تُرافق العديد من الطلاب خلال مسيرتهم الأكاديمية الكثير من العوائق والصعوبات المختلفة، لكن الكثير منهم، يجتازون كل العوائق، ويصلون إلى هدفهم، فكيف يكون الحال، عندما يختار الطالب دراسة موضوعين مختلفين في ذات الوقت؟ هذا ما ستخبرنا عنه الطالبة الهام غُميض، ابنة مدينة الناصرة خلال لقائنا معها، فهي تتميّز عن غيرها من الطلاب، بكونها تدمج في دراستها بين موضوعي " المُحاماة " وهي في سنتها الثالثة في الجامعة العبرية، وموضوع طب الأسنان، وهي في سنتها الثانية في جامعة تل أبيب، بالإضافة لكونها ممثلة طلاب طب الأسنان في رابطة طلاب الطب في جامعة تل أبيب عن الطلاب العرب واليهود.

طب الأسنان، حلمُ الطفولة...

كانت رغبة الهام بدراسة موضوع طب الأسنان منذ أن كانت تتعلم في المدرسة، وكانت رغبتها هذه نابعة من تأثرها بأطباء الأسنان الذين قاموا بمعالجتها في الماضي..

تحديد الجيل التعليمي لطب الأسنان دفعها لدراسة المحاماة..

وقالت الهام في حديثها: "بعد سنة من انتهائي من الدراسة الثانوية، قررت ان أتسجل لموضوع طب الأسنان في الجامعة، ولكن عائق تحديد الجيل التعليمي وقف بوجهي، وتم رفضي وعدم قبولي لدراسة موضوع طب الأسنان، فقررت التسجيل لدراسة موضوع آخر، قريب مني، وهو المُحاماة".

بدأت بدراسة المحاماة في الجامعة العبرية، وبعد عامٍ من ذلك تسجلت من جديد لموضوع طب الأسنان في جامعة تل أبيب، ورأت أن امكانية الدمج بين الموضوعين واردة، فلم ترد التنازل عن دراسة موضوع الحقوق، الذي تخصصت فيه بمجال الإهمال الطبي – لطب الأسنان.

الدمج بين الموضوعين...

الهام: "الأمر ليس سهلاً، وخاصة اني ادرس كل موضوع بجامعة مختلفة، وإمكانية التزامن بالمكانين باليوم ذاته صعبة، لذلك قمت بتنظيم جدول الدراسة، حيثُ قمت بتكثيف المواضيع في الجامعة العبرية في يومٍ واحد، وباقي الأيام أتواجد في جامعة تل أبيب.
وفي ما يخُص الدمج المهني بين الموضوعين، فكانت قد اختارت الهام ان تتخصص بالاهمال الطبي في مجال طب الأسنان، الأمر الذي يُعطي تواصلا بين المجالين، وتابعت " في الآونة الأخيرة الكثير من الأطباء، توجهوا للدمج بين مهنة الطب والمحاماة، خلال عملهم الطبي، الفرق بيني وبينهم أني دمجت بين الموضوعين خلال دراستي".

وقالت أيضاً في هذا السيّاق إنها تعتقد أنها ستكون مُحامية ناجحة في مجال الدفاع عن الأطباء الذين تقدم ضدهم دعاوى ضدهم في المحكمة لأسباب أو لأخرى من خلال تخصصها..

الصعوبات التي تواجه الطالب العربي..

بالنسبة للصعوبات التي تواجه الطالب العربي أشارت الهام إلى مقابلات الدخول الى الجامعة التي تُشكل عائقاً أما الكثير من الطلاب العرب، رغم علاماتهم المؤهلة في البجروت والبسيخومتري، لكن هذه المقابلات في الكثير من الأحيان تستخدم كعثرة أمام الطالب. بالاضافة الى عامل التعبير في اللغة العبرية الذي يُشكل صعوبة عند الطالب، بحيثُ يكون غير مجهز لهذا النوع من المقابلات مقارنة مع الطالب اليهودي الذي يكون ناضجاً أكثر وله تجاربه الكثيرة في الحياة.

كل هذا بالإضافة الى اللغة الانجليزية التي تشكل صعوبة بالنسبة للطالب العربي، والتي تعتبر لغة ثالثة عنده، بينما تكون لغة ثانية عند الطالب اليهودي.
من الصعوبات التي تواجه الطالب العربي أيضاً، عامل الابتعاد عن البيت والأهل، والشعور بالغربة. الطالب العربي شخص "بيتوتي" وغير مستقل عن والديه، وليس معتاداً على العيش خارج اطار المنزل، فهو دائم الشعور في الغربة. وهذا يكون سبباً في صعوبة الاندماج مع المحيط الجديد للطالب وفي بعض الاحيان صعوبة في التوجه اوالتعامل مع المحاضرين.

وعقبة إضافية صادفت الهام خلال دراستها لطب الأسنان في جامعة تل أبيب، هي عدم سماح الجامعة لها بالدمج بين الدراسة المحاماة وطب الاسنان لأن ذلك يتعرض لدستورها، مما اضطرها لدراسة طب الأسنان في جامعة تل أبيب، والمحاماة في الجامعة العبرية في القدس.

التوفيق بين الدراسة..

الهام: "الصعوبة في تخصيص الوقت وتقسيمه في الدراسة لموضوعين، لكن إذا كان المرء يملك الإرادة فهو سوف يتغلب على كل العوائق والصعوبات".

اللجنة القطرية لطلاب طب الأسنان العرب ودورها لمساعدة الطالب..

الهام: "دور هذه اللجنة هو توفير الدعم لطلاب طب الأسنان العرب في اسرائيل. في البداية من جانب التوجيه المهني، خلال التعليم وبعد التخرج، والبحث عن العمل، ومن جانب تأمين الأجهزة الطبية والمعدات، وتسهيل البيع والشراء بأسعار مناسبة للطلاب والخريجين، بالاضافة الى التشبيك بين الطلاب وإقامة فعاليات تعارف في ما بينهم".

بين المحامية الهام والدكتورة الهام، أيُهما أحبُ اليك؟

اتسمت اجابتها بضحكة عفوية، مُجيبة بكلمة واحدة: "إلهــــام". وتابعت: "في حال توجه لي أحدهم كمحامية سيتعامل معي كمحامية، وفي حال توجه الي كطبيبة أسنان سيُناديني دكتورة الهام".

طموحات مستقبلية..

طموحات الهام كبيرة، لا تعد ولا تُحصى، طموحها الأول هو النجاح والحصول على لقب طب الأسنان والمحاماة، لكن هذا الأمر لم يمنعها من تنمية "موهبتها" كما أشارت واثبات نفسها في كلا المجالين. كما أنها صرحت، أنها تفكر بالاستمرار في التعليم في مجالات اخرى اذا امكنها الامر، حتى تصقل نفسها بالشكل الذي تريده.

شُكر وامتنان..

وخلال لقاءنا معها، توجهت الهام بالشُكر لذويها وخصت بالشُكر والدها خالد غُميض، وهو محاضر ومهندس آلات في معهد العلوم التطبيقية "التخنيون".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]