علم مراسل موقع "بكرا" ان محمد كناعنة الأمين العام لحركة ابناء البلد قدم استقالته كأمين عام لحركة ابناء البلد وليس من الحركة نفسها، علما انه ومنذ أكثر من اسبوع رفضت الحركة الاعلان عن الاستقالة امام وسائل الاعلام.

وأخيرا قرر ابو اسعد – الأمين العام لحركة ابناء البلد الخروج عن صمته لموقع "بكرا" والحديث عن الاستقالة، دوافعها وخلفياتها والحديث عن مشروع الوحدة بين شقي الحركة وزيارته لليبيا ضمن وفد المتابعة، القضية التي كانت وراء تركه للعمل السياسي والتفرغ للعمل الوطني بعد المشهد المؤسف لقيادات شعبنا هناك.

وأكد ابو اسعد في حديث خاص لمراسلنا أن الإستقالة هي من موقع الامين العام وهيئات الحركة القائمة في الشق الذي يمثله وليس استقالة من حركة ابناء البلد، وان الاستقالة تأتي بعد إتمام وانجاز مشروع الوحدة بين شقي حركة ابناء البلد الذي طال لسنوات، ففي الثالث من الشهر الحالي عقد اجتماع موسع لمجموعة كبيرة من قيادات الحركة بشقيها والرفاق التاريخيين الذين ساهموا في انجاز مشروع الوحدة على مدار السنة الاخيرة، وفي هذا الاجتماع الذي تم في بيته قام فورا وبسبب خضوعه للحبس المنزلي الكامل تم الاتفاق نهائيا على انجاز مشروع الوحدة في حركة ابناء البلد، والذي يرتكز على مسألتين مركزيتين فقي برنامج الحركة السياسي والتنظيمي:

أولا سياسة الحركة، حيث تتوحد الحركة على قاعدة التمسك بالثوابت الفلسطينية وببرنامج حركة ابناء البلد التاريخي الذي يقضي بعدم الاعتراف بشرعية دولة اسرائيل وعدم الذهاب الى البرلمان الصهيوني لا ترشيحا ولا تصويتا بل العمل في مشروع المقاطعة في الانتخابات لاعتبار الحركة التصويت بالكنيست جزء من التطبيع السياسي مع الكيان الصهيوني.

تنظيم الحركة ثانيا، من خلال العمل على بناء التنظيم والاحتكام لتأسيس وبناء تشكيلة الحركة القادمة بناءً على المؤتمر الوطني العام وما يفرزه من تشكيلات، حيث سيتم عقد المؤتنمر في مدة اقصاها ستة شهور من هذه اللحظة وسيكون في نهاية شهر ايار.

الصراع لم يكن يوما على منصب

واضاف كناعنة: "المؤتمر سينتخب الهيئات وسيفرز قيادة جديدة ستكون بغالبيتها قيادة جديدة، وبهذا الموضوع اؤكد بان استقالتي تعني عدم ترشحي في المؤتمر القادم ولن أكون ما بعد المؤتمر في الهيئات القيادية في تلك المرحلة لاسباب عديدة ومنها إفساح المجال أولا للوجوه الجديدة وانجاز مشروع الوحدة خاصة وانه هناك من يظن ان عدم انجاز الوحدة هو صراع بين اشخاص ومن هنا اؤكد ان الصراع لم يكن على منصب ولم تكن يوما ذات خلاف بين شقي الحركة، الخلاف مع الشق الذي أمثله كان مع خط سياسي اخر والان انتهى هذا الخلاف ويجب ان نفسح المجال للقيادة الجديدة، اليوم توجد قيادة انتقالية حتى المؤتمر لانتخاب لجنة مركزية جديدة تقود عمل وتنظيم الحركة".

