تعتبر شركة "بيليفون" للاتصالات الخلوية رائدة هذا المجال في البلاد، فقد كانت أول شركة أدخلت ثورة الاتصال الخلوي إلى البلاد قبل عدة أعوام، وانفردت بالسوق الخلوية لسنوات طويلة قبل دخول الشركات المنافسة، مما فرض تغييرا جذريا في كل المفاهيم التي تتحكم بالسوق الخلوية.

عندما بدأت المنافسة وانتهى عهد احتكار "بيليفون" للاتصالات الخلوية، دخلت للمعادلة معطيات جديدة: المنافسة في مجال الأسعار، الخدمات، التكنولوجيا وحتى التنافس على الشرائح الاجتماعية المختلفة. وقد كان الوسط العربي مسرحا لكثير من المنافسات بين الشركات. للحديث عن هذه الأمور، وغيرها من القضايا الهامة، التقينا نائب المدير العام لشؤون التسويق في "بيليفون" السيد "أساف عوفر"، وكان لنا معه الحوار التالي...

بكرا: ما الذي تقومون به على صعيد الأسعار من اجل جذب أكبر عدد ممكن من الزبائن العرب؟
أساف: "نحن نقوم بالكثير من الفعاليات التسويقية والحملات المغرية بشكل عام، ومنها ما هو مخصص للوسط العربي. ففي نيسان الماضي خرجنا بحملة خاصة للوسط العربي تشمل إمكانية التحدث بحرية بين أفراد العائلة، وقد لاقت هذه الحملة نجاحا منقطع النظير. كذلك، أطلقنا مؤخرا حملات خاصة بالإنترنت الخلوي والكمبيوترات النقالة التي نقوم بتسويقها، وذلك من خلال وسائل الإعلام المنتشرة في الوسط العربي، وكذلك من خلال نشاطات ميدانية. حيث تقوم سيارات الشركة بالتجول أسبوعيا بين مختلف البلدات العربية وتعرض الكمبيوترات والمودمات الخلوية، وتقدم للزبائن شرحا وافيا وإيضاحا لكيفية استخدامها، وتقوم ببيعها للمعنيين. والحقيقة أن هذه النشاطات تلاقي تجاوبا جيدا بين الجمهور العربي".
بكرا: وماذا عن حملات خاصة بشهر رمضان؟
أساف: "نحن نقوم في كل عام بتجهيز حملات مغرية ومخخصة لرمضان، وكذلك في هذا العام، حيث سنقوم بإطلاق حملة خاصة خلال شهر رمضان القريب".

المجتمع العربي أكثر تفوقا وتقبلا للتطور التكنولوجي

بكرا: هل تعتقد أن هنالك فرق في "ثقافة الاستهلاك الخلوي" بين المجتمع العربي واليهودي؟
أساف: "ليست هنالك فروق كبيرة. غير أن الوسط العربي يعتبر أكثر تقدما من المجتمع اليهودي بقليل في كل ما يتعلق باستهلاك المضامين الترفيهية، خصوصا عالم الموسيقى وإنزال الأغاني.
كذلك نلاحظ أن الزبائن العرب يحبون بشكل كبير الأجهزة المتقدمة تكنولوجياً. فنرى أن الزبائن العرب يسارعون إلى اقتناء وتجربة الأجهزة الجديدة والمتقدمة قبل الزبائن اليهود عامة.
هذا فرق بسيط ولا يمكن اعتباره فرقا جديا، ولكنه يشير إلى التوجه نحو التقدم التكنولوجي".

بكرا: هل تعتقد بأنكم في "بيليفون" تلبون الاحتياجات الحيوية لدى الزبائن العرب؟
أساف: "نحن نسعى لذلك حقا. فنحن ننشط منذ سنوات طويلة في السوق الخلوية، وفي أوساط المواطنين العرب خصوصا. ولكن نظرا لشدة التنافس في هذه السوق، فإن كل شركة من الشركات الناشطة في المجال تحاول أن تلاءم نفسها وعروضها لمختلف الأوساط الاجتماعية.
نحن نحاول أن نطرح العروض الأكثر إغراءً والأكثر ملاءمة للمجتمع العربي. فعلى سبيل المثال هناك حاجة اجتماعية موجودة في الوسط العربي ولا تظهر في المجتمع اليهودي، هي قضية "المخطوبين". من أجل هذه الشريحة الاجتماعية، نقوم بفتح مسارات جديدة تتيح التحدث لرقم مختار واحد أو عدة أرقام، بحيث نسمح للخطـّاب بالحديث معا ومع العائلة بحرية في الفترة التي تسبق الزواج. هذه إحدى الاحتياجات المجتمعية العربية التي نهتم دائما بتلبيتها من خلال حملاتنا".

