" انه خطأها، كا كان عليها أبدا ان تذهب الى ميدان التحرير"، يقول احدهم. والتفت الاخر غاضبا: " ماذا تقول؟ هل لان الجيش يعامل بهذه الطريقة، تسمي هذه المسكينة عاهرة؟".

"الفتاة ذات حمالة (الصدرية) الصدر الزرقاء"، الرمز الجديد للعنف في ميدان التحريربالقاهرة، اصبحت موضوع الشارع المصري، او كما تقول الناشطة الصحفية منى الطحاوي: " دعونا نسميها امرأة التحرير، اسم اكثر احتراما". صورة المرأة وهي تُسحب من عباءتها وتركل وتُضرب من طرف الجيش، وصلت كل العالم. ليس العنف الرهيب فقط ما يرى بالصور ولكن ايضا الطريقة التي عرى بها الجنود الجزء الاعلى من جسدها والتي كانت مهينة للغاية.

بعد اعمال العنف يومي الجمعة والسبت، احتل بعض المئات من المتظاهرين ميدان التحرير مساء هذا الاحد. لا تزيد اعمار اغلبهم عن العشرين. ولا يزال يبنثق دخان من مبنى حكومي اشعلت فيه النيران من قبل. يحاول بعض الشباب ان التوجه الى الشارع الذي توجد فيه وزارات وبعضهم لا يتجاوز عددهم اصابع اليد، يرمون بالحجارة. اما الجيش فيقف مستعدا للتدخل لكنه لم يفعل بعد هذا المساء. وفي الميدان رجل يبيع الرايات المصرية وشاب يبيع سندويتشات. وبعد ساعة رمى بعض ارجال من مبنى بأشياء الى المتظاهرين. انهم مخبرون بلباس مدني، قال المتظاهرون، ولكن بعض المارة يقولون انهم ليسوا الا مثيرو الشغب.

بالقرب من ميدان التحرير، دخل البعض في نقاش ساخن. ويبدو ان عدد المارة اصبح يتجاوز عدد المتظاهرين بالميدان. عبرت احدى المارات على تضامنها مع المتظاهرين قائلة: " ما هذا الجيش؟ واين هي الاحزاب التي صوتنا لها لتدافع عنا؟"، وقالت ان "امرأة التحرير" لم تكن الا فتاة مارة بميدان التحرير، وما حدث لها، كان بالامكان ان يحدث لي او لابنتي".

لا يصدق البعض ان الجيش انقلب هكذا ضد المتظاهرين كان تبين الصور وتسجيلات الفيديو. " ربما لم يكن واحدا من الجيش ذاك الذي ركل ولكنه تظاهر فقط انه كذلك"، يقول احدهم اما كشك للجرائد. ويبدي التجار المحليين غضبهم من المتظاهرين لانهم يضرون ببضاعتهم، " الثوار الحقيقيون عادوا الى بيوتهم من فترة، قبل اشهر فاتت".

وتقول امرأة بنقاب تنظر الى المشهد على بعد: " لم ات الى هنا امس وقبل امس، ولكني الان اريد ان اعرف ماذا يحدث. انه لعار ان تعامل امرأة هكذا"، وتعقب عليها فتاة شابة بأنها ايضا تعرضت للجرح من طرف الشرطة. ويبدو ان النساء والفتيات القليلات سواء بميدان التحرير او بالجوار، متفقات على امر واحد، وهو ان "تلك المرأة مهما فعلت، فهي لا تستحق ابدا ما عملوه بها".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]