جددت الحكومة الإسرائيلية مشاريعها الاستيطانية بالمجال السياحي والزراعي بالجولان السوري المحتل مستغلة بذلك الأحداث التي تشهدها سوريا ودخول الثورة عامها الثاني، إلى جانب إعادة انتشار جيشها وتدعيم وجودها العسكري بمناطق مختلف بالجولان المحتل والمناطق الحدودية عبر زرع حقول الألغام إلى جانب تكثيفها للتدريبات والمناورات العسكرية، كما وجددت من حملاتها لتسويق أراض مجانية لتوسيع المستوطنات القائمة وقد وزع منذ مطلع العام ما يقارب 200 قطعة ارض مجانية بمساحة تصل إلى دونم واحد وسيسمح للعائلة ببناء منزلها مثلما تريد كما وتم توطين ما يقارب 160 عائلة يهودية أخليت من مستوطنات قطاع غزة.

ميزانية بقيمة 111 مليون شيكل لشبكات الري

ورصدت الحكومة الإسرائيلية ميزانية تقدر بنحو 111 مليون شيكل من اجل البنى التحتية وشبكات الري الزراعي في جميع القرى العربية في الجولان المحتل، مسعدة ومجدل شمس وعين قنيه وبقعاتا والغجر البالغ تعداد سكانها قرابة 25 ألف نسمة يعملون غالبيتهم في زراعة التفاح والكرز والخوخ، وتقدر مساحة الأراضي الزراعية التي يفلحها أهالي الجولان المحتل قرابة 23 ألف دونما، حيث عانى السكان في الأعوام الأخيرة من تقليص متواصل بمخصصات المياه المعدة لأراضيهم الزراعية، مما تسبب لهم بتراجع حجم المحاصيل الزراعية، خصوصا وان مخصصات المياه المعدة للزراعة لسكان المستوطنات تم مضاعفتها على حساب المزارعين العرب.

ظاهر:  لا علاقة بالسياسة وهذه المشاريع تأتي لخدمة السكان بالقرى العربية بالجولان

وكان مدير عام شركة مكوروت قد تطرق خلال زيارة لحطين ولمقام النبي شعيب قبل عدة أيام، إلى موضوع الاستثمار بشبكات الري الزراعي بالقرى العربية بالجولان بتمويل من الحكومة وسلطة المياه، والمشروع يعتبر الأول من نوعه منذ عشرات الأعوام.
بدوه أكد المتحدث والمركز العربي لسلطة المياه كايد ظاهر ردا على توجه موقع بكرا بخصوص رصد الميزانيات لتطوير شبكات الري الزراعي بالقرى العربية بالجولان قائلا:" لقد عقدت اجتماعات بهذا الخصوص من اجل العمل على خدمة السكان وتقديم الخدمات لهم، حيث ان سلطة المياه الحكومية مسئولة عن جميع مصادر المياه في البلاد.د".
وشدد ظاهرة في حديثه لموقع بكرا على ان مهندسين زراعيين ورؤساء جمعيات تطرقوا إلى هذه الاجتماعات والميزانيات، مؤكدا بأنه لا يوجد أي علاقة ما بين هذه الخدمات ومشاريع التطوير الزراعية مع القضايا السياسية، موضحا بان مثل هذه المشاريع تأتي لخدمة السكان بالقرى العربية بالجولان.

رصد الميزانيات وإتمام مشاريع البنى التحتية ومد خطوط الري حتى نهاية عام 2013

وسيتم رصد الميزانيات وإتمام مشاريع البنى التحتية ومد خطوط الري حتى نهاية عام 2013 ، وستشرف على ذلك سلطة المياه التابعة لوزارة البنى التحتية، وسيتم بموجب هذه الميزانيات توسيع شبكات الري بالقرى العربية بالجولان، كما وسيتم مضاعفة مخصصات المياه المعدة إلى الزراعة لترتفع إلى 9 مليون كوب في العام، بعد ان اقتصرت على 4 مليون كوب ، حيث عانت القرى العربية بالجولان من قله مصادر المياه وتسب ذلك بخسائر مالية فادحة لمزارعي التفاح والكرز والى جفاف مساحات واسعة من الأراضي العربية هناك.

استغلال الاحداث والثورة السورية لتدعيم الاستيطان بالجولان

ويعتبر مشروع الحكومة الإسرائيلية الاستثمار الزراعي بالجولان المحتل الأول من نوعه منذ سنوات بعد ان جمدت الحكومة الإسرائيلية مختلف مشاريعها الاستثمارية والتطويرية والاستيطانية بالجولان المحتل، حيث راهنت على إمكانية التوصل الى تسوية سياسية مع سوريا بموجبه قد تنسحب عسكريا من الجولان مقابل السلام مع دمشق، لكن الأحداث التي تشهدها سوريا وتواصل الثورة للعام الثاني على التوالي دفعها لتجديد مشاريعها الاستيطانية وتدعيم الوجود الإسرائيلي واليهودي بهضبة الجولان.

النكبة والنكسة

تجدر الإشارة إلى إن الجيش الإسرائيلي قد انجر بناء الجدار العازل بتخوم قرية مجدل شمس وكذلك زرع مساحات واسعة من الأراضي متاخمة لحدود وقف اطلاق النار بالألغام، وذلك عقب مسيرة الزحف بالعام الماضي بذكرى النكبة والنكسة ، حيث اقتحم الحدود المئات ما دفع الجيش الإسرائيلي للتصدي لهم بالرصاص ما أدى إلى مقتل 22 شخصا وعشرات الجرحى.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]