تقرير: عبد كناعنة ويونتان بولاك

لا زالت قضية المواطنة الفلسطينية جواهر أبو رحمة من قرية بلعين تتفاعل منذ نهاية الأسبوع الماضي حينما إستشهدت أثناء مشاركتها بالمظاهرة الأسبوعية ضد جدار الفصل العنصري المقام بالقرب من القرية والتي يشارك فيها بشكلٍ دائم مواطنون فلسطينيون ونشطاء سلام إسرائيليون وأجانب.

بعد إستشهاد جواهر يوم الجمعة 31.12.2010 قام الجيش الإسرائيلي بتمرير معلومات للصحافة الإسرائيلية وكأن الشهيدة الفلسطينية أبو رحمة قد توفيت نتيجة مرض عضال كان قد ألم بها سابقاً وبالتالي فأيادي الجيش "بيضاء" من دم الشهيدة أبو رحمة. هذا السيناريو للجيش الإسرائيلي تم نشره من دون الإشارة الى مصدر رسمي واضح يقف وراء هذه المعلومات حيث لم يكن هناك بيان باسم الناطق بلسان الجيش حول الموضوع ولكن على مايبدو فقد قام الجيش بتلقين المعطيات للصحافة الإسرائيلية بشكلٍ غير رسمي.

الناشط اليساري يوناتان بولاك والذي يشارك أسبوعياً في المظاهرة في بلعين قام بجمع عدة شهادات من أشخاص ومن مواطنين شاركوا في المظاهرة والذين يفندون جملة وتفصيلاً الرواية التي تناقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية والجيش الإسرائيلي.

صبحية أبو رحمة (أم الشهيدة جواهر) تقول: "كنت الى جانب جواهر على تلة قريبة من المظاهرة، وقد أصبنا من كمية الغاز التي وصلت الينا وقد هربنا من المكان الا أن جواهر بدأت بالتقيؤ وقد أغمى عليها نتيجة استنشاق الغاز. أخذناها الى الشارع القريب من المكان وأقلتها سيارة الإسعاف الى المستشفى حيث إستشهدت. جواهر لم تكن مريضة بالسرطان أو أي مرض عضال آخر وكذلك لم تكن تعاني من الربو."

إلهام فتحي تقول: "أنا كنت على سطح بيتي، على بعد بضعة أمتار من مكان تواجد جواهر. عندما شعرت بقدوم "غيمة الغاز" باتجاهنا هبطت الى البيت من أجل إغلاق كافة النوافذ. أثناء إغلاقي لإحدى النوافذ رأيت جواهر وقد فقدت الوعي هرعت نحوها مع إسلام أبو رحمة لكي نساعدها وقمنا بحملها سوياً الى ساحة بيتي. وبدأت بالصراخ وطلب النجدة حيث أخذت جواهر بالتقيؤ وفمها يزبد."

إسلام أبو رحمة: "وقفت الى جانب جواهر والى جانب أمها وجدتي لكي نطلع عن قرب على المواجهات التي دارت أمامنا بين المتظاهرين والجيش بجانب الجدار. الغاز وصل الى مكان وقوفنا وبدأنا جميعاً بالسعال والهرب لكن جواهر بدأت بالتقيؤ وفقدت الوعي وسقطت على الأرض وأخذت تزبد. إستطعنا نقلها حتى بيت عائلة أبو خميس لكنها إنهارت كلياً وتم نقلها الى المستشفى."

شاهر بشارات (سائق سيارة الإسعاف الذي نقل جواهر): "تلقيت جواهر على مدخل الشارع المقابل للجدار حيث كانت المظاهرة. وكانت لا زالت شبه واعية، وقد أجابت على الأسئلة وقالت أنها قد إختنقت من الغاز وقمت بنقلها مباشرةً الى المستشفى."

الجيش تحدث عن أن التقارير حول إصابة جواهر أبو رحمة قد بدأت بالظهور بعد عدة ساعات من إصابتها، لكن هذا الإدعاء لا علاقة له بالحقيقة من قريب أو من بعيد. حيث أن منظمة "صوت يهودي للسلام" (JVP) قامت بالتبليغ عن إصابة جواهر على حسابه على موقع الشبكة الإجتماعية "تويتر" في الساعة 14:36 من ذات اليوم أي لحظة إصابتها. كذلك قامت وكالة الأخبار الفلسطينية "وفا" قامت بنشر تقارير أولية عن إصابة جواهر بعد وقت قليل من الإصابة.

أما الحديث عن إمكانية أن تكون جواهر مصابة بمرض عضال، توفيت نتيجته فهو أمر كاذب د. عودة أبو نحلة: "جواهر أبو رحمة كانت تعمل لدي في البيت بصورة منتظمة. وقد كانت آخر مرة في العمل يوم قبل إستشهادها ولم تكن تشتكي من أية أعراض."

جواهر كانت تعاني من التهاب بأذنها الذي قد يؤثر على توازنها، وكجزء من العلاج تم فحصها بأشعة ال- CT طبيب الأشعة الذي قام بإجراء الفحص لجواهر هو د. خميس الشافعي، والذي أكد أن نتائج الفحص طبيعية للغاية وأن الحديث يدور عن التهاب عادي نتيجة تركيز سوائل عالي في الأذن الداخلية وأنه لم يتبين أية أعراض تدل على مرض عضال أو أعراض لمرض من هذا النوع.

محمد عيده، مدير المركز الطبي في رام الله حيث تم نقل جواهر قال: "جواهر أبو رحمة توفيت نتيجة فشل رئوي  نتج عن إستنشاقها لكمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع الأمر الذي أدى الى سكته قلبية."
محمد خطيب من أعضاء اللجنة الشعبية في بلعين قال: "الجيش يحاول التنصل من مسؤوليته إتجاه مقتل جواهر وذلك من خلال أكاذيب وأضاليل غير ذات قاعدة على أرض الواقع والتي يتم نشرها بواسطة وسائل إعلام لم تقم بفحص مدى مصداقية هذه الأقوال ولو بشكل أولي.

النائب من الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة د. دوف حنين والذي كان قد زار بيت عائلة أبو رحمة متضامناً برفقة النائب د. حنا سويد ووفد من كتلة الجبهة طالب وزارة الأمن الإسرائيلية بالكشف عن مصدر الرواية الكاذبة الصادرة عن جيش الإحتلال.

النائب حنين: "إستشهاد جواهر أبو رحمة يؤكد للمرة المليون بشاعة الإحتلال ويؤكد للمرة المليون عظمة وصمود الشعب الفلسطيني البطل. كذلك يجب الإنتباه مرة أخرى الى أن الإحتلال يمارس أبشع وسائل القمع إتجاه مظاهرات بلعين التي تؤرقه وتخيفه وبحق لأن هذا النوع من النضال الشعبي الذي يستقطب متضامنين أجانب وإسرائيليين يحرج حتى النخاع السلطات الإسرائيلية وتحولت هذه المظاهرة الأسبوعية الى رمز في كافة أرجاء المعمورة للنضال المثابر ضد الإحتلال وموبقاته وضد جدار الفصل العنصري."
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]