لا بد من القول أن تخرج الطلاب في مدرسة المسيح الإنجيلية الأسقفية في الناصرة كان مختلفاً عن كل حفلات التخرج في المدارس العربية، الأمر الذي يقودنا حتماً الى النتيجة أن المدرسة نفسها مختلفة تماماً عن باقي المدارس العربية. ففي حين تعاني معظم المدارس العربية من الإهمال والنقص، مع بعض المدارس الأهلية على الصعيد القطري، توصف مدرسة المسيح الإنجيلية الأسقفية على أنها بستان سوري. 

ولمن لا يعرف المدرسة، التي تتوج ساحاتها الزهور بالألوان المتعددة، وتقبع في وسطها نافورة وكأنها شاهدة على العصر، تدعمها في ذلك أحجار الرمل اللامعة والتي منها صنعت ساحات المدرسة، فهي كانت في السابق فندقاً الأمر الذي يفسر الكثير عند الحديث عن جمال المدرسة. 

بدا الاحتفال وكأننا في قلعة عثمانية، شيّدت بأحجار فلسطين، وبدأ الاحتفال مع دخول موكب الخريجين ثم كانت الصلاة والدعاء والترانيم التي قدمها طلاب المدرسة. 

الأستاذ منذر غريب كان العريف لهذا الحفل حيث شكر الحضور وتمنى النجاح لجميع الطلاب ودعا سيادة المطران سهيل ديواني، رئيس مجلس الإدارة، للحديث. سيادة المطران قام بتهنئة الطلاب مطالباً إياهم التقدم والنجاح وأيضاً الحفاظ على هويتهم القومية، مما يعزز الشك في نفس كل الحضور أننا في قلعة فلسطينية شيدت لتكون شاهدة على موروث هذه البلاد. سيادة المطران أنهى حديثة مشيراً إلى ما وصلت إليه المدرسة شاكراً الطاقم التعليمي كل باسمه دون ذكر المدير السابق حنا أبو العسل والذي لم يحضر الحفل بدوره. 

البرنامج تخلل العديد من الفقرات الفنية الملتزمة والفيروزية بمعظمها، كما وتخلل العديد من الكلمات الترحيبية والأمنيات بالنجاح للطلاب منها كلمة نائب رئيس البلدية علي سلام، والذي تحدث عن إنجازات المدرسة والإهتمام من قبل البلدية على الإستثمار في مجال التعليم، وكلمة المربية منال شوفاني والتي قالت في حديث خاص لموقع "بكرا" : أنا جداً فخورة بوصولنا لهذه النتيجة فأنا أدرس منذ 18 عاماً وأدير المدرسة منذ 13 عاماً، وهذه المرة أشعر بالسعادة الكبيرة، وأتمنى للطلاب كل النجاح. 

وحول سؤالنا عن الإشاعات أن المدرسة كانت قد ألغت الاحتفال بسبب الاستياء في صفوف الطلاب لفصل المربي حنا أبو العسل واتهامه بسوء الإدارة قالت شوفاني: لم يخطر ببالنا أن نلغي الحفل وفيما يتعلق بحنا فهنالك سوء تفاهم بينه وبين مجلس الإدارة ليس لنا، كمدرسة، دخلاً به. 

وإشارة إلى المدير السابق حنا أبو العسل الذي تغيّب عن الحفل قمنا بالحديث مع المحامي نبيل إبراهيم حول هذا الموضوع حيث قال: باعتقادي لا توجد هنا أية إشكالية في أن يقام لحفل برعاية سيادة المطران سهيل ديواني ودون حضور المربي حنا أبو العسل، حيث لم يتواجد أصلاً في العام المنصرم في هذا الحفل.

 

وأضاف: نحن قمنا بوقف حنا أبو العسل عن العمل هذا العام، حيث أتضح لنا أنه لم يعمل لصالح المدرسة أو لصالح الطلاب. في كل قسم في المدرسة هنالك مدير وكل مدير مسئول عن القسم الخاص به، ولا أعتقد أن غياب حنا أبو العسل يشكل فراغاً. 

وعلى الرغم من الحديث عن سوء إدارة، ونحن لسنا بصدد تقييم عمل أحد، تركنا المدرسة لكن مع صورة مثالية عن مدرسة عصرية، تقدمية محافظة على الثوابت الوطنية ولعل أكبر مثال على ذلك التقاطع الذي وقع خلال الإحتفال بين صوت مؤذن الجامع بشعر الشاعر حنا أبو حنا، حيث فضل الشاعر حنا أبو حنا أن يخلي السبيل لمؤذن الجامع ثم ليعود بإكمال مشواره بعد إنتهاء الأذان.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]