أظهرت نتائج دراسة علمية أن الفلسطينيون العاملون داخل إسرائيل، هم الفئة الأكثر تهميشا بالمجتمع الفلسطيني وذل وفق دراسة نفذها الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وأشارت أن غالبية العاملين داخل الخط الأخضر هم من قطاع الشباب، والأقل حظا في التعليم.

وجاءت هذه الدراسة التي أجريت بالتعاون مع وزارة الصحة وبتمويل صندوق الامم المتحدة للسكانUNFPA) )، بعنوان:"السلوك الخطر للعمال الفلسطينيين في إسرائيل 2010 ميدانيا"، واستخدمت الأسلوب والمنهج النوعي المرتكز على عقد مجموعات بؤرية من الفئات المستهدفة (العمال الفلسطينيون في إسرائيل).

61 ألف عامل في إسرائيل

وأشارت إحصاءات الجهاز المركزي لعام 2009 إلى ان عدد العاملين داخل الخط الاخضر 61 الف عامل وعاملة وان 99% منهم من العمال الذكور، وان 74% منهم لم يسبق لهم الزواج ، وان 50% من العاملين تقل سنوات تعليمهم عن 9 سنوات دراسية ، وان 41% منهم تراوحت عدد سنوات الدراسة بين 10- 12 سنة .

واشارت البيانات ان 21% من العمال تراوحت اعمارهم بين 15-24 سنة وان 32%منهم تراوحت اعمارهم بين 25-34 سنة وان 30% منهم بين 35-44سنة، واوضحت البينات ان 34% من العمال يعملون في مهن حرفية.

وتناولت الدراسة التي اعدها فريق عمل من الجهاز المركزي للاحصاء دراسة وتشخيص واقع وظروف وسلوك العمال داخل الخط الاخضر من خلال اتباع منهجية تشاركية بلقاء العاملين داخل الخط الاخضر والخبراء المحليين والوقوف على مختلف العوامل والظروف والتحديات التي يواجهها العمال داخل الخط الاخضر ، وتحليل القضايا المرتبطة بسلوكهم العام والسلوك الجنسي ، من خلال التعمق في تجاربهم الشخصية، او روايتهم لتجارب زملاء لهم .

واستمع الباحثون الى روايات واجابات 90 عاملا ينامون داخل الخط الاخضر ولفترات طويلة ، مقسمين على 8 مجموعات مركزة وموزعة على مختلف محافظات الضفة الغربية خلال فترة زمنية امتدت الى شهرين ونصف من العام الماضي.

واقع معيشي صعب للعمال

وأظهرت الدراسة صعوبة واقع وظروف العيش للعمال سواء كانت من خلال رحلة الوصول الى العمل او ظروف العمل والاقامة مدة طويلة داخل الخط الاخضر، وكشفت عن مظاهر سلوكية يخطوها بعض العمال نحو الممارسة الجنسية والناجمة عن غياب الوعي للمخاطر الناجمة عنها، نظرا لانكشاف العمال بصورة رئيسية لهّّذه المخاطر والمرتبطة بالجنس والمخدرات .

واشارت الدراسة الى ان العلاقات الجنسية للعمال الفلسطينيين مرتبطة في غالبية الأحيان بالفرصة والصدفة العابرة، مشيرة إلى غياب المؤسسات الفلسطينية عامة عن الخطر الذي يتعرض لها العمال، الأمر الذي زاد من صعوبة أوضاع العمل.

العمال داخل إسرائيل يتعرضون لمضايقات وتحرشات جنسية

واكد 77% من العمال المستطلعة اراؤهم ضمن المجموعات ان العمال الفلسطينيين داخل اسرائيل يتعرضون لمضايقات وتحرشات جنسية، وان 52 % منهم افادوا بانهم تعرضوا لتحرشات ومضايقات جنسية .

ونوهت الدراسة الى جملة من العوامل التي دفعت العمال الى هذه السلوكيات من اهمها توفر الرغبة والتوجهات الجنسية لدى العمال رغم المعوقات الناجمة عن وضعهم غير القانوني والاسباب الامنية التي لم تمنع تحول الرغبة لديهم الى محاولات، وكشف العمال عن تجارب واساليب واستراتيجيات اتبعوها لاصطياد الفتيات، الى جانب توفر المعلومات وسهولة الوصول الى الهدف ومعرفة أماكن تواجدهن، وعدم اقتصار العلاقة الجنسية على الشباب العازب، بل تتعدى ذلك الى المتزوجين نظرا لقضائه اشهر طويله بعيدا عن زوجته وبيئته الطبيعية، ويشكل الحرمان وتأخر الزواج لدى الشباب العمال أرضية خصبة لهذا السلوك، الى جانب سلوك الفتيات الاسرائيليات المتحرشات جنسيا بالشباب الفلسطيني على اعتبار ان المجتمع الاسرائيلي منفتح.

وعلى الرغم من توفر كل هذه الاغراءات والعوامل امام العمال لممارسة هذا السلوك الا ان غالبية العمال لا زالت تقاوم وتركز على شغلها وتجعل همها الاساسي العودة الى اسرها بسلام وامان .

وكشفت الدراسة انه على الرغم من معرفة وادراك العمال لمخاطر الممارسات الجنسية لكنها تغيب عند وجود الرغبة الجامحة لدى العمال في ممارسة الجنس وتعكس الاقامة الطويلة سببا رئيسيا لغياب الوعي والمعرفة عند ارتباطها بالحاجة الجنسية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]