في هذه الأيام تنشغل مدينة عكا بمهرجانها الكبير الذي انطلق مساء السبت ويستمر عدة أيام، وتتصادف أيام المهرجان مع عيد العرش (المظلة) لدى الشعب اليهودي. ومما لا شك فيه أن المهرجان يستقطب في كل عام الآلاف من الزوار الذين يتوافدون إلى عكا لمشاهدته والاستمتاع بفعالياته، لكن المفاجئة في هذا العام لم يتوقعها أهالي عكا العرب!! فقد قام صاحب مطعم "الملعقة الذهبية " الموجود في ساحة فرحي بعكا القديمة، بنصب يافطة كبيرة معلقة بمحاذاة مطعمه، كتب عليها "المطعم يهنئ شعب إسرائيل بعودة شاليط إلى الديار"!!.

من الممكن فهم هذه الرسالة على أنها محاولة لاستقطاب عدد كبير من الزوار اليهود إلى المطعم في أيام المهرجان وعيد العرش!! لكننا نفهم –وصاحب المطعم كذلك- أن الرزق لن يأتي من خلال الرياء لشاليط أو غيره، إنما من عند رب العباد!!

لا شك أن الشعب اليهودي فرح بعودة "الابن البار والجندي المغوار إلى بيته"، ويبقى السؤال الموجه لصاحب المطعم: هل نسيت أم تناسيت أن في الطرف الآخر من "بني جلدتك" الآلاف من الأمهات التي جفت الدموع في عيونهن والدماء في عروقهن بانتظار أبنائهن الذين يقبعون خلف القضبان منذ عشرات السنين؟ لقد كان من باب أولى يا صاحب الإحساس الإنساني أن تهنئ أيضا الشعب الفلسطيني بعودة أكثر من ألف أسير وأسيرة إلى الديار!! والفرق بين شاليط والأسرى الفلسطينيين هو أن شاليط تم أسره في معركة بين مسلحين فلسطينيين وبين جنود "جيش الدفاع"، أما الأسرى الفلسطينيون فقد تم اختطافهم تحت تهديد السلاح بشتى الطرق، وليس من أرض المعركة... قليلا من التوازن قد لا يضر في هذا السياق !!

لا تمثل إلا كاتبها!!!

احمد عودة، عضو بلدية عكا، قال لمراسل موقع "بكرا" حول الموضوع: "هذه اليافطة لا تمثل أهالي عكا العرب. هذا الأمر يراد منه الربح المالي، خاصة في أيام عيد العرش وأيام المهرجان العكي. بالنسبة لي، يعتبر هذا الأمر رياء ونفاقا، والشخص الذي قام بتعليق اليافطة لا يمثل سوى نفسه... نحن لا نعترض على عودة شاليط إلى بيته ولكن هناك آلاف الأسر الفلسطينية التي انتظرت عشرات السنوات لرؤية أبنائها الموجودين خلف القضبان"...
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]