قدمت سيدتان، عربية ويهودية، شكوى إلى قسم التحقيقات مع أفراد الشُرطة في وزارة العدل ( ماحش) ضد شُرطي يخدم في حيفا، بدعوى أنه تصرّف بحقهما أشبه ما يكون بتصرف أمين الشُرطة " حاتم" الذي قام بدوره الممثل المصري خالد صالح في فيلم " هيّ فوضى".

عربية

وتضمن الشكوى ما جرى للسيدتين مع الاسبوع الماضي في أحد شوارع حي " الهدار" في حيفا، حيثُ روت السيدة نيتسا ريكلين، وهي خبيرة نفسية من كريات طبعون تعمل في حيفا، أنها اجتازت شارعاً في حي " الهدار" فتقدّم منها شُرطي طالباً فحص هويتها، زاعماً أنها اجتازت الشارع خلافاً للشارة الضوئية ( الحمراء)، فأعطته بطاقة الهوية وقالت أنها لم تخالف الشارة، وفي هذه الأثناء توجه الشُرطي إلى سيدة عربية وطلب منها بطاقة الهوية بنفس الحجة، فراحت تدافع عن نفسها وعندما " فهم" أنها عربية صاح في وجهها قائلاً: لا تتكلمي معي بهه الطريقة.. أنت هنا لست في " يوم الأرض" بإمكاني توقيفك"، فسألته السيدة اليهودية: وما علاقة يوم الأرض بالأمر؟ فطلب منها أن "تغلق فمها" وحذرها من أن بمقدوره توقيفها هي أيضاً..

اذهبي إلى سوريا..

وأضافت ريكلين في شكواها أن الشرطي قال للسيدة العربية: " اذهبي إلى سوريا.. إلى المناطق ( المحتلة)..لا يلزم أن تكوني هنا"! فردت عليه بالقول أنها سترفع شكوى ضده، فأجاب مستهزئاً: هل ستُحضرين كل أهل قريتك؟ أنا لا أخاف!
ولم يكتف الشُرطي الموقر بهذا، بل أبلغ السيدة العربية بأنها موقوفة، فخاطبتها السيدة اليهودية بالقول أنها ستدلي بشهادة ضد الشُرطي لصالحها إذا رغبت، فكان رد فعله أنه أوقفها، وفي الطريق إلى سيارة الشرطة قال لها أنه يكره الناس الذين هم على شاكلتها أكثر ممن هم على شاكلة السيدة العربية، "ونصحها" بالعودة إلى ألمانيا، وعبرت ريكلين عن انزعاجها من خوف الناس الذين تجمهروا لمشاهدة الموقف، فلم يعترض أي منهم علناً على تصرف الشُرطي..

"أستطيع الإنتقام.. فأصدقائي مجرمون"!
ولم ينته الكابوس عند هذا الحدّ.. فعندما حاولت السيدة العربية تسجيل الحادثة بواسطة هاتفها الخليوي، انتزعه الشُرطي من يدها.. فحاولت التصدي له ودفعته قليلاً، فوجّه إليها لطمة قوّية، وصرخ بوجهها واصفاً إياها والسيدة الأخرى بأنهما " زبالة" محذراً من أنه قادر على " فعل أي شيء"!. وذهب حضرته إلى أبعد من ذلك فأوثق السيدتين بعنف، وأدخلهما إلى السيارة، وفتح جهاز الراديو على أعلى موجة، وراح يطوف شوارع المدينة لإطالة رحلة العذاب، دون وازع من ضمير- كما ورد في الشكوى.

رحلة العذاب في محطة الشرطة
واستمرت رحلة العذاب في محطة الشرطة، ولم يبدُ مستعجلاً في تسجيل المخالفة والإفراج عنهما، بل ادعى أنه يحق له حجزها لمدة ثلاث ساعات، والأنكى من ذلك أن زملاءه أظهروا لا مبالاة عجيبة حيال ما شاهدوه وسمعوه، وبعد ذلك تحوّل " حامي حمى القانون والنظام" إلى تهديدات من نوع آخر، أكثر هولاً، حيث حذّر السيدة اليهودية من طبيعته الإنتقامية بصفته من مواليد " برج العقرب" ومن كونه على صلة قربى مع عائلة " أبو طبول" الإجرامية من نتانيا، وألمح إلى أن أفراد هذه العائلة سينبرون لمساعدته إذا ما طلب منهم ذلك!. وجاء " الفرج" بعد أكثر من أربع ساعات، حين جاء الضابط المناوب الذي أمر بالإفراج عن السيدتين فوراً، ليبدأ فصل جديد من التحقيقات، والبقية تأتي!.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]