وأشار الى ان من أسباب الصراع أيضا داخل الشق الذي مثله كناعنة، والذي يتمثل بين تيار تنظيمي يريد ان يضبط امور الحركة ويرتقي بها الى مستويات تخدم الواقع الذي نعيشه وبين تيار فوضوي، والوضع التنظيمي داخل الحركة في السنوات الاخيرة دفع به للتفكير بالاستقالة وذلك من باب المسؤولية كونه الشخص الاول في قيادة هذا التنظيم، مضيفا:"لم استطع نقل التنظيم باسلوب عمل تنظيمي جديد، ومن باب المسؤولية كان الخيار بتقديم الاستقالة". واكد ان الطرح كان غريبا ولم يتقبل رفاق الحركة مثل هذا الموقف فلم تعتاد الاحزاب العربية ومنها ابناء البلد وغيرها ان يستقيل المسؤول من موقعه لانه غير قادر على تنفيذ البرنامج وهذا سبب رئيس ومركزي للاستقالة.

في ليبيا تعرى الوجه الحقيقي للعمل السياسي المقزز لبعض قياداتنا

وفي سؤال حول علاقة زيارته لليبيا ضمن وفد المتابعة مع تقديم الاستقالة علما أن موضوع تقديم استقالته قد طرح بعد عودته من ليبيا قال: " الزيارة الى ليبيا ضمن وفد لجنة المتابعة جعلتني أفكربشكل عميق وجدي بموضوع العمل السياسي، فهناك فرق بين العمل السياسي والوطني، والهدف ليس المزاودة لكن السياسة (في حالتنا نحن الفلسطينيين في هذه البلاد) غير نظيفة ولا اريد استعمال مصطلح اخر، وحتى الان لم يخرج الى النور كل ما حصل مع الوفد داخليا، الى وسائل الإعلام وسيأتي الوقت الذي نتحدث به بشكل اوسع خلال الزيارة في عمان وطرابلس".

ورغم أن الوقت لم يحن بعد كما قال ابو اسعد، إلا انه تحدث عن الزيارة الى ليبيا وفضح ما أسماه بالدسائس، قائلا:" قبل العودة الى البلاد قلت انني سأبتعد عن العمل السياسي لمشاهدتي بعيني مدى الحقد الذي تكنه قيادة الجماهير العربية لبعضها البعض والمستوى غير اللائق لهذه القيادة في تعاملها مع البعض، ولست بصدد التعميم هنا،  لكن كانت هنالك مواقف وتصرفات دونية من قبل بعض القيادات الذين تصرفوا بشكل بعيد عن المسؤولية والتي حملها اياها جماهيرها والناس التي انتخبت هذه القيادات".

وأكد أن في ليبيا كانت اساليب الدسائس للسفير الليبي من قبل عدد من الاحزاب العربية وشنوا حملات مقاطعة من قبل البعض على ألبعض الآخر، حيث قاطعوا الطاولة لان عضو الكنيست الفلاني عليها، كان مشهد مؤسف، رغم ان هنالك قيادات تصرفت بمسؤولية عالية ولم تنجر الى هذا الامر رافضا التحدث حاليا عن الاسماء وسيحين الوقت للكلام كمال قال.

كل من يحاول حرف الحركة عن مبادئها هو خائن

وعن مستقبله قال انه عضو في حركة ابناء البلد من اكثر من ثلاثين عاما، وهو جزء من هذا التنظيم وهذا الشعب، فلم يكن مناضلا لانه أصبح أمينا عاما، بل قام بواجبه على مدار العقود الماضية وتحمل مسؤولية كبيرة لانتخابه امينا عاما، مضيفا: "لي الشرف ان اقول انني الى جانب رفاقي ساهمت بعد عام 1998 وبعد الانسحاب من التجمع الوطني الديمقراطي الحفاظ على ابناء البلد في الساحة، ودفعنا ثمنا كبيراً من الوقت والجهد والحرية وألقبوع في الزنازين للحفاظ على ابناء البلد خاصة عندما حاول البعض ان يسقط ابناء البلد عن الساحة السياسية، وانا تصديت لهذه