"بيليفون" دائمة التجدد والتطور،وتتفوق على المنافسين...

بكرا: تم قبل أسبوعين تدشين الشبكة الجديدة High Speed GSM+، ما الجديد الذي تحمله هذه الشبكة؟
أساف: "الامتياز الخاص جدا في هذه الشبكة هو كونها تنتمي للجيل القادم من الشبكات الخلوية، وتسمح باستخدام الإنترنت بسرعة كبيرة تصل إلى 21 ميجا في الثانية. هذا هو الأمر الجديد المركزي.

بموازاة تدشين الشبكة الجديدة، قمنا بتوسيع وتطوير البنى التحتية في كل البلاد من أجل دعم تبادل المعلومات بكميات كبيرة، الأمر الذي من شانه أن يتيح إنترنت خلوي نقال وسريع حقيقي.

من حيث التغطية، فإن تغطية هذه الشبكة تمتد على كل انحاء البلاد. لم نبدأ بنشر هذه الشبكة في منطقة معينة من البلاد، بل نشرناها في كل البلاد على مرحلة واحدة. بالمقابل فنحن نوسعها بناء على حجم استهلاك الإنترنت الخلوي السريع.

في كثير من البلدات العربية نلاحظ أن حجم استهلاك الإنترنت الخلوي كبير جدا، وذلك لسببين: أولا لأن المجتمع العربي، كما أسلفت، يتجه بسرعة نحو تبني التقدم التكنولوجي. والسبب الثاني هو أن الكثير من البلدات العربية تفتقر للبنى التحتية الداعمة للإنترنت السلكي، مما يجعل السكان يستعيضون عن ذلك بالإنترنت الخلوي. ونلاحظ أن الزبائن العرب يستخدمون الموديمات الخلوية في البيت وعلى الكمبيوتر (المركزي) في البيت".

بكرا: ما هي الجوانب التي تتفوق فيها "بيليفون" على منافسيها؟ خصوصا وأن المنافسين يقولون بأن لديهم تكنولوجيا متقدمة؟
أساف: "حتى الآن، نحن الشركة الوحيدة التي انتقلت لشبكة تعمل وفق المقاييس والمعايير المتقدمة والحديثة. والحقيقة أن منافسينا سيصلون إلى هناك يوما ما، وقد يكون هذا اليوم قريبا. تفوقنا، وإن كان كبيرا وجديا في مجال الإنترنت السريع، إلا أنه مؤقت ولا يمكن اعتباره تفوقا لسنوات طويلة.

هذا يعني بأننا إذا لم نقم بتحديث شبكتنا من حين لآخر، كما فعلنا حتى الآن، فإننا سنفقد هذا التفوق وسنصبح متساوين. ولكن حتى هذه اللحظة أؤكد لكم بأننا نتفوق بسرعة الإنترنت، وقد قمنا بفحص هذا الأمر مخبريا وفي فحص محايد. ثم نشرنا نتائج هذا البحث على موقعنا في الإنترنت مع توضيحات وبيان نقاط التفوق التي تميزنا عن منافسينا".

بكرا: هل هناك رزم إنترنت خاصة تقومون بعرضها على زبائنكم؟
أساف: "نعم، بموازاة إطلاق الشبكة الجديدة قمنا، ولأول مرة في سوق الإنترنت الخلوي، بطرح رزم إنترنت ذات سرعات مختلفة، خصوصا وأنه بات بالإمكان الوصول إلى سرعات عالية جدا.

