فيما اعلنت الاحزاب المتحالفة في حكومة "الوحدة الوطنية" المكارثيّة على الجماهير العربية عدم تنازلها عن قانون التجنيد الالزامي، والذي يفرض التجنيد القسري على الشباب العرب الخدمة العسكرية وفي أجهزة الأمن الإسرائيلية، بدأت لجنة مناهضة الخدمة المدنية باستئناف نشاطاتها لمحاربة هذا المخطط الخبيث. الا أن ورغم تصاعد وتيرة تداول اقتراح القانون في اروقة الكنيست وفي الساحة السياسية العامة في اسرائيل، لكنّ الموضوع لم يحصل بعد على الزخم المطلوب، وتعبئة الجماهير العربية وشبابها لمناهضة المخطط ورفضه خاصة وأنه المشروع الأول من نوعه الذي يلزم الشباب العرب الى جانب الحريديم الخدمة العسكرية من خلال سنّ القانون، حيث لا يزال الانخراط في صفوف الجيش والأطر الأمنية الأخرى نابعا من رغبة الشاب التطوّع – أو بالأحرى الانسلاخ عن الانتماء القومي والوطني. عن هذا المشروع والتساؤلات التي تطرح مراسلنا أجرى حوارا مع أيمن عودة 0 رئيس لجنة مناهضة الخدمة المدنية المنبثقة عن المتابعة وسكرتير الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة.
بكرا: المشروع.. أهدافه ومدى خطورته؟
عودة: الموضوع خطير، لدرجة أنني أعتبره أخطر موضوع يواجه المواطنين العرب في السنوات الأخيرة. هو خطير لأنه يهدف إلى تجنيد كل شبابنا إلزاميًا، ولأن أحزاب الحكومة مصرّة على المُضيّ حتى النهاية في المشروع، وكلّ لأسبابه، فكاديما، على سبيل المثال، إنضمت إلى الحكومة بهدف تنفيذ هذا المشروع، وهذا ما اتفق عليه موفاز ونتياهو، وموفاز يعلم أن حزبه ابن الـ28 مقعدا قد ينهار لو لم يأتٍ بشيء للجمهور، خاصة الطبقة الوسطى التي تذهب إلى الجيش، والجديد هو تجنيد الحريديم والعرب، وله هدف آخر وهو مماحكة الليكود في موضوع الحريديم ليقتنص منهم أصوات الطبقة الوسطى الأشكنازية، وهدفه الثانوي هو ضرب يئير لبيد عن طريق إلغاء تميّز الأخير بخصوص الطبقة الوسطى. كما أن يسرائيل بيتينو يتبنّى هذا الطرح بقوة ضد العرب. والأمر الآخر هو أن أحزاب الائتلاف، وعلى رأسها، الليكود، معنية بتوجيه غضب حركة الاحتجاج التي تقودها الطبقة الوسطى إلى العرب والحريديم بدلا من الحكومة، والحيتان الاقتصادية. إذا فهو تلاقي مصالح مدعوم من النُخب الأمنية الإسرائيلية، وهذا أخطر ما في الأمر.
بكرا: في المقابل.. كيف ستصلون للشبابنا وجماهيرنا لمناهضة المشروع؟
عودة: من المهم التأكيد على أن المحكمة أعطت الحكومة مهلة تنتهي بنهاية شهر تمّوز لوضع برنامج تنفيذي لقانون طال، وبهذا فسيصبح هذا الشهران مصيريّين، وعلينا أن نتصرّف ببوحدة وشجاعة ومسؤولية، المطلوب أن تسمع منّا الحكومة موقفا وواضحًا لا لبسة فيه، وهو أننا نرفض الانصياع إلى مثل هذا القانون مهما كلّف الأمر. هنالك مقولة لفيروز في "جبال الصوّان" وهي: "ما فيه حبوس تساع كلّ الناس"، ولهذا فنحن نرفض الانصياع إلى مثل هذا القانون القسري، الأمر الآخر هو اننا سنوقّع كل طلاب المدارس الثانوية على عريضة نرفض فيها هذا القانون الإلزامي، وغيرها من الفعاليات، ولكن في الوقت ذاته أرى أننا يجب أن ندعو الحكومة بقوة إلى إجراء حوار معنا حول مجمل العلاقة بيننا وبين الدولة وعلى رأسها الحقوق التاريخية وحتى القوانين العنصرية لهذه الحكومة. يجب أن نقول للحكومة أنه كيف لها أن تفاوض "الحريديم" 30 سنة على مسألة الخدمة الوطنية، ولا تفاوضنا يومًا واحدًا، إذا كانت الحكومة شجاعة وتملك ذرّة من المصداقية فلتحاورنا حول مجمل القضايا وليس هذه القضية البائسة المسمّى "التساوي بالعبء" خاصة أننا مواطنون نعمل وندفع الضرائب، ونحن مواطنون أصلانيون في الدولة نهبت وطنهم وأراضيهم وثرواتهم الطبيعية، ثمّ أننا غير شركاء في القرار السياسي فعن أي عبء يتحدثون؟! هل هو عبء الدولة الإثنية اليهودية أم عبئ الاحتلال أم عبئ الدولة الرأسمالية
بكرا: لكن الزخم الشعبي، النضال الجماهيري والإعلامي لا يزال خافتا؟
عودة: أن تُعلن العصيان المدني في هذا الموضوع ليس بالأمر القليل، بل هو أقوى ردّ.. فأنت تتحدى المؤسسة مباشرة وتقول لها إركبي أعلى ما بخيلك.. لن أنفّذ الأمر وانا مستعدّ لدفع الثمن، ولكنّي كما قلت لك لا أؤمن بالنضال أحاديّ الجانب، فعلينا أيضا أن نتحدّى الحكومة، أن نقول لها تعالي لنتحدّث عن مجمل العلاقة، الحكومة ترفض لأنها تعرف الثمن الباهظ الذي دفعه شعبنا، وتعرف أنها هي التي يجب أن تدفع الثمن لا المواطنين العرب، أنا أقول لك أن موقفنا الصلب والموحّد سينتصر في النهاية.
من المهم التقييم الموضوعي بان النضال ضد الخدمة المدنية منذ عدة سنوات هو من اكثر النشاطات منهجية ولمسنا ذلك في استطلاعات الرأي العلمية حيث ان الوعي حول الموضوع كان في دالة متصاعدة بشكل ثابت حتى وصل الى 85% من الشباب العرب، وهذه النسبة كبيرة حتى الان، وكما اشرت في جوابي السابق فنحن سوف نتوجه للطلاب الثانويين للتوقيع على عريضة ترفض المخطط الداهم، وفي الوقت ذاته سنعقد مؤتمر شبابي قطري بالاضافة الى ندوات في كل بلد وبلد ونشاطات تنظمها مركبات لجنة المتابعة.
بكرا: كلمة أخيرة..
عودة: اشعر على ان على اكتافنا مهمة كبيرة وهي حماية شبابنا من هذا المخطط الذي لا ينتزع سنتين من عمر الشباب فقط، انما يسعى لتشويه انتمائهم الوطني، ومن هنا نحن سنتصدى بشجاعة ولكن ايضا بحكمة امام المؤسسة حتى نحبط هذا المخطط.
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]