"كتب التدريس الحالية تُنمِّط الإسلام"!

بمبادرة مشتركة للمجلس الثقافي البريطاني ودراسات - المركز العربي للحقوق والسياسات، عُقد الأسبوع الماضي السمينار الدّولي: "التربية للمواطنة والتربية الدينية وتأهيل المعلمين: عبر من المملكة المتحدة للتعليم العربي في إسرائيل" وذلك في فندق جاردينيا في الناصرة.

افتتح السيمنار وترأسه د. أيمن اغبارية من جامعة حيفا ومعهد ماندل للقيادة التربوية، مؤكدًا على أهمية إجراء إصلاح جذري في مضامين وطرق تدريس الدين في التعليم العربي، خصوصًا التربية الإسلامية، معتبرًا أنّ "كتب التدريس الحالية تُنمّط الإسلام وتختزل غناه العقائدي والحضاري، إلى جانب أنها تغيّب مقاصد الشريعة والقيم الجمعية الجامعة للأمة".

من جانبه ، أوضح د. سيمون كي، المدير العام للمجلس الثقافي البريطاني في إسرائيل، أن هذا السمينار هو الحدث الختامي لمشروع استكشافي يرمي إلى تعزيز التعاون الأكاديمي بين كليات تأهيل المعلمين العربية والمراكز البحثية من جهة، ومؤسسات التعليم العالي في المملكة المتحدة من جهة أخرى، وبين أن المجلس الثقافي البريطاني في إسرائيل يسعى إلى تعميق مشاركه المجلس في المشاريع التطويرية في المجتمع العربي.

وأكد د. يوسف جبارين مدير مركز "دراسات" على أهمية التعاون بين المجلس الثقافي البريطاني والمؤسسات البحثية العربية، مشيرًا إلى إشكاليات التربية للمواطنة ضمن الخطاب الحقوقي الإسرائيلي وفي السياق التعليم العربي. وأعرب د. جبارين عن أمله أن يشكل هذا السمينار خطوةً أخرى نحو تعزيز مكانة دراسات كبيت أكاديمي للباحثين العرب.

وقدّ كلٌ من أ.د. ريتشارد دانهيل (جامعة بيرمينجهام) و د. بوب بووي (جامعة كانتيربري) وجوان بيرس (جامعة لندن) وكلير فيورلونغر وباتريشيا بلاك (جامعة باث سبا) مداخلات استعرضوا خلالها الأطر الحقوقية والسياسات التربوية والمعايير المهنية وأساليب التدريس الراهنة والمتبعة، متطرقين إلى التحديات التي بفرضها التنوع العرقي والإثني في بريطانيا على التربية للمواطنة والتربية الدينية. وأكد المشاركون على أهمية التعاطي مع التفاوت الطبقي واللامساواة الاقتصادية في عملية تأهيل المعلمين.

وعقبت المداخلات حلقة نقاش افتُتحت بتعقيبين من د. منال يزبك أبو أحمد (كلية سخنين للتربية) وهيفاء صباغ (معهد فان لير) حاولتا فيها استخلاص عبر مقارنة من التجربة البريطانية للتعليم العربي. أتبع ذلك نقاش لواقع تأهيل المعلمين العرب شارك فيه أيضا أعضاء المجموعة التي رتبت زيارات ميدانية للاكاديميين البريطانيين في الكليات العربية: أ.د. محمد امارة (كلية بيت بيرل)، د. علي جبارين ود. وسيم مجادلة (كلية ألقاسمي)، د. نزيه قسيس والاستاذ رزق زعبي (كلية حيفا)، د. جمال أسدي ود. عبد الكريم إغبارية (كلية سخنين).