عقدت ظهر اليوم راية الصلح بين آل فيصل وآل سلام، في مسجد النصر الكبير (الجرينة) في حيفا، بحضور جاهة صلح كبيرة ولفيف من الأقارب وأهل الخير والسلم.

هذا وقام الأديب محمد علي طه بتفصيل مراحل الصلح، منذ وقوع الحادثة المؤسفة بقتل المرحومة هالة فيصل سلام في 7-2-2010 من قبل زوجها باسل فيصل، وكل الجهود التي بذلت بهدف تحقيق الصلح.

وقد حضر عقد راية الصلح بين العائلتين أعضاء الكنيست عن الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة والحزب الشيوعي، محمد بركة، د. عفو اغبارية، ود. حنا سويد، الى جانب رئيس بلدية الناصرة ورئيس لجنة رؤساء السلطات المحلية المهندس رامز جرايسي، ونوّاب وأعضاء البلدية، ورئيس لجنة رؤساء السلطات المحلية سابقا شوقي خطيب، المطران رياح أبو العسل، الأب اميل شوفاني، الشيخ ناظم أبو سليم، ولفيف من عائلة سلام ووجهاء الناصرة. كما حضر راية الصلح من طرف عائلة المرحومة فيصل، والدها فيصل فيصل، وشقيقها المحامي سامي فيصل، الشيخ رشاد أبو الهيجاء، ولفيف من الأقارب ووجهاء مدينة حيفا.

محمد علي طه: عائلة فيصل تصرفت بطريقة حضارية

من جهته قال الأديب محمد علي طه: "نحن نلتقي اليوم بعد حادث مؤسف ومفجع حدث في 7-2-2010، وراح ضحيّته السيدة والأم والمربيّة الفاضلة المعلمة هالة فيصل سلام، وما نتج عن ذلك. لجنة الصلح والأخ علي سلام منذ اليوم الأول توّجه الى أهل الخير وطلب منهم أن يتدخلوا لتهدأة الاوضاع، والحمد لله أن عائلة فيصل تحكم بها العقل والرزانة والشرف والكرامة فتصرّفت تصرفا حضاريا وأخلاقيا، تصرفا عربيا جميلا. وبعد ذلك جرت عدة اتصالات قام بها شخصيات من أهل الخير حتى توصلنا الى هذا الصلح المبارك، والذي كلنا أمل أن يثمر وتعود العلاقات طبيعية بين العائلتين الكريمتين، لا سيّما أن صلة القربى وصلة الرحم تربطهما، وأن هناك ثلاث أطفال يربطون العائلتين معا أيضا. ونحن كلجنة صلح نعتبر أن هذا الحادث وقع في نفس العائلة لأن النسب عند الأوادم أهل، والعائلتان من الأوادم ومن العائلات الشريفة والكريمة. والعرب قالوا النسب أهل فبقي الموضوع أهل".

الشيخ ضياء: نسأل الله مباركة هذا الصلح

أما الشيخ ضياء أبو أحمد فقال: "نحن يا اهلنا وأحبائنا، يا آل فيصل وكل أهلنا في حيفا، جئناكم من الناصرة باسم أخونا ابو ماهر، وآل سلام جميعا، من أجل أن تبقى المحبة بيننا، وتبقى الرحمة بيننا، وأن يبقى النسب بيننا، فنسأل الله رحمه وتعالى، ان يبارك هذا الصلح، واشكر الاخوة في لجنة الصلح، الذين سخرهم الله لينتقلوا من نجاحهم لنجاح في وصل أهلنا مع بعضهم البعض".

الأب أميل شوفاني: شكر لعائلة فيصل

بينما قال الأب اميل شوفاني: "باسم الله الواحد الأحد، يقول الكتاب المقدس في الانجيل الكريم، طوبى لفاعلي السلام فانهم أبناء الله أو عبّاد الله يكونون. في هذا المقام وفي هذا المسجد المقدس، اجتمعنا كي نقول هذا الشكر لعائلة فيصل بعد أن بكينا الحزن الكبير الذي جرى لهم، ولكن يبقى قول المسيح الكريم، اذا اختلف المؤمنين فأصلح بينهم، والحمد لله فقد وصلنا الى هذا الصلح مهما في داخلنا من حزن وتأثر، فالشكر الجزيل لعائلة فيصل وللجنة الصلح ولعائلة سلام التي رضخت للحق وقبلت بالحكم عليها أمام هذه الأمور التي جرت فيما بينها".

جرايس: هذا ليس صلح تقليدي ونشكر نبالة عائلة فيصل

وقال رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية المهندس رامز جرايسي فقال: "الأهل الأعزاء وكلكم أهل، وخاصة عائلتي فيصل وسلام الذين تربطهما أواصر النسب، ويربطهما ما نتج من أواصر النسب، الأطفال الذين هم اطفال العائلتين. خير الكلام في هذا الموقف ما قلّ ودلّ، ولكن أعتقد أن هذا اللقاء ليس على النمط التقليدي للقاءات الصلح. في رأيي هذا لقاء مصالحة، ليس من النمط الذي اعتدنا عليه في مناسبات الصلح، لأنه في نهاية الأمر نتحدث عن عائلتين همهما الأول نحو المستقبل هو هؤلاء الأطفال، وأن ينشأوا في أجواء طيبة وفي أجواء صحية، لأن هذا ما يجمع العائلتين. نحن نقدّر جدا موقف آل فيصل، الذين تجاوزا كل ما هو متعارف عليه في مثل هذه الأحداث المؤسفة، المأساة، واستقبلوا عائلة سلام حتى في قمة أجواء الألم. هذا موقف نبيل، موقف نقدّره ونجلّه، وطبعا بنفس الوقت، عائلة سلام تصرّفت كما يُملي الواجب، وكما تملي الأخلاق والتقاليد والأعراف الطيبة التي اعتدنا عليها في مجتمعنا".

