في خضم البناء والتجهيز لمعهد "سلمى للفنون الاستعراضية" والذي يعمل المهندسون والعمال على قدم وساق ليتم افتتاحه في أقرب وقت، وخلال الجهد الكبير الذي تبذله الفنان فريال خشيبون وبجانبها إدارة جمعية سلمى وأصدقائها وأعضاء الفرقة وأولياء أمورهم، الذين يعملون جميعا وبكل الطرق لتجنيد الأموال الطائلة لتنفيذ هذا المشروع الضخم والهام في الوسط العربي.. وخلال التدريبات التي لم تتوقف للفرقة والتي تسير جنبا إلى جنب مع البناء.. التقينا مع ثلاثة من أعضاء الفرقة القدامى وحدثونا عن مشاريعهم القادمة والسابقة، خاصة وهم على عتبة تغيير كبير في تاريخ الفرقة
ناصر حنا- 23 سنة- حيفا
انضم ناصر إلى فرقة "سلمى" منذ (17) سنة وكان في الصف الأول، كان في حينه مع فرقة الصغار وفي الصف الثالث، بدأ يعرض مع الكبار وكان يشارك في العديد من عروض الفرقة المتنوعة في المهرجانات، وفي نفس الوقت شارك مع الكبار في مسرحية "حوض النعنع" في بداية عروضها.. بعدها أصبح ناصر يشارك في جميع عروض فرقة "سلمى" فبالإضافة لعروض المهرجانات و"حوض النعنع" يشارك ناصر في مسرحية "صرخة ماريا" والعمل الاستعراضي "على بالي" وفي نفس الوقت يعمل مع زميليه في الفرقة بشير وحسام على مساعدة مديرة الفرقة الفنانة فريال خشيبون في تدريب أعضاء الفرقة أثناء المراجعات على الأعمال السابقة أو بحالة تغيب المديرة. وقد اشترك ناصر مع الفرقة في العديد من المهرجانات الدولية منها في تركيا وجرش وتونس، كما مثل الفرقة في فرنسا عن طريق بعثة فنية نظمتها جمعية "مساواة"، حيث التقى مع العديد من الفرق العربية من جميع أنحاء العالم وشاركوا جميعهم في ورشات فنية خرجوا منها بعمل فني قدموه للجمهور في "بوردو".
يقول ناصر: جميع أعضاء الفرقة وخاصة القدامى منهم، تربينا في الفرقة كعائلة، حتى أن مناسبات الأعضاء الخاصة تعتبر بالنسبة لنا مناسباتنا الشخصية، نشارك في أفراح وأتراح الجميع، نقضي أوقاتنا مع بعضنا أكثر مما نقضي مع أفراد عائلتنا الحقيقيين. مع العلم أن هناك أعضاء في الفرقة من خارج حيفا.
وعن معهد سلمى للفنون الاستعراضية الذي بدأ العمل فيه وسيصبح مقرا للفرقة ومركز لتعليم الفنون الاستعراضية بكل أنواعها، يقول ناصر: نحن ننتظر الانتهاء من المشروع بفارغ الصبر، حتى ننتقل إلى هناك ويصبح للعائلة الفنية التي تشكلت داخل الفرقة بيت وعنوان دائم، يجمعنا كلنا، فهذا بالنسبة لنا كان حلم.. وهنا أريد أن أشكر أمنا الفنانة فريال خشيبون على سعيها الدؤوب في تحقيق هذا الحلم وقد حولته إلى واقع ملموس، وسنعيشه قريبا.. ويجب أن يعلم الجميع بأن هذا المشروع هو الأول من نوعه في الوسط العربي، وسيلبي حاجات الكثير وسيد فراغ كبير في وسطنا العربي الفلسطيني داخل البلاد.
يدرس ناصر إدارة الأعمال وقد حصل على اللقب الأول وهو الآن في مرحلة اللقب الثاني، ولتمويل دراسته يعمل نادل في أحد المطاعم المعروفة في حيفا.. وحول دوره في الفرقة بعد أن ينهي دراسته ويبدأ بممارسة مهنته التي تعلمها، يقول ناصر: سأستمر مع الفرقة لآخر يوم في حياتي، وعملي لن يتعارض مع تقديم أي عرض وحتى في المعهد سأقدم كل ما يطلب مني حسب قدراتي وما يسمح به وقتي.. وسأربي أولادي وأزرع فيهم حب الفن وخاصة فرقة "سلمى" كما زرعته فينا الفنانة فريال خشيبون.. وأتوقع أن يرقص أبني إلى جانبي في العروض!!
