حكاية عجيبة غريبة تلك التي حدثت مع السيدة باسمة صالح سيدي من قرية الرينة، حكاية قد لا تبدو واقعية، وغير قابلة لأن "تركب" على عقل عاقل، فقد أخرج الأطباء من جوفها قبل مدة قصيرة أنبوبا كان منسيا هناك منذ سنوات طويلة!!!

يومها، والحديث عن أربعة عشر عاما مضت، اشتكت السيدة باسمة من آلام شديدة في بطنها. وبعد أن عاينها الأطباء، استنتجوا بأن السبب هو انفجار الزائدة الدودية، وبأنها لا بد أن تخضع لعملية من أجل استئصال هذه الزائدة. وفعلا هذا ما حصل، حيث تم استئصال هذه الزائدة في مستشفى العائلة المقدسة (النمساوي) في الناصرة.

منذ ذلك الحين، والسيدة باسمة تعاني من آلام متكررة في منطقة البطن، وقد قالت لنا: "توجهت إلى كثير من الأطباء، وقد أعطوني مسكنات للآلام من شتى الأنواع، إلا أن الألم استمر وبقي، بل إنه أخذ يزداد. لقد مرت علي ليال لم أذق طعم النوم خلالها من شدة الألم".

وأضافت: "بعد ثمانية أعوام، اعتقد الأطباء بأنهم اهتدوا إلى سبب الآلام التي أعاني منها، فقرروا استئصال المرارة على أنها سبب معاناتي، ولكن الألم لم يفارقني للحظة. وأعدت الكرة وقمت بجولة على الأطباء الذين قال بعضهم إن آلامي ناتجة عن ازدياد نسبة الدهون في الدم، ووصفوا لي الأدوية (المناسبة)، واضطررت لاتباع حمية غذائية تحسبا لارتفاع نسبة الدهون أكثر مما يجب، إلى أن زرت الطبيب نبيل عبود قبل عدة أيام، حيث اكتشف وجود جسم غريب داخل جوفي!!!".

عاشت باسمة أربع عشرة سنة مع آلام لا تتوقف، لا في الليل ولا في النهار. وأحيانًا كان الألم يشتد ويزيد عما يُمكن لباسمة أن تحتمله، مما اضطرها للذهاب، أحيانا، في ساعات الليل المتأخرة إلى المستشفيات مستنجدة بالأطباء، غير أن أحدًا منهم لم يستطع أن يكتشف السبب الحقيقي لكُل هذا الألم، بل إن باسمة تقول إن هنالك أحد الأطباء قال لها بعد إجراء الفحوص "اللازمة" أنها "تتوسوس" وأنه لا عله فيها ولا ألم لديها في واقع الأمر!

وجود الجسم الغريب في بطن باسمه كان مفاجأة كبيرة للأطباء، وتقول باسمه أنها تشكر الدكتور نبيل كثيرًا على أنه اكتشف سبب الألم الذي رافقها سنوات طويلة والذي أجرى لها العملية في مستشفى الناصرة "الإنجليزي" وأراحها من الألم الذي ظل لسنوات كثيرة مجهول المصدر حتى يوم الاثنين الماضي، يوم العملية.

د. بشارات: لا يعرف مصدر الإنبوب

وفي حديث لنا مع الدكتور بشارة بشارات المُدير الطبي لمستشفى الناصرة، قال إنه لا يعرف مصدر الأنبوب الطبي بالتحديد غير أنه أكد استئصاله من بطن المريضة وأنه كان هناك منذ سنوات، وقال: "أنا فخور جدًا بوجود طبيب ذكي وصاحب خبرة كبيرة مثل الدكتور نبيل عبود، وفخور بأنه استطاع أن يكتشف بسهولة وجود جسم غريب داخل جسم المريضة".

د. حربجي: لا يعقل أن السيدة توجهت خلال 14 عامًا للأطباء وأحدًا لم يكتشف الأنبوب

وفي حديث مع الدكتور إبراهيم حربجي المُدير الطبي للمستشفى النمساوي في الناصرة، والذي تقول باسمه سيّدي أنها تُعاني الألم منذ خضوعها للعملية فيه، قال: "لم تزرنا المريضة بعد العملية التي أجريت لها ،وليس هناك ما يُثبت صحة كلامها بأن المستشفى النمساوي أدى إلى مرضها بسبب إهمال طبي. ما تقوله السيدة هو أمر غريب جدًا، فكيف يُمكن أن نستوعب أنها توجهت لعدة أطباء لمدة 14 عامًا كما تقول، دون أن تُجرى لها صورة واحدة من أجل معرفة سبب الألم.. لذلك ليس لدي أية معلومات تؤكد لي صحة الحديث وتدفعني  إلى أن أقدم ردا للإعلام حول هذه الحالة".
 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]