يافة الناصرة: هل كانت هناك صفقة للتنازل عن أراضِ

وصلت إلى موقع "بكرا" عدة وثائق أشارت إلى إمكانية وجود تزوير في بروتوكول جلسة أعضاء المجلس المحلي في يافة الناصرة، والتي عقدت في 13 من تشرين الأول 2011، حيث ذكر في البروتوكول أن أعضاء المجلس وافقوا على نص "اتفاقية التفاهم" التي من المرجح توقيعها مع بلدية "مجدال هعيمك"، بينما أكدت المعلومات التي وصلتنا أن نص الاتفاقية لم يعرض خلال الجلسة بشكل واضح ولم تتم الموافقة عليه من قبل الحاضرين، كما يتبين من الوثائق أن رئيس مجلس يافة الناصرة، المحامي عمران كنانة كان قد وقع الاتفاقية التي تقتضي بالتنازل عن قطعة الأرض الغربية في القرية لصالح بلدية "مجدال هعيمك"، قبل أكثر من أسبوعين من تاريخ الجلسة المذكورة، أي أنه لم يقم باستشارة أحد من أعضاء المجلس وتصرف بالتوقيع والتنازل عن الأرض وفقًا لرأيه، أو ربما بمشاركة بعض المقربين منه.
هذا وحرصًا منا على مصداقيتنا، اتصلنا هاتفيًا بعدد من أعضاء المجلس الذين حضروا الجلسة المذكورة وسألناهم إن كان كنانة أو أي شخص آخر قد عرض موضوع الاتفاقية خلال الجلسة، فأجاب معظمهم بأنه "لا يذكر" هذه التفصيلة لأن الجلسة عقدت منذ ستة أشهر تقريبًا ولم يعد بمقدوره التذكر إن كان موضوع الاتفاقية قد عرض أو لم يعرض!

تفاهمات جديدة!
عضو المجلس خالد خطيب رفض التحدث عن هذا الموضوع لمراسل موقع "بكرا" وطلب منه التوجه إلى الناطق بلسان المجلس المحلي للاستفسار، أما عضو المجلس جوان مسعد فقال إنه لم يتواجد في الجلسة المذكورة، أما هاني علي الصالح فأكد لمراسل موقع "بكرا" انه تم عرض الاتفاقية على أعضاء المجلس ولكن لم يتخذ القرار النهائي أو الموافقة عليها، عاطف سرحان نائب رئيس المجلس المحلي قال إنه لم تتم الموافقة الرسمية على هذه الوثيقة التي وصفها بأنها "تفاهمات جديدة" بين المجلس المحلي يافة الناصرة وبلدية مجدال هعيمك.

الوثيقة لم تعرض في الجلسات...
عضو المعارضة السيد ساهر خطيب قال في حديثه لمراسلنا: "موقفنا من هذا الاتفاق وهذه الوثيقة واضح وصريح، ومنذ الجلسة الأولى بهذه القضية، وقد طالبنا بتكوين لجنة من مهندسين ومحامين مختصين بقضايا الأراضي إلى جانب أعضاء المجلس لإدارة المفاوضات مع الجانب الآخر. حتى اليوم كان رئيس المجلس عمران كنانة يفاوض لوحدة دون الرجوع إلى المختصين في هذه المجالات، وهو أمر مرفوض علينا، والوثيقة الموجودة بين أيدينا اليوم (أو ما يسمونها بوثيقة التفاهم) لم تقر ولم تطرح في المجلس المحلي، وأنا أتحدى رئيس المجلس إذا قال إنه عرض هذه الوثيقة علينا نحن الأعضاء".

محاضر الجلسات منصوصة بشكل يخدم الرئيس بشكل فردي
وأضاف عباس: "للأسف الشديد، فإن محاضر الجلسات في المجلس مكتوبة ومنصوصة بشكل يخدم الرئيس بشكل فردي. خلال جلسات المجلس كان لنا موقف واضح عرضناه وقلنا إن المفاوضات تبدأ من 2600 دونم، وممنوع وجود أي تفاهم أو اتفاقية دونا عن هذا، وهذا الموقف لم يسجل في محاضر الجلسات التي يجب أن تتم كتابتها بشكل موضوعي بعد الجلسة".
تزييف...
ومضى عباس في حديثه قائلا: " نعم في جلسات المجلس تم استعراض تاريخ المفاوضات وتم عرض خارطة كتب عليها إنها اقتراح لتبادل أراض، بينما الخارطة التي بعثت إلى وزارة الداخلية هي خارطة كتب عليها أنها خارطة متفق عليها ونحن لا نعرف ما المقصود هنا ومن الذي اتفق عليها مع من! هنالك عدم شفافية في المفاوضات، وعدم تسجيل مواقفنا كمعارضين في الجلسات ينطوي تحت إطار التزييف".

كنانة: لم يتم الاعتراض على محضر الجلسة..
المحامي عمران كنانة من جهته، عقب على هذه الاتهامات في حديثه لمراسل موقع "بكرا" قائلا: "بما يخص اتهام المجلس بتزوير محاضر الجلسات، لا بد هنا أن نبين للجمهور القوانين الواضحة في إدارة المجالس، حيث يتم بموجب القانون توزيع المحضر على أعضاء المجلس قبل الجلسة التالية بـ 36 ساعة وإن لم يكن هناك أي اعتراض على المحضر يعتبر المحضر محضرا رسميا، علما أننا لم نتلق أي اعتراض على المحاضر".

إنجاز كبير...
وأشار كنانة إلى أن الغاية من هذه التوجهات إلى الأعلام إنما تعكس رغبة بعض الأشخاص في تصدر العناوين في وسائل الأعلام، وإنها لا تعكس أي مهنية أو حضارة سياسية واجتماعية، مؤكدا أن وثيقة التفاهم التي تم الاتفاق عليها بين مجدال هعيمك ودائرة أراضي إسرائيل ويافة الناصرة إنما هي وثيقة تضمن ليافة الناصرة أكثر من ثلثي الأراضي المتنازع عليها، ليتم إدخالها في منطقة نفوذ يافة الناصرة، وأنا اعتبر هذه الوثيقة انجازا كبيرا لقرية يافة الناصرة وأهلها".
وأضاف كنانة: "في جلسة المجلس رقم 20 بتاريخ 28.5.201 تم طرح الوثيقة والخارطة التي أعدت بموجب المعطيات التاريخية والتجديدات، وتداولنا في المجلس المحلي بهذا الموضوع، وتم الاتفاق مع جميع أعضاء المجلس المحلي على تبني الاتفاق الذي يصب بمصلحة يافة الناصرة".

الانتخابات ليوم والبلد لأهلها دوم
وأكد كنانة خلال حديثه لمراسل موقع "بكرا" أن المجلس المحلي مفتوح لجميع المواطنين لأي استفسار في أي وقت كان حول هذه الأمور التي تخص الجميع، قائلا: "المزاودة لن تفيد أي شخص والتهجم على المجلس واتهامه بالتزوير هو أمر خطير جدا سيتم بحثه واتخاذ الإجراءات اللازمة، علينا أن نتوحد في وجه التحديات المحدقة بنا بعيدا عن المنافسات الحزبية والمكاسب السياسية لأن الانتخابات ليوم والبلد لأهلها دوم".