بركة: عائلة سلام تربعت للحق منذ البداية

الكلمة التالية كانت لرئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، عضو الكنيست محمد بركة، الذي قال: "لا يسعنا في هذا المقام، في هذا الجامع الذي يجمع جمع المحبة والمصالحة، الا أن أحيي كل من كانت له كلمة ويد في الوصول الى هذا اليوم، فاليوم نحن نحيي عائلة فيصل التي سهّلت مهمة المصالحة منذ اليوم الأول، وأنا أشهد على ذلك. وأحيي عائلة سلام التي تربعت للحق منذ اللحظة الأولى ومنذ الدقائق الأولى للفاجعة التي تركت جرحا بليغا في نفوس العائلتين، وجرحا بليغا في مستقبل ثلاثة أطفال نريد لهذا الجرح أن يلتأم، وأقول من صميم القلب والفؤاد، ومن صميم الحزن الذي لفّنا جميعا على تلك الفاجعة معلنا نحن نريد أن نفتح صفحة جديدة أكثر اشراقا في حياة العائلتين وحياة المجتمع".

الهيب: العائلتان جعلوني أشعر أنهم أهلي

أما عضو لجنة الصلح، أبو غالب هيب قال: "بعد مفاوضات لم تكن بالسهلة وبعد أخذ وردّ توصلنا وبحمد الله الى صلح بين العائلتين الكريمتين، عائلة فيصل وعائلة سلام، لولا توفيق الله ورعايته، والتعاون الذي شهدناه من الطرفين ما كنا لنتم هذا الصلح بين العائلتين الكريمتين في هذا اليوم المبارك. لقد جمعتني مشيئة الله مع هاتين العائلتين الكريمتين، فحبي واخلاصي لهما، جعلني أشعر أنهم أهلي، أنا منهم وهما مني".

سلام: فقدت ابنتي ...هالة كانت إبنة لي

بعدها تحدثّ علي سلام (أبو ماهر)، فقال: "كان هذا أصعب موقف شهدته في حياتي. فقدت ابنتي، هالة كانت ابنة من بناتي. وفقدت ايضا ابن من أبنائي، أنا دوري اليوم ودور أبو سامي وعائلة سلام وعائلة فيصل، هو كيف نكمّل المشوار سوية، للمصلحة العامة ومصلحتهم ومصلحة أولادهم. لدينا ثلاثة أطفال، أنا جدّهم وأبو سامي جدّهم، هذه الحقيقة. وهذا القدر المكتوب لنا. أسرة سلام والاخوان المجموعين هنا، أشكر كل من مدّ يده وساعدني حتى وصلنا لهذا اليوم الذي وصلنا اليه اليوم. فالشكر والتقدير لأهلي، وعندما أقول أهلي أقولها من قلبي، آل فيصل، أبو سامي، أولاد ابو سامي، واخوان أبو سامي، وأشكرهم على الموقف المشرّف الذي وقفوه معنا".

وشكر سلام لجنة الصلح، وكل الحاضرين، وكل من ساهم في التوصل لعقد الصلح، مؤكدا أن "هذا الصلح هو صلح بين أخوة، فبالنسبة لي عائلة أبو سامي هم أخوتي. وهالة رحمها الله هي ابنتي والكل يعرف ذلك".

والد هالة لا يتمالك نفسه ويبكي

أبو سامي، فيصل فيصل، والد المرحومة هالة، والذي ذرف الدموع قبيل أن يتحدث، وبدى عليه التأثر الشديد في هذا الموقف، قال في كلمته: "الله يمسيّكم بالخير عموما، أهلا وسهلا بكم جميعا، وكل من ساهم في لجنة الصلح ان كان بعيد أو قريب، حياكم الله. نحن وآل سلام عائلة واحدة. الحق العام سيأخذ مجراه، ولكن بين العائلتين لا يوجد أي شيء والحمد لله رب العالمين".

اما الكلمة الأخيرة فكانت للشيخ رشاد ابو الهيجاء، امام مسجد الجرينة، والذي قال: "أشكركم على هذه الجهود الطيبة التي أدت الى هذا الصلح المبارك، وانا أحييكم في بيت الله، وباذن الله تعالى سيستقبل دائما هذا المسجد هذه الوفود من خوارنة ومطارنة وهذا التبادل الأخوي، وهذا اللقاء، الصلح في هذا المسجد انما هو عمل خير، أسأل الله تعالى أن يبارك لهذه العائلات في الصلح وان يوّفق الجميع ويعينهم في الحياة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]