صدر هذا الأسبوع العدد الرابع من "كتاب دراسات"، كتاب الأبحاث السنوي الذي يصدره مركز دراسات – المركز العربي للحقوق والسياسات، في 144 صفحة من القطع الكبير. ويحتوي العدد على 13 دراسة ومقالة وورقة بحثية في مجالات عديدة، حقوقية وتربوية واجتماعية، في صلبها قضية الأرض وقضية التعليم.

• النقب: خط المواجهة الحارق

في ملف الأرض، يشتمل العدد على حوار خاص مع البروفيسور أورن يفتحئيل، المتخصص في مسائل التخطيط والجغرافية السكانية، حول قضية أهالي النقب ونضالهم المتواصل من أجل حقوقهم في الأرض، والمتصاعد مؤخرًا في مواجهة المخططات الحكومية لا سيما "مخطط برافر" سيّء الصيت. وكذلك على دراسة للمحامية راوية أبو ربيعة، ابنة النقب والمستشارة القضائية في جمعية حقوق المواطن، حول سياسات الدولة في ما يخصّ قضية الأرض في النقب ووضع البديل لها.
ومما جاء في مقدمة الكتاب الذي يصدر للعام الرابع على التوالي عن مركز "دراسات"، بقلم مديره العام، الأخصائي الحقوقي د. يوسف جبارين، أنّ على الخطاب الحقوقي حول قضايا الأرض، في حالة الجماهير العربية الفلسطينية في البلاد، أن "يعتمد مبدأ العدالة التصحيحية، ذا البعد التاريخي، بحيث يستلزم هذا المبدأ مواجهة سياسة سلب الأرض والمسكن التي انتهجتها الحكومات الإسرائيلية ضد مواطنيها الفلسطينيين منذ قيام الدولة"، معتبرًا أنّه يتوجب رفد وتدعيم الحق في المساواة بمطلب الحقوق التاريخية الجماعية "من خلال المطالبة بالإقرار بالظلم التاريخي ضد الأقلية الفلسطينية، كجزء من الشعب الفلسطيني، وبالعمل على إنهاء هذا الظلم ومعالجة مفاعيله المستمرّة حتى يومنا هذا".

• تأهيل المعلمين: تشخيص وتمحيص
وأفرد "كتاب دراسات" ملفه الخاص هذا العام لمجموعة من الأبحاث والدراسات القيمة حول موضوع تأهيل المعلم العربي في كليات إعداد المعلمين وقام بتحريرها د. أيمن اغبارية. حيث تتناول نضال هريش وديانا دعبول وظيفة المرشد التربوي في كليات تأهيل المعلمين وانعكاس فهمه لوظيفته على نوعية التأهيل وشخصية المتأهلين. أما د. كيتي وتد ـ خوري فتكتب عن انعكاس فترة التأهيل عند المعلّمين الجدد والثغرات في برامج التأهيل تقترح طرقا لسدّها. وتنقد ربى دعاس برامج تأهيل المعلم العربي من خلال التوقف عند تفاصيل برامج التأهيل وقصوراتها في إعداد جيل المعلمين إعدادًا كافيًا ييّسر لهم الانخراط في عملية التدريس. ويتوقف روني راينجولد وإيلانة باول عند تأهيل المعلمين العرب من زاوية الاختلاف الثقافي من خلال نظام التعدد الثقافية في الكليات العبرية حيث يتأهّل معظم الطلاب العرب. أما بحث د. أورلي سيلع ود. نير رسيسي فيتناول مسألة النزاهة الأكاديمية وانتشار ظاهرة النقل كنوع من مواجهة الصعوبة الثقافية واللغوية والمعرفية.
وفي باب تربوي آخر تفكّك د. رنا زهر منهج اللغة الإنجليزية ويكشف ابتعاد المضامين التي تدرّس عن أهداف المنهج المعلنة. وتفحص سناء أبو صالح مبنى كتب التدريس في موضوع اللغة الإنجليزية وتكشف مدى انحيازها الثقافي ضد الطالب العربي وثقافته. كما يضم الكتاب مذكرة موقف وضعها مركز "دراسات" على طاولة مجلس التعليم العالي في إطار مناقشته ملف التعليم العالي عند العرب.

• اللغة والقراءة والثورات العربية
في باب المقالات يناقش د. حبيب بولس ظاهرة القراءة وحضور الكتاب في المجتمع العربي وقيمة الكاتب ومكانة الإبداع من خلال مقارنة ما يحصل لنا هنا مع الوضع في المجتمعات العربية الأخرى. ويفتح المحامي علي حيدر نافذة تحليلية على الثورات العربية وجذورها ومآلاتها المحتملة. وترصد المربية شيخة حليوى مشهدية اللغة العربية في مدن الساحل ومَواطن ضعفها مؤكّدة أهمية مراجعة سياسات المجتمع العربي في هذا المضمار.
وفي باب مراجعة كتاب يتناول د. عبد الرحمن مرعي إصدار بروفيسور محمد أمارة الأخير تحت عنوان "اللغة العربية في إسرائيل ـ سياقات وتحديات". ويقف عند أهمية الكتاب بمضامينه وأبوابه، ويُختتم الكتاب بتقرير بالنشاطات والفعاليات المركزية وإصدارات مركز دراسات للعام 2009/2010 المنصرم.
وكان باحثو مركز دراسات قد عقدوا هذه الأسبوع حلقة دراسية حول طاولة مستديرة تناولوا فيها الأبحاث التي يتابعها المركز وخاصة في مشروع تأهيل المعلمين العرب بالإضافة إلى دور كتاب دراسات في نشر الأبحاث والمعرفة للجمهور الواسع.
رئيس تحرير "كتاب دراسات" د. يوسف جبارين، مدير التحرير الباحث مهند مصطفى. وتتشكل الهيئة الأكاديمية الاستشارية من كل من: بروفيسور محمد أمارة، بروفيسور خولة أبو بكر، د. خالد غنايم، د. هالة إسبانيولي، د. أيمن اغبارية، د. نهاية داوود، د. ميري توتري، د. رفيق حاج. حرّر الكتاب لغويًا مرزوق الحلبي وصمّمه وائل واكيم. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]