انجلينا إيلي بلان- 20 سنة- حيفا
انضمت انجلينا إلى فرقة سلمى قبل (9) سنوات وكانت بالصف السادس في حينه، وبدأت في العمل الاستعراضي "على بالي" ومؤخرا انضمت إلى مسرحية حوض النعنع" وأيضا مسرحية "صرخة ماريا"، وقد شاركت أنجلينا مع الفرقة في مهرجان جرش.
تقول أنجلينا: لم أتوقع وأنا في صف الخامس وحتى في السادس، أنني سأكون عضوة في فرقة "سلمى"، لكنني بطبعي أحب خوض التجارب وأقرر بعد كل تجربة الاستمرار أو عدمه، وما حصل قبل (9) سنوات أنني كنت أرافق صديقتي التي كانت في الفرقة عندما كانت تشارك في المراجعات والعروض، وقد عرضت علي أن أنضم للفرقة، عندها دخلت لأجرب فقط، لم أتوقع أنني سأقع في الفرقة وأعضاءها، ويعود الفضل بذلك إلى الفنانة فريال خشيبون.. وأنا اليوم لا أتصور نفسي خارج الفرقة بأي شكل من الأشكال..
تعلق أنجلينا التي تدرس حاليا إدارة الأعمال ومستشارة استثمارات: طبيعة تعليمي بعيدة عن الفرقة، وزواجي أيضا سيضعني في بيئة أخرى، لكنني سأقاوم حتى أبقى في الفرقة دائما، وعلى شريك حياتي المرتقب أن يتقبلني كما أنا ولن أغير من طبيعة حياتي هذه التي أعيشها في حب الفن والفرقة.
وعن المعهد الذي سيفتتح قريبا، تقول أنجلينا: أعتقد بأن معهد سلمى سيؤدي إلى أن تكبر عائلة سلمى الفنية، فوجود مقر وبيت سيعطيننا القوة في خوض التحديات الكبيرة ويتيح لنا توسيع رقعة الفرقة والوصول إلى مساحات أكبر في الوطن وخارجه. والبيت سيكون الأساس لترسيخ الفرقة جيل بعد جيل.
ميساء أليف سبيت- 20 سنة- حيفا
انضمت ميساء إلى فرقة "سلمى" قبل (14) سنة، وكانت في حينه ما تزال في الصف الأول، مع فرقة أطفال سلمى، وبدأت ميساء تعرض أما الجمهور الواسع عندما أصبحت في الصف السادس، حيث شاركت في العمل الاستعراضي "على بالي" وبعدها أصبحت تشارك في جميع عروض الفرقة المسرحية والاستعراضية في جميع المناسبات.
تقول ميساء: عندما أشارك مع الفرقة في دولة أجنبية، أشعر وكأنني أمثل جميع الدول العربية في الشرق الأوسط، ولكن عندما أذهب إلى دولة عربية، أشعر أنني أمثل الفن الفلسطيني داخل الخط الأخضر، والحياة الفلسطينية وعاداتها وتقاليدها وهويتها وخاصيتها المميزة عن الكثير من الشعوب العربية.
بالنسبة لميساء، فأن طبيعة دراستها الأكاديمية تتماشى مع كونها عضوة في فرقة "سلمى" فهي تدرس التربية والتعليم بالفن والحركة، وقسم من دراستها يختص بالرقص التعبيري، وميساء ترى نفسها في طاقم معهد "سلمى للفنون الاستعراضية"- هذا حلمي وأنا أرى نفسي في كل أنواع الفنون- على حد تعبيرها!
وترى ميساء في المعهد شيء كبير جدا، أكبر من مجرد معهد وبيت للفرقة، فهو بالنسبة لها خطوة هامة في نهضة مجتمعنا العربي الفلسطيني: وسيساعدنا في تثبيت حالنا كمبدعين أيضا في هذه الدولة، فنحن شعب نمتلك كل المقومات بغض النظر عن الأفكار المسبقة التي يحاولون ترسيخها عنا، فلدينا الفنانين والمبدعين في جميع الأشكال، ولدينا المخترعين والأكاديميين وليس فقط رجال السياسة، والنضال الحقيقي للشعوب هو أيضا عن طريق الفن والأدب والإبداع، فبعد أن تنتهي الحروب، لن يبقى للناس سوى الفن والإبداع وما نهلنا من ثقافات.
وتنهي ميساء حديثها: إن معهد سلمى للفنون الاستعراضية" هو مرحلة انتقال لما هو أكبر بكثير ولا أستطيع تقديره الآن!!! 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]