إحتفى مجمع اللغة العربية في حيفا، بحصول أربعة من أعضائه على درجة الأستذة في الأكاديميا (لقب بروفيسور)، وذلك في حفل أقيم في فندق ليوناردو في حيفا على شرفهم.
من جهته شكر رئيس مجمع اللغة العربية، الأستاذ محمود غنايم كل من ساهم في إنجاح هذه الأمسية، وأكد انها اتت لتقول لجميع المكرّمين "شكرا"! وقال: "شكرا على ما قدمتم لمجتمعنا العربي وللمحافل العلمية سواء هذه المحافل داخل البلاد او في العالم العربي أو في العالم قابضة. ولا بد أن تتبعها تكريمات أخرى تتخذ طابعا علميا، دون مبالغات، بصورة علمية وموضوعية لتحقيق عدة أهداف يدأب المجمع على تحقيقها"!
بعدها تم عرض فيلم وثائقي قصير انتجه الزميل سامي هواري، يعرض المحتفى بهم وانجازاتهم على مدار السنين. ثم توّلى دكتور ابراهيم كيّال – عضو إدارة المجمع، عرافة الندوة التي قدم خلالها المحتفى بهم مداخلاتهم عن الأبحاث التي قاموا بها والتي أهلتهم للحصول على درجة الأستذة (بروفيسورة)، وهم الأستاذة إليانور صايغ- حداد من كفر ياسيف، الأستاذ ابراهيم طه من كابول- والذي تعذر عن حضور الأمسية-، الاستاذ فاروق مواسي من باقة الغربية، والاستاذ مصطفى كبها.
هذا وتحدث الأستاذ فاروق مواسي عن تطوّر اللغة العربية، والاستغناء عن بعض الألفاظ التي لم يعد لها استخدام في اللغة، مقدما بعض الأمثلة كالأضداد في اللغة أو التماثل في اللغة، فبات لكلمة "ظن" على سبيل المثال معنى واحد وليس اثنين، وعن الاستخدام عن كلمات لا اصل لها كشيطان بيطان، فقط لكونها تقع على ميزان ما سبقها في الشعر، واستخدام القبائل شتى لكلمات مع اختلاف المعنى بحسب القبيلة،مشيرا الى أنه هناك أهمية كبرى لأن تتطور اللغة، وأنه بالفعل يجب دراسة الموضوع بشكل أعمق، فمثلها مثل أي لغة في العالم تتطور على مر السنين، وما كان معقولا قبل الفي عام، لم يعد له مكان الآن.
أما الأستاذة اليانور صايغ حداد فتحدثت عن أهمية تعليم اللغة العربية بشكل صحيح في جيل الصغر، مشيرة الى أنه عندما تُلفظ الكلمات بجيل الصغر بشكل صحيح يتعلمها الطفل بشكل صحيح ويعرف مصادرها الأساسية، ويعرف كيف يكتبها ومعناها في الكبر.. واستعرضت بعض أبحاثها التي تثبت ذلك. كما أكدت ان اللغة العربية تختلف عن بقية لغات العالم في تعداد المصادر وأساليب اكتشافها، مشيرة الى أنه يجب الاستثمار في تعليم الأطفال اللغة بشكل صحيح كي يطوّروا هذه الآليات الضرورية. وأكدت أن هناك فجوة كبيرة في تطور القراءة عند الأطفال، وأن هناك أهمية للقدرات الصوتية وعلاقتها في عسر القراءة.
في حين ألقى الأستاذ مصطفى كبها مداخلة عن التاريخ الفلسطيني الحديث، من عهد النكبة والى يومنا هذا، مشيرا الى أن مؤرخينا لم يكتبوا التاريخ الفلسطيني الحديث، وأن ما تبقى من كتب للتاريخ الفلسطيني قبل العام 1948 إما مخبئ في الأرشيفات الصهيونية ويمنع الباحثون من بحثها أو أنه تم احراقها، مستعرضا إحراق الحركات الصهيونية للمكتبات في بيسان وصفد وحيفا ويافا وغيرها في النكبة. وأكد أن العديد من المصادر والمراجع الهامة للتاريخ الفلسطيني الحديث قد اختفت! متطرقا لأهمية الحفاظ على التاريخ عبر الروايات الشفوية وحفظها في الأرشيفات بطريقة لائقة. مؤكدا أن كل ما تملكه الجامعة الوطنية الفلسطينية – بير زيت من تسجيلات لشهادات شفوية عما حدث في النكبة وقبلها في فلسطين، هو 60 تسجيلا محفوظين بشكل غير لائق، بينما هو بنفسه كباحث يملك أكثر من 1000 تسجيل كهذا. مؤكدا على اهمية الحفاظ على هذه التسجيلات للمؤرخين مستقبلا. كما أكد انه وللأسف الجامعات الفلسطينية، ومنها بير زيت، لا تعلم الا مساقا واحدا عن التاريخ الفلسطيني، وهو التاريخ الفلسطيني الحديث، بينما الجامعات الاسرائيلية كجامعة تل أبيب والجامعة المفتوحة تدرس ثلاث مساقات، وجامعة حيفا وجامعة بئر السبع تدرس مساقين، وهو أمر يثير تساؤلات كثيرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]