كسرت نساء عربيات حاجز الصمت، وتحدين المعيقات، وتخطين التحديات، حيث قررن بذلك مواجهة المُعتدي جنسيا، من خلال الفليم الوثائقي"دمى"، وسحب اعترافه بالمسؤولية الكاملة عما كان سبباً به وما اقترفه، فهل يكون للمُعتدي أيَّ رد فعلٍ بعد مرور عدة سنوات على جريمته؟.

لا صمت بعد اليوم.....
ورافقت المخرجة عبير زيبق- حداد ووثقت  من خلال الفيلم الوثائقي "دمى" مسيرة أربع نساء عربيات من مراحل عمرية مختلفة تعرضن لاعتداءات جنسية بأشكال عدة، كانت نتائجها أضراراً نفسية وجسدية، تظهر تداعياتها في حياة كل فتاة وامرأة، قررن بأن يكسرن حاجز الصمت، ويصرخن  مطالبات بحقوقهن في المجتمع، رفضن الخنوع تحت حكم الصمت، عندها حصلت الحبكة، حين تقوم "الضحية" بقلب المعايير التقليدية لجرائم من هذا القبيل والتمرد على الصمت، فتحدثن عن القهر الذي كسا سنون الماضي، وما تعرضن له من ظلم ذكوري مستبد، ليذهب المغتصب وتظل هي واقفة في نفس المكان. اليوم تخرج "الضحية" عن المسار المألوف وتقرر نفض غبار الماضي والرحيل فقط حين تنزع "الصمت" لتصبح بذلك هي البطلة.

خفايا وحكايا
وتبقى علامات الندب والتذمر، ظاهرة بشكل بارز في قلب كل واحدة من النسوة اللواتي تعرضن للاعتداءات الجنسية، لذلك، قررن الكشف عن وجه المعتدي، كل  باسلوبها وعلى طريقتها وقصتها في الصراع لتجريم الجاني قضائيا واجتماعيا.  ليكشفن بذلك خبايا الامور وحكايا المجتمع التي طالما بقيت مجرد اشاعات وكلام عام، لتفتح الابواب على مظاهر يحاول الجميع التستر عليها وعدم التداول بها، في ظل صمت المجتمع حيال اي علاج من المكن ان يؤدي للجم الظاهرة والحد منها.

ويسرد الفيلم سيرورة الضحية، باسلوب يواجهة الحقيقة بشجاعة هدفها توعية المجتمع من هذه المخاطر، ولما تحمله الاعتداءات الجنسية في طياتها من ثقل على الضحية ومحيطها، بذلك أطلقت المخرجة عبير زيبق- حداد من خلال فيلمها الذي حمل عنوان "دمى" رحلة البحث التي لطالما أخرستها الهيمنة الذكورية والخوف من آليات القمع المجتمعية.

انطلقت فكرة الفيلم

وقالت المخرجة النصراوية عبير زيبق حداد  في حديث لموقع بكرا:"  انطلقت فكرة الفيلم من مسرحية دمى بعنوان "شوكولاتة" قمت باخراجها عام 2006 تتحدث عن ظاهرة الاعتداءات الجنسية عند الاطفال، حيث تحدثت المسرحية حينها عن فتاة تعرضت لاعتداء جنسي ولم تفصح عنه لاحد، ولكن تمر هذه الفتاة خلال المسرحية باحداث، وفي النهاية تفجر كتمانها على الحادثة وتتحدث عن الاعتداء في محاولة منها لمعالجة ظاهرة التكتم على الاعتداءات والخجل الممزوج بالخوف الذي ينتاب الضحية في مثل هذه المواقف، وهي رسالة الفيلم الذي نتحدث عنها".

بكرا:الى اي مدى يعكس الفيلم الواقع الاجتماعي الذي نعيش؟

عبير: "ظاهرة الاعتداءات الجنسية والعنف ضد المرأة للاسف هي منتشرة في كل العالم وبحسب معطيات الإحصائيات العالمية فهناك امراة من كل 3 نساء تتعرض للاعتداء الجنسي خلال حياتها، ويكمن الفرق بين مجتمعنا والمجتمعات الاخرى هو ان المجتمعات الغربية تتحدث بجرأة عن هذه الحوادث المؤلمة وعندنا هناك كتمان وخوف من مواجهة الواقع.

بكرا: لاي شريحة من المجتمع موجه الفيلم؟

عبير: الفيلم اعدّ ليناسب جميع شرائح المجتمع العربي  ومختلف الفئات العمرية، كون الاعتداءات الجنسية غير محصورة على شريحة معينة، حيث تتراوح اعمار ضحايا الاعتداءات من الاطفال وحتى ما بعد جيل المراهقة".

بكرا: ما هو دور المجتمع في معالجة هذه الظاهرة؟

عبير: لم يُطرح الموضوع قبل عشر سنوات بالشكل الذي يطرح به اليوم، في هذه الفترة هناك العديد من الجمعيات النسوية التي تعمل على توعية المجتمع لهذه الظاهرة، ولكن دائما يمكن ان نقدم أكثر، ناهيك عن الاوضاع السياسية والاجتماعية التي تشكل هي الاخرى حواجز امام معالجة هذه الظاهرة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]