وتماما كما في الإنترنت العادي، قمنا بطرح ثلاث رزم تبدأ سرعتها من 3.6م/ث وصولا إلى 15 م/ث, الحقيقة أن هذا التقسيم جاء نتيجة لاعتقادنا المدعوم بالوقائع، بأن لا حاجة لإعطاء السرعة القصوى لجميع الزبائن. فهناك من يقتصر استخدامهم للإنترنت على التصفح وفحص البريد الإلكتروني، وهؤلاء لا يحتاجون لسرعة كبيرة. بالتالي، يتبين أن تقسيم الإنترنت إلى مستويات سرعة مختلفة هو نوع من ملائمة خدماتنا المعروضة لحاجات المستهلك.

وعلى سبيل المثال، الزبائن التجاريين أو الزبائن الذين يستخدمون الفيديو كثيرا والتطبيقات التي تحتاج لسرعة إنترنت كبيرة، هم المستهدفون بهذه الرزم السريعة، أما بقية الزبائن فبإمكانهم الاكتفاء برزمة 3.6 م/ث التي تعتبر ممتازة أيضا، فيوفرون أموالهم".
حملات رمضانية وحفل موسيقي للوسط العربي

بكرا: ما هي برامجكم المستقبلية في الوسط العربي؟
أساف: "لدينا الكثير من الفعاليات والبرامج التي ننوي تنفيذها في الصيف القريب، ولكن اعذروني، فأنا لن أستطيع الخوض في تفاصيلها خلال هذا اللقاء".

بكرا: من الممكن أن نكتفي برؤوس أقلام...
أساف: "على شرف حلول شهر رمضان المبارك سنقوم بطرح حملات خاصة، كما أننا أقمنا خلال السنة الماضية حفلا موسيقيا كبيرا في مدينة الناصرة، وقد لقي نجاحا كبيرا. وننوي إعادة التجربة في هذه السنة أيضا، وإن كان الأمر سيتم ضمن إطار مختلف بعض الشيء، فنحن نبحث عن التجديد بشكل دائم".

مستمرون بدعم التعليم

بكرا: كنتم قد قدمتم سابقا بعض الدعم والتبرعات لعدد من المؤسسات الجماهيرية، ماذا عن هذا الأمر مستقبلا؟
أساف: "نحن في (بيليفون) نؤمن بأن من واجبنا تقديم التبرعات كل الوقت. ويحتل مجال التربية والتعليم الحيز الأكبر من اهتمامنا، لذلك فإن تبرعاتنا بغالبيتها تتجه إلى هذا المجال في مختلف الأوساط الاجتماعية، بما فيها المجتمع العربي.
نحن مستمرون بالتبرع، وقد بدأنا بالتبرع مؤخرا بأجهزة الكمبيوتر للمدارس المحتاجة وكذلك للطلاب الأفراد المحتاجين لها. هذا هو المجال الذي كنا ولا زلنا نقدم الكثير من التبرعات فيه، وهو مجال مجدٍ بنظرنا.
قمنا سابقا بالتبرع لعدد من البلدات العربية، وقد بدأنا مؤخرا بالتعاون مع بعض الجمعيات المختصة بالاهتمام بالأولاد. منها جمعية تطوير التربية في يافا وجمعية أخرى في منطقة الشمال".

بكرا: من هي الشركة الخلوية "الأكبر" في أوساط العرب في البلاد؟ سلكوم تقول إنها الأوسع انتشارا!
أساف: "هناك تقارب بيننا وبين (سلكوم)، وبإمكان كل شركة أن تقول ما يحلو لها، ففي نقاط معينة نحن أوسع انتشارا، بينما سلكوم أكثر انتشارا في نقاط أخرى".

بكرا: هل تقصد الفرق بالانتشار بين الزبائن الخصوصيين والتجاريين؟
أساف: "شريحة الزبائن التجاريين أقل وضوحا من حيث المعالم في الوسط العربي، وذلك نابع من أن الكثير من المصالح التجارية في الوسط العربي لا تعمل بشكل منظم وليس لديها الوثائق الرسمية اللازمة من أجل انضمامها لشريحة (التجاريين)، ولذلك فإن الحدود بين الخصوصيين والتجاريين لا تكون واضحة دائمة. أضف إلى ذلك أن هناك الكثير من (المشتركين) العرب الذين يستخدمون هواتف خلوية بشكل شخصي، بينما تكون هذه الهواتف بملكية شركات تجارية كبيرة، قسم منها حتى يتبع الوسط اليهودي. هذه هي الصعوبة التي تواجهنا في عملية الفرز بين الزبائن التجاريين والخصوصيين.
ما قصدت قوله هو أن سلكوم قد تكون أوسع انتشارا منا في مجال "البري بيد" (الحساب المدفوع سلفا – البطاقات) بين العرب، بينما بيليفون أكثر انتشارا من سلكوم بين العرب في مجال "البوست بيد" (خطوط الفاتورة العادية)".

