشبكة المعلوماتية ،كذالك أضفنا محاضرات تهدف إلى عقد لقاءات بين المشاركات في الدورة ومحاضرين ضيوف ممن هم مشاركون في اتخاذ القرارات بشأن تعيين المديرين في مجالس الإدارة،وبذالك فإننا نسهم في بلورة رأي عام ،من خلال تنظيم لقاءات للمشاركات مع وزراء وأعضاء كنيست ورجال وسيدات أعمال للتعرف على "العالم الحقيقي "الذي تجري فيه حياة العمل والإدارة"

"وليس هذا فحسب ،فقد أقمنا شبكة اجتماعية تدخل في عضويتها غالبية خريجات دوراتنا وهذه الشبكة ناشطة في منتديات مختلفة يترأسها وزير شؤون الأقليات ،البروفيسور أفيشاي برافرمن (منتدى التمكين النسائي والى جانبه لوبي عملي )،وهنالك منتدى تترأسه نائبة وزير الصناعة والتجارة ،عضو الكنيست أوريت نوكيد ،وفي محور اهتمامات هذا المنتدى تشغل النساء في وظائف ثانية وثالثة مع مواكبة وإرشاد وتوجيه وتأهيل مهني وما شابه ،كذالك فنحن مشاركات في اللوبي الهادف إلى تمكين وتدعيم النساء في مجال الأعمال برئاسة النائبة في الكنيست أوريت زوآرتس ,حيث أقمنا هنا مندى لدفع النساء وإيصالهن إلى مجالس الإدارة ،على أن تجري اللقاءات في إطار هذا المنتدى بشكل ثابت مع ممثلي المشغلين والحكومة لدفع أهدافنا قدما .
ويهمنا كثيرا أن تشارك النساء العربيات بنشاط في كل المنتديات ،وان يشاركن في المؤتمرات والفعاليات إلى ننظمها ،وبذالك بإمكانهن استغلال الفرص المتاحة لتقدمهن نحو مجالس الإدارة وفي مجال الأعمال

لدينا فرص نادرة.

هل بإمكانكن إيجاد وضمان مكان عمل لعضو مجلس إدارة عربية متفوقة في دوراتكم؟


لدينا في "يهل" علاقات ومنتديات نشطة ،تهدف إلى تعزيز احتمالات وآمال تعيين خريجاتنا كرئيسات لمجالس الإدارة ،ومعروف أن هذا ليس بالأمر السهل،فعضوية مجلس الإدارة عي عبارة عن عمل إضافي لكل سيدة عاملة ،يتطلب وقتا ومسؤولية كبيرين ،ويتطلب مهنية فائقة ومشاركة في جلسات ولجان المجلس ،ومن هنا فإن كل خريجة من خريجاتنا مدعوة للاستشارة والتوجيه والإرشاد قبل أن ترشح نفسها لمجلس الإدارة ،كل وفق مؤهلاتها وقدراتها وثقافتها وكفاءاتها ،.ومثل هذه الخدمة (الاستشارة والتوجيه وما شابه )ليست متاحة في أية دورة أخرى ،فتلك الدورات يجري فيها تعليم فقط ،وبعد ذالك لا شيء :لا إرشاد ولا استشارة ولا علاقات – بل فقط شهادة تخرج "
"إننا نتوخى من النساء العربيات المنخرطات في دوراتنا أن تشاركن في منتدياتنا وفعالياتنا الجارية في الكنيست والناشطة أمام الوزراء ،وبذالك تأخذن مكانتهن ،بالحضور والتأثير ،وتحقيق النتائج المرجوة"

كيف يمكن إقناع أكاديميات عربيات بجدوى الوظيفة المسماة "عضو مجلس إدارة"؟

بداية يجب القول إن تعيين أية سيدة في رئاسة مجلس الإدارة هو فرصة مواتية للانكشاف في سوق العمل وفي ميادين المبادرات والقطاع العام ،يمكن من خلالها التعرف على مجالات مختلفة ومتنوعة ،نظرا لكون هذا المنصب (في مجلس الإدارة)"عملا إضافيا"،ونظرا لكونه مناسبة لتعلم ومعرفة أبواب أخرى في مجال الإدارة ،ولتوسيع المدارك والآفاق، وبالنسبة لمن لم يتعلم مواضيع إدارة الأعمال والاقتصاد والحقوق –فان أمامهن فرصة لاجتياز دورة "مكثفة "تكسبهن معلومات واسعة ومركزة في هذه المواضيع"

