عقارب الساعة تقترب من الموعد المُرتقب، الخامس والعشرين فجر يوم الأحد. يومُ مميز، زخات مطر متفرقة هُنا وهناك، غيومٌ متلبدة، رعد، برق، أضواء، ضجيج، زينة، ترانيم، أجواء عيد فيه ترتسم البسمة العريضة العفوية على وجوه الأطفال، والمحتفلين، والسعادة تغمر قلوبهم ناسين هموم، وعناء الأيام، وسهر الليالي.
همنا، وشغلنا الشاغل استقبال العيد بأفخر الملابس، وأشهى المأكولات في غريزتنا الاهتمام بالمظاهر لننال إعجاب الآخرين. لا ننظر إلى داخلنا بتروٍ، عمق وقناعة. ننسى أو نتناسى معاني العيد الحقيقة، وأبعاده الأسرية، الأخلاقية، الاجتماعية، والروحانية، وكأن العيد مُجرد أمنية عابرة بدون رجعة في زمن على وشك الانتهاء.
العيد عبارة عن دعم الثكلى، والمحرومين، والشعور بآلام الآخرين، عطاء، مغفرة، ووقفة طويلة أمام الضمير، ومحاسبة الذات، التقرب من الباري تعالى، ومحبته، التعمق في الإيمان، والتحلي بكل ما هو ايجابي، ويُرضي الله. وللأسف الشبه معدوم في هذه الظروف العصيبة الآخذة بالتدهور يومًا بعد يوم التي يمر بها العالم اجمع، الذي يسعى إلى الهيمنة والتسلط.
وبهذه المناسبة ، ومن عبر هذا المنبر أقول إلى أصحاب الحالات، والظروف الخاصة الذي يعيش بلا أمل أشبه بغابة احترق شجرها إني أرى صدق الحزن، والابتسامة في عيونكم الدامعة، فلا تعاظموا في حزنكم كي تصغر وتضيق الدنيا بكم أكثر، لا وألف لا. إن وضعكم هذا لا يعني نهاية المطاف، ولا يمنعكم من تحقيق أهدافكم، وأحلامكم للوصول إلى القمة بالعزم والإصرار، والأمثلة من واقع الحياة كثيرة، فكونوا على ثقة أن الباري أبصر بكم، منكم، وهو يرعاكم. فالشدة ما هي إلا سحابة عابرة.
رماح بريئة، تبعث بكل مشاعر المودة، وألطف، وارق العبارات الصادقة إلى جميع المحتفلين بعيد الميلاد أعاده الله على جميع العباد بكل الخير، والمحبة، وتحقيق الآمال المنشودة، والاستقرار، والعدالة، ونصرة الحق ونبذ الباطل. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]