هدفنا خدمة الزبون بما يرضيه

بكرا: بالنسبة لموضوع خدمة الزبائن، ما الذي تقوم به "بيليفون" ولا يتوفر لدى منافسيها؟
أساف: "تعتبر خدمة الزبائن لب النشاط في الشركات الخلوية الثلاث في البلاد. ونحن جميعا نستثمر الكثير في هذا المجال. هذا هو الأساس الذي نبني عليه مجمل نشاطنا، وكما قلت، لا فائدة من أن تكون لدينا تكنولوجيا متقدمة ما دامت الخدمة التي نقدمها للزبائن سيئة.
نحن نعتبر الخدمة أهم محاور عملنا، ولذلك فإن التغييرات التي نقوم بها في هذا المجال كثيرة جدا وتتعلق بالأساس باحتياجات زبائننا. فنحن نفتتح نقاط الخدمة بشكل دائم بناء على الحاجة. وقد قمنا مؤخرا بافتتاح محطات خدمة في كل من "إعبلين" و "الطيرة"، حيث بدأت هاتان النقطتان بتقديم خدماتهما لأعداد كبيرة من الزبائن.
بالإضافة لذلك، نقوم بتوجيه زبائننا لتلقي الخدمات من خلال (الخدمة الذاتية) حيث سندشن خلال شهر تموز القادم خدمة زبائن جديدة تعتمد على الإنترنت والحوار المحوسب (التشات)، وآمل أن يكون مدعوما باللغة العربية.
وكنا قد أطلقنا خلال شهر نيسان الماضي خدمة (حجز الأدوار) في مراكز الخدمة، حيث بإمكان زبائننا حجز أدوارهم في مراكز الخدمة القريبة منهم قبل الوصول لهناك. عندها لن يكونوا بحاجة للوقوف وانتظار دورهم لساعات طويلة.
هذه هي ببساطة معادلة النجاح التي تدمج بين التكنولوجيا المتقدمة والخدمة الجيدة".

بكرا: وأخيرا، سمعنا بأن شركة خلوية إضافية ستدخل سوق المنافسة قريبا، كيف ستتعاملون مع هذا الأمر؟
أساف: "ليست لدينا أي مشكلة مع دخول شركة خامسة، ففي الواقع هناك شركة رابعة ولكنها صغيرة جدا، هي شركة (ميرس). ونحن نعلم بذلك ونعلم بأن هناك مبادرة لإقامة شركة خلوية خاصة بالوسط العربي بمبادرة مجموعة من العرب.
نحن نعتقد بأن الأسعار هي مركب واحد من مجموعة مركبات تلعب دورا في قرار الزبون، وبالنهاية، ما يؤثر فعلا على الزبون هو مستوى الخدمات التي يتلقاها من الشركة ومستوى التكنولوجيا وليس السعر فقط.
ليس صدفة أن نقوم في كل عام تقريبا بتحديث شبكتنا، فكل تطوير من هذا النوع يكلفنا مئات الملايين، وليس هذا الأمر بسيطا. كان بإمكاننا ترك الشبكة دون تحديث أو تطوير، فالشبكة بالمجمل تعمل بشكل جيد ولا بأس بذلك، لكن هذه التحديثات هي التي تصنع الفرق وتخلق التفوق. نسعى لتقديم خدمات على مستوى عال ونعمل جاهدين من اجل ذلك، وبالنهاية إذا توفرت منافسة حقيقية بين الشركات الخلوية بفضل دخول شركة جديدة، فإن هذا سيحرر الشركات الحالية من المحدودية ومن تقارب الأسعار وسيخلق فروقا حقيقة بالأسعار والخدمات لما فيه مصلحة المستهلك".
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]