"إن وظيفة رئاسة مجلس رئاسة الإدارة هي وظيفة رفيعة ومرموقة ومحترمة جدا،تنطوي على الكثير من القوة ،فان تكوني رئيسة مجلس إدارة –هذا يعني أن تكوني عضوا مركزيا ومهما في شركة عامة أو مؤسسة حكومية أو تنظيم اقتصادي مؤثر ،وفي هذا الإطار تشاركين في اتخاذ القرارات وفي إدارة الشركة أو المؤسسات بشكل فعال،مستفيدة من المعلومات والمهارات والقدرات والطاقات الشخصية والمكتسبة ،مع ضمان أقصى درجات النجاح للشركة"

إن العضوة الآتية من الخارج إلى مجلس الإدارة ،تشارك في اجتماعات الشركة مرة في الشهر تقريبا ،لكنها إذا كانت عضوة في لجان مجلس الإدارة فان مشاركتها تكون أكثر وأكثف وأنشط (حسب الحاجة )ومع ذالك تواصل عضوة الإدارة الفعلية عملها اليومي ويتوجب عليها الدمج والجمع بين عملها وبين وظيفتها في مجلس الإدارة"

إن العمل في مجلس الإدارة هو عمل ممتع وجذاب يتيح الانكشاف على تحديات في مجال القانون والأموال والسلوكيات والأعمال ،وبواسطتها يمكن تعلم الكثير والمساهمة في الفعل والإنتاج ،وفي التمكين والتدعيم ،وتبعا لذلك تعزز الثقة بالنفس وتوسيع الآفاق والمدارك في ميدان المبادرات والأعمال ،وتتيح التعرف على أنماط إدارة متنوعة ،وتعميق مفاهيم الالتزام والمسؤولية في اتخاذ القرارات ،ناهيك عن الرضى عن النفس وعن إثراء السيرة الذاتية الأمر الذي من شانه توسيع فرص واحتمالات الانخراط في أعمال ومجالات ووظائف ارقي وأهم "

أما بالنسبة لتلك النساء اللاتي ليست لديهن ثقافة في مجال الإدارة – فان دورة العضوية في مجلس الإدارة تفيدهن كثيرا :ذالك إنهن يتلقين فيها تأهيلا أساسيا وعميقا في الإدارة –وهو (التأهيل)بمثابة أداة عملية وفورية للتنفيذ ،تعنيها ،الآن وفي المستقبل ،حين تصبح عضو مجلس إدارة ,على استيعابها في وظائف تتطلب معرفة ومهارات وخبرات في الإدارة أم أولئك اللاتي بحوزتهن لقب أكاديمي في مجالات الإدارة فتتاح لهن الفرص لتعميق وتعزيز وترسيخ المعرفة التي يكتسبها للتقدم في العمل في إطار مجلس الإدارة ،وفي عصرنا الراهن ،حيث يتطلب سوق العمل المستقبلي ،من كل موظف ومدير خبرات ومهارات واختصاصات أوسع-فان العمل في مجلس الإدارة هو بمثابة خبرة ومهارة ذات قيمة إضافية ،يصبو إليها سوق العمل الإسرائيلي والعالمي على السواء،ومجرد دراسة المضامين في هذه الدورة عي عمليا بمثابة دورة لإدارة شركة ،تشتمل على مضامين كافية لتمكين كل دارس ودراسة فيها في مجالات العمل المستقبلي ،كما أن مجرد العضوية في مجلس إدارة هي عمليا إثراء وإغناء مطلوب من قبل غالبية المستخدمين والمدراء الكبار في حقل الاقتصاد "

جربي لتستفيدي!

"وفي الختام لابد من التشديد على أننا في "يهل"نؤمن بان النساء اللاتي تصلن إلى مركز الحلبة التي تتوفر فيها فرص التأثير ودفع الأهداف المحددة-هؤلاء النساء قادرات على الضلوع والمشاركة بشكل شخصي ،سوية مع مجموعة كبيرة من النساء ذوات الأهداف المشتركة –فيصبح صوتهن مسموعا ،وستتطور مبادراتهن ،فالتعاضد والتآزر يخلقان قيمة إضافية والاهم من ذالك فان الشبكة الاجتماعية تمنحن القوة وتتيح لهن فرصا للعمل والإنتاج وللتعارف والرواج الواسعين

"إننا ندعو ونناشد المزيد من النساء للانضمام إلى قوة واحد ة موحدة كبرى ،مثقفة ،ذات مهارات وقدرات وكفاءات مؤثرة ويتحلين بالثقة الراسخة بالنفس وبمجال علمهن ومعرفتهن – إن يتآزرن ويتحدثن ويتعارفن ويتصادقن ليحققن التغيير المنشود سوية"
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]