دعا "مفوّض خدمات الدولة" المحامي موشيه ديان الأكاديميين والجامعيين العرب إلى استغلال الفرصة المتاحة أمامهم للتقدم لمئات المناقصات الخارجية للوظائف في المكاتب الحكومية المختلفة. وأضاف أنه منذ تسلمه منصبه قبل عام وضع نصب عينيه تطبيق قرار الحكومة إجراء "تمييز مصحح" ودمج العرب في سلك خدمات الدولة "ليعكس التوظيف كل شرائح المجتمع في البلاد .

وجاءت هذه الدعوة خلال المؤتمر الذي احتضنته مدينة شفاعمرو، وهو الأول من نوعه في البلدات العربية، حول سبل التحاق المواطنين العرب بوظائف في سلك خدمات الدولة (وظائف حكومية). وعقد المؤتمر بالتعاون بين بلدية شفاعمرو و"سلطة التطوير الاقتصادي في الوسط العربي في مكتب رئيس الحكومة"، و"كاف مشفيه" و"مفوضية خدمات الدولة" بهدف إطلاع جمهور الجامعيين والأكاديميين العرب حول سبل اندماج أكبر عدد ممكن منهم في الوظائف الحكومية. وحضر اللقاء نحو مئتي طالب جامعي وأكاديمي من شفاعمرو والمنطقة شارك بعضهم في توجيه الاستفسارات .

افتتح اللقاء وتولى عرافته الناطق بلسان بلدية شفاعمرو أسعد تلحمي. ورحب رئيس البلدية ناهض خازم بالضيوف وقال إن العدد الكبير من المشاركين يؤكد رغبتهم ورغبة آلاف الأكاديميين العرب في الالتحاق بالوظائف الحكومية وفي مختلف المناصب، "بعد سنوات من التمييز ضدهم وإغلاق الأبواب أمامهم". وأكد أن لدى الأكاديميين العرب القدرات والرغبة في التقدم في سلك التدريج الحكومي ما من شأنه إعلاء شأن الوسط العربي. وأضاف أن "الصدود الذي لاقاه المتقدمون للوظائف الحكومية من العرب ولّد انعدام ثقة العرب بسلك خدمات الدولة ولم يعودوا يتقدمون للمناقصات ليقينهم أن الرفض سيكون من نصيبهم .

حان الوقت لتصحيح المسار بفرص العمل للعرب

وفي مستهل كلمته شكر ناهض خازم مفوض خدمات الدولة على اختياره شفاعمرو ليطلق دعوته للأكاديميين العرب للالتحاق بخدمات الدولة، وأعرب عن أمله في أن يكون هذا اللقاء خطوة لإعادة بناء الثقة بين الجمهور العربي والمكاتب الحكومية. وقال إنه بدأ يلمس التغيير الايجابي في السياسة من خلال العمل مع مدير سلطة التطوير الاقتصادي للوسط العربي أيمن سيف "الذي أثبت أهليته للمنصب الرفيع الذي يشغله، وأكد أيضاً أن ابن المجتمع العربي هو أفضل من يمكن أن يفهم مشاكل مجتمعه". وتابع: "حان الوقت لتحقيق المساواة في فرص العمل على أرض الواقع. لا نريد أن يكون أكاديميونا محبطين جراء عدم استيعابهم في مناصب حكومية رفيعة تليق بهم. والتشغيل يخفض نسبة البطالة وهذا ما نسعى إليه جميعنا". وختم مشدداً على أن القدرات الكامنة في الشباب العربي تؤهلهم لأرقى المناصب الحكومية، لا الوظائف الصغيرة .

لن تتم تعيينات جديدة اذا لم تشمل العرب

من جهته أفاد مفوض خدمات الدولة إن نسبة الموظفين العرب في سلك خدمات الدولة تقترب من 8 في المئة فقط "لكن المشكلة الأخرى التي نواجهها هي تدني النسبة لدى المتقدمين العرب للمناقصات الحكومية وقد يكون الأمر نابعاً من انعدام الثقة بالمفوضية، لكن تعالوا نكسر الحواجز. وأرجوكم أن لا تيأسوا، وقد أبلغت جميع الوزارات أنني لن أصادق على تعيينات جديدة إذا لم تشمل عرباً.. أنصحكم بالالتحاق بالوظائف الحكومية". وأضاف أنه حوّل في الفترة الأخيرة 200 وظيفة حكومية مخصصة لليهود لمصلحة العرب، "وفي القريب سنعلن عن 350 وظيفة أخرى للجمهور العربي (مناقصات الخارجية)". وشدد على أهمية الالتحاق بخدمات الدولة نظراً للنفوذ والتأثير الكبيرين للموظفين في صنع القرار .

ندعوكم لاغراق المكاتب الحكومية بطلبات عمل

بدوره قال مدير سلطة تطوير الاقتصادي للوسط العربي في مكتب رئيس الحكومة أيمن سيف إن اختيار شفاعمرو لعقد هذا اللقاء "جاء تقديراً لبلديتها وتأكيداً لثقتنا بقدرات رئيسها ناهض خازم على قيادة مهنية وعصرية نابعة عن رؤية استراتيجية". وقال: "نريد حقاً تغيير الوضع القائم، ويجب على الوسط العربي استغلال الفرصة الذهبية المتاحة للالتحاق بمئات الوظائف الحكومية. وادعوكم إلى إغراق المكاتب الحكومية بطلبات العمل"، مشيراً إلى أن لجاناً مهنية في الوزارات المختلفة باتت تعتمد معايير مهنية لدى اختيارها الموظفين". وأضاف أن السلطة التي يديرها ومفوضية خدمات الدولة تعدّان لحملة إعلامية كبيرة حول "التوظيف الملائم" بناء لقرار الحكومة .

وطلبت مديرة "كاف مشفيه" ياعيل كاهن من الأكاديميين الحاضرين إلى الاستعانة بجمعيتها في كل ما يتعلق بتقديم الطلبات للوظائف الحكومية وإعداد المتقدمين للمقابلات المهنية .

كما قدم نائب مفوض خدمات الدولة موطي نحماني شرحاً حول إجراءات التسجيل للوظائف الحكومية وكيفية الاستعانة بموقع المفوضية على شبكة الانترنت. وقدم المحاميان وسام فلاح ومريم كبها الموظفان في مكاتب حكومية نبذة عن مراحل تقدمهما للعمل والصعوبات التي واجهاها حتى تم قبولهما. ووجّها الدعوة للطلاب الحاضرين إلى بذل كل جهد والمثابرة للفوز بالمناقصات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]