المؤامرة على الحركة في فترة الانسحاب من التجمع"

وأكد أنّ كل من يحاول ان يَحرف حركة ابناء البلد عن مسارها هو خائن، هذه الفكرة الوطنية الصادقة التي تلامس صدق الناس في حسهم الوطني في قضية العودة والدولة الواحدة وحقنا في فلسطين كلها؟

مضيفا: "سأبقى واحدا من هذا التنظيم مدافعا عنه وفاعلا فيه من خلال الموقع الذي توكّلني فيه قيادة الحركة مستقبلا، اليوم انا موجود في الحبس المنزلي منذ أكثر من أربعة شهور وأنا في انتظار الحبس لأشهر وقد يكون لسنة او اكثر حسب المعطيات في المحكمة ، هنالك الكثير من الهموم التي تنتظرني واتقبلها برحابة صدر وسننتصر امام كل العوائق التي تنتظرنا في عملنا ونشاطنا".

الرسالة الى الحركة

وأخيرا وجه رسالتان إحداهما الى اعضاء الحركة، والثانية للجماهير العربية قال فيها: " اولا لجماهير شعبنا أقول ان مشروع الوحدة هو مشروع وطني من الدرجة الاولى وسيكون دافع ورافد لتقوية العمل الوطني في الداخل، والثانية لرفاق ابناء البلد، للهيئة القيادية الموسعة (الإنتقالية ) اقول ان عليكم مسؤولية كبيرة بنقل هذه الخطوة المهمة وهي سابقة بتاريخ الحركات اليسارية والعلمانية ان يتم توحيد الحركات التي تم الانشقاق بينها على خلفيات سياسة وتنيظيمة ونأمل من الرفاق القياديين ان يسعوا بجهد كبير للوحدة ولعقد المؤتمر الوطني العام وانجاز البرنامج السياسي والفكري والتنظيمي للحركة الذي يضمن استمرار عمل الحركة ونشاطها وخدمة لقضايا شعبنا".

محمد كناعنة.. مسيرة في العمل السياسي والوطني

يُذكَر أن محمد كناعنه – أبو اسعد دخل الى السجن أول مرة وهو في الصف التاسع بسبب كتابة كلمة فلسطين على يوميات الصف ، اعتقل عشرات المرات خلال العقود الثلاثة الماضية، منها حوالي عشرة أعوام بسجن فعلي في فترات متفاوتة وآخرها كان عام 2004 لمدة أربعة أعوام ونصف وعلى أثر مجزرة صبرا وشتيلا قاد هو وزميله المرحوم حسين نصار مظاهرات طلابية والتي كانت الأضخم في تاريخ قرية عرابه , درس في جامعة بن غريون في بئر السبع التاريخ والفلسفة حيث انتخب عضوا في الاتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب وفي السنة الأكاديمية الثانية اعتقل لمدة عام ونصف بتهمة عضويته في خلية تابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

منذ نعومة أظفاره برز سياسيا ووطنيا حيث كان عام 1985 أصغر عضو في اللجنة القطرية لحركة ابناء البلد، انتخب امينا عاما للحركة عام 2000.

والى جانب نشاطه السياسي كان ناشطا اجتماعيا بكل ما في الكلمة من معنى، حيث كان له الدور الاساسي في إتمام مشروع بناء النصب التذكاري لشهداء هبة أكتوبر في عرابة وهو عضو قيادة لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية ورئيس الهيئة الإدارية لمؤسسة حريات للأسرى والمعتقلين , عضو اللجنة الشعبية في عرابة، وعضو لجنة الصلح المحلية , رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب في ثانوية ابن خلدون ، وفي لجان عديدة اخرى ومنها كسر الحصار عن غزة، لجنة الدفاع عن الاسرى، مقاومة التطبيع، دعم القدس . .
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]