صدمة وذهول لا زالت تسود عرابة في أعقاب الحادث المأساوي والمؤسف الذي راح ضحيته الفتى عثمان ناصر نصار (15 عامًا)، والذي عثر على جثته صباح هذا اليوم. وتأتي جريمة القتل بعد سلسلة من أعمال العنف التي شهدتها عرابة في السنتين الاخيرتين، من اعتداء وتخريب وحرق سيارات وقتل راح ضحيته المرحوم نور عاصلة، واستمرارًا بالاعتداء وإطلاق الرصاص على المحال التجارية، لنشهد اليوم جريمة القتل ونختتم حلقة أخرى من مسلسل العنف المستشري والدخيل على عرابة خاصة والمجتمع الفلسطيني عامة، حيث لم تشهد بتاريخها هذه الاحداث الضخمة والمتسارعة في فترات متقاربة أو حتى متباعدة..

اللجنة الشعبية والمجلس المحلي يستنكران

هذا وعقد مجلس عرابة المحلي واللجنة الشعبية اليوم مساءً اجتماعا طارئا بدعوة من القائم بأعمال رئيس المجلس المحلي نزار كناعنة، لتعذّر رئيس المجلس المحلي عمر نصار المشاركة بسبب تواجده في حفل تخريج أطباء من عرابة أنهوا دراستهم في رومانيا.

وافتتح الاجتماع القائم بأعمال الرئيس كناعنة، الذي أستنكر بدوره الجريمة النكراء التي راح ضحيتها فتى في مقتبل العمر، كما وروى امام اعضاء اللجنة الشعبية إحداث الجريمة التي كُشفت حتى الآن.

عضو المجلس المحلي بدران بدارنة قال ان المغدور هو طفل بريء، خرج من بيته ليواجه الموت، واضاف: "علينا التوجه للشرطة للكشف عن المجرمين ومعرفة تفاصيل وأسباب الحادث وعما إذا كان هنالك متورطين إضافيين".

وأضاف: "القائد الحالي للشرطة في مسجاف أستطاع خفض منسوب الجريمة لكن علينا اجتثاث العنف كليًا".

سخط واستياء

اما محمد نعامنة الناشط في حزب التجمع الوطني الديمقراطي فقال ان كافة الجريمة غير مقبولة في الاعراف والاخلاق والعادات والتقاليد الاسلامية، والقضية هي قضية فتيان في مقتبل عمرهم واليوم التحقيق لا يزال جارٍ. ويضيف: "وهنا يقع دورنا، بأن نتوجه الى لجنة الصلح في عرابة وزيارة أهل المغدور، ودورنا اليوم بتهدئة الخواطر".

عضو المجلس راسم كناعنة وعضو الحزب الشيوعي في عرابة قال ان الجريمة نكراء بكل معنى الكلمة خاصة وان المغدور طالب مدرسة، وهذا يدل على نسبة العنف المستشرية والعالية في عرابة والوسط العربي، واضاف: "العنف مستمر على كافة الاصعدة والمطلوب اليوم كمجلس محلي وحركات سياسية التجند والعمل يدًا بيد وبأكبر وحدة لحل هذه الظاهرة المستشرية".

سعيد نعامنة: الظاهرة بعيدة كل البعد عن عاداتنا

وفي حديث مع الناشط السياسي الجبهوي سعيد نعامنة قال لمراسلنا ان المجلس المحلي واللجة الشعبية اجتمعت اليوم لأجل هذه القضية وان المجلس المحلي واللجنة الشعبية تستنكران هذه الجريمة النكراء بكل معنى الكلمة، مضيفا: " ندعو الشرطة الى اخذ الامور بجدية والتحقيق للكشف عن المجرمين، وهذه الظاهرة بعيدة كل البعد عن مجتمعنا العربي وتربيتنا وثقافتنا العربية والاسلامية، ونتقدم بكل عزائنا الى اهل الفقيد واسكان المرحوم فسيح جناته".

اما عضو المجلس المحلي بدران بدارنة فقال في حديث معه ان الجريمة هي كبرى لم يسبق لها مثيل، طفل بريء قام بقتله مجرمين مهما كانوا ونحن استنكرنا ونتوجه الى الشرطة للكشف عن المجرمين وعن القضية والعمل على الحد من العنف في عرابة.

تخصيص خطبة الجمعة للحديث عن العنف

وفي نفس السياق فقد قرر المجلس المحلي واللجنة الشعبية في عرابة بإصدار منشور استنكار للجريمة سيتم توزيعه على المساجد بعد صلاة الجمعة كما وستخصص غدا الجمعة كافة الخطب في صلاوات يوم الجمعة للحديث عن الظاهرة واستنكارها. كما وسيتم التوجه الى وجهاء القرية واعضاء لجنة الصلح من أجل العمل على تهدئة الخواطر بين ابناء عرابة واهل الفقيد خاصة بعد اعتقال مشتبهين قاصرين من عرابة لعلاقتهما بالجريمة.

زيارة أهل الفقيد وتقديم العزاء

من جهتهم توجه اعضاء المجلس المحلي واللجنة الشعبية الى اهل الفقيد لتقديم التعزية، بداية تحدث القائم بأعمال الرئيس نزار كناعنة وطلب منهم التروي وضبط النفوس والتحكم، فيما القى عضو اللجنة الشعبية الشيخ عقبة كناعنة موعظة دينية حث من خلالها على الصبر مستشهدا بحديث لسيدنا ابراهيم الذي حث على الصبر في مثل هذه المآسي.

اقرأ في هذا السياق:
عرابة: الشرطة تحقق بمقتل الفتى عثمان نصار.
عرابة: جريمة القتل تتفاعل وإعتقال قاصريّن !!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]