لم تكن تتوقع تلك العائلة الشفاعمرية، بأبنائها السبعة ومعهم الوالدين، أنّ حُلمًا جميلاً بدأت تحققه الطفلة هدى حمدي، ذات الثمانية أعوام، سينتهي بكابوسٍ لا ينتهي.

كانت رصاصة طائشة، تلك التي استقرت في جمجمةِ طفلةٍ صغيرة، فأوقفت فرحتها دون سابقِ إنذار.

الأمرُ بدى كزلزالٍ مدمّر، دمّر العائلة بكاملها، وحوّل الماضي إلى ذكريات، والأحلام إلى واقعٍ نرضى بِهِ، لأنّه في النهاية "حكمٌ مِن الله"، أما القاتل، مُطلقُ الرصاص، مجهول الهوية، فيعيشُ حياةً طبيعية لكنْ.... بلا ضمير.

"نحنُ عائلة بسيطة، كان كلُ شيءٍ على ما يُرام قبل أن تُطلق الرصاصة، أثناء زيارتها لعائلتي في الناصرة، واليوم بعد سنة وعدة أشهر، هدى لم تعد كما كانت، تعيش اليوم في عالمها الخاص، حياةٌ قاسية، في غيبوبةٍ، تحركُ أيديها ورجلها، تلتفت بنظرةٍ توجعني". تقول ام هدى، مهدية حمدي، بألمٍ كبير.

"رضينا بحكم الله، لكنْ... تشلعُ قلبي وجعًا، تبكي، تفتح فمها، تسيل الدموع على وجنتها، لا أفهم ماذا تريد... لكنني أشدُ مِنها مرارةً لحالها وحالنا".

قالت ام هدى: "تسأليني عن حالنا؟!!! ها انتِ ترين حالنا بعينيك... لم يعد أيُ شيءٍ كما كان، كُلنا تغيرت حياتنا، نعم نعيش... نعم نحيا ونسيرُ كسائر البشر، لكنْ في القلبِ غصةٌ يصعُبُ احتماله، والدها تغير برنامج عمله وحياته الطبيعية، وأنا... أعيش مِن أجل أولادي، أحتضنهم جميعًا، نحاول أن نتجاوز ما كان، لكنْ ليس مِن السهل ذلك، خلال مرضها، خُطبت ابنتي الكبيرة، واحمد الله أن أبنائي وبناتي يشاركنني المساعدة، وإلا... فأنا موجودة جسدًا، لكنْ المُصاب الأليم جعلني أتحرك بتعبٍ يومي، أحمدُ الله عليه، وأصلي مِن أجلِ أملٍ أن أصحو ذات يومٍ فأرى هدى كما كانت،  هو أملٌ آمل أن يصبح حقيقة".

عن القاتل، قالت ام هدى، أسأله: أينَ ضميرك؟!! كيف تنام وقد قتلتَ طفلةً بعمرِ الوردِ، وتركتنا جميعًا، باكين، لا يُغمض لنا جفنٌ"...

يقول والد هدى، خليل حمدي: "ابنتي ليست الوحيدة التي ظُلمت بسببِ العنف، وانتشار الأسلحة، حكاية هدى واحدة من قصصٍ واقعية، لكنْ... ألا يكفي هذا الألم المتواصل والعُنف والقتل لنفهم أنّنا نقتلُ البراءة، وننسف حياة عائلة كاملة، من أجلِ فرحةٍ مؤقتة ليس لها معنى!! شرطة؟!! وحكومة؟!! ومسؤولين؟!! مُضحكٌ أن نظل نكرر نفس النداء، لكننا، كما سائرُ البشرِ، نحلُم كغيرنا أن نعيش بكرامةٍ وصحةٍ، فهل مَن يُعيد لنا ابنتنا، كما كانت فرحة تطيرُ بسرعة نحوي، كي احتضنها بملئ ذراعيْ... اشتاقُ إليها، وأصلي من أجلِها".

ويبقى السؤال: هَل ننتظر حتى تدخُل المأساة بيوتنا، فنحارب العنف وانتشار السلاح؟! ألم يحن الوقت بعد كي نقول ونفعل على إيقاف العنف؟! من أجلِ أن تبقى بيوتنا عامرة بالضحكة، لأطفالنا الذين نفرح بوجودهم بيننا، ونسعد باستقرارهم، ساهموا معنا في مكافحة هذه الظواهر السلبية التي تدمرنا جميعًا.

وحتى الآن، تجاوز عدد الموقعين على عريضة "كفى للعنف، السلاح يدمّرنا" أكثر من 11 ألف شخص... فهل أنتم من بين هؤلاء، أم أنكم لم توقعوا بعد؟

إذا كنتم لم توقعوا على العريضة التي أطلقها موقع "بكرا" قبل أسبوعين بالتعاون مع النائب د. أحمد الطيبي، والإذاعية إيمان القاسم سليمان، وانضمت إليها منذ ذلك الحين عشرات الجمعيات الأهلية والمؤسسات المجتمعية والرسمية والتربوية، فاعلموا أن الفرصة ما زالت متاحة لكم لتشاركوا برفع صوتكم عاليا ضد العنف على اختلاف أشكاله... فادخلوا الآن وشاركوا بحملة "كفى للعنف... السلاح يدمرنا" عبر التوقيع على العريضة.

 مشروع "كفى لعنف... السلاح يدمّرنا"! 

http://www.bokra.net/Articles/1116324/هدى بحاجة لمساعدتكم هدى

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]