في أمسية ثقافية، وطنية، فلسطينية وتضامنية مع الفنان المخرج السينمائي والمسرحي محمد بكري إتحدت أصوات الجماهير التي حضرت للأمسية الثقافية على أرض الحوارنة في كفر قرع في بوتقة وفاء ياسامينية تضامناً وتماهياً مع قضية الفنان محمد بكري مؤازرةً له ضد الممارسات القانونية المُستجدة والتعسفية حول قضية فيلم "جنين جنين" التي تقض مضاجع مؤسسات القضاء الإسرائيلية، وذلك تحت رعاية مجلس كفر قرع المحلي ومبادرة، إشراف وتنظيم قسم الثقافة والتربية اللا منهجية في مجلس كفر قرع المحلي استمراراً لبرنامج مهرجانات آذار الأرض والوطن، نيسان الكرامة وأيار الذاكرة الفلسطينية، وذلك من خلال أمسية ثقافية وطنية تعجُ بالرموز الثقافية الفلسطينية التي لبست زي فيلم "زهرة الفلسطينية" المرصع برؤيا ترسيخ الذاكرة الفلسطينية وتعزيز الرواية الفلسطينية فينا والمُوشحة بالنوستالجيا لكل ما هو صادق وحقيقي حول جذورنا كشعب، إذ تمحور الفيلم حول الرواية الشفوية بالمنظور النسائي للنكبة الفلسطينية، من خلال شخصية زهرة التي حاولت تسليط الضوء وتذكيرنا بأن الفلسطيني المنكوب هو أيضا إنسان وله جدار إنساني في غرفة حياته الإنسانية والوطنية والتي تحمل انعكاسات النكبة عاطفياً، فكرياً، إنسانيا واقتصادياً وفي كل مناحي الحياة.وقد شارك بالأمسية لفيف من سيدات ورجال السياسة المحلية والقطرية، سيدات ورجال القلم، التعليم، الإدارة، التربية، القضاء، الجمعيات الجماهيرية الاجتماعية والحركات الشبابية المحلية والقطرية وأهالي البعنة، نحف، كفر قرع، عارة، عرعرة، أم الفحم، مصمص، مشيرفة، عين إبراهيم، معاوية، البياضة، زلفة، مصمص، يافة الناصرة، باقة الغربية، جت، جلجولية وزيمر، الطيرة والطيبة وغيرها من البلدان الفلسطينية. إفتتحت الأمسية الثقافية الفنية السيدة مها زحالقة مصالحة، مديرة قسم الثقافة والتي تولت عرافة المهرجان التضامني، وافتتحت خطابها بتوجيه التحية لرئيس المجلس المحلي المحامي نزيه مصاروة والفنان الفلسطيني محمد بكري ونجلي بطلة فيلم زهرة بكري وحسام بكري وأعضاء المجلس المحلي والسيدات والسادة الحضور من مختلف البلدان مع حفظ الألقاب والمقامات، كما ووجهت الشكر لمن أسمتهم بملح الثقافة وزادها وصناع راية نجاح الثقافة وبرنامج الثقافيات في كفر قرع التي أضحت بيتا ثقافيا دافئاً لكل فلسطيني، مؤكدة أن جمهور الثقافيات هو الركيزة والعامود الفقري الرئيسي لمثل هذه النجاحات الثقافية التي تُعد لبنة على طريق التثقيف الوطني لجيل الشباب الذي يميز حضورنا. وافتتحت عريفة الأمسية اللقاء بتطرق لرؤيا الفيلم رابطة إياها فكرياً بأجندة قسم الثقافة ورؤياه متعددة السنوات قائلة:" إجتمعنا وإياكم هذا المساء في الأمسية الثقافية التضامنية مع المخرج والفنان السينمائي والمسرحي الكبير محمد بكري على خلفية المُمارسات القانونية المُستجدة حول قضية ملف "جنين جنين" والتي ما هي إلا إثبات وترسيخ للإيمان الراسخ فينا بأن المؤسسة الإسرائيلية الحاكمة حُبلى بالأبرتهايد والعنصرية، لأنهم يعون ويعلمون يقيناً بأن كل شعوب الأرض تسكن أوطانها إلا شعب فلسطين يسكنه وطنه في الروح والذاكرة والقلب، وان كان مشرداً في الشتات وغربة المنفى في الوطن وخارج حدوده، إلا أن فلسطين تسكن فينا بكرملها ويافاها وحيفاها، كما ولا يخفى على احد أن الأمسية تتزامن وبعيداً عن العبثية مع ذكرى نكسة العالم العربي وحرب الستة أيام بلغتهم هم والتي صادف ذكراها الخامس والأربعين يوم الخامس من حزيران، لنتأرجح ألماً بين نكبتنا اللا تموت ونكستنا المميتة التي زرعت في الكثيرين منا نفسية المقهور والمضطهد وعقدة الاضطهاد."وفي تطرق لرؤيا تعريفية للفيلم فقد أسهبت السيدة زحالقة مصالحة مؤكدة:" فيلم زهرة يُجسد وجع الذاكرة الفلسطينية الجماعية ونبضها، يمثل جدارية ألم الشعب الفلسطيني بلسان عيون المرأة الفلسطينية المناضلة الصامدة الصامتة، زهرة تحكي فلسطين وتحاكي ذاكرتها الجماعية بأسلوب الرواية الشفوية الغير مُجردة من إنسانية الإنسان الفلسطيني، هذا المساء ومن خلال عرض فيلم زهرة فإننا نزرع زهرة حب ووفاء للذاكرة الفلسطينية الجماعية في حديقة فلسطين وأدغال أدغال الذاكرة لتكون سنديانة لا تذبل، معاً نزرع زهرة جديدة في حديقة توطيد العلاقة بين الفلسطيني، أرضه وذاكرته ونرويها بالنضالات القلمية، المسرحية، السينمائية، الفنية والفكرية على اختلاف أنواعها ووحدة رؤياها، نحن نؤمن بما قال محمود درويش بأن صاحب الرواية هو صاحب الأرض، كما أن الهوية هي ما نُورث لا ما نرث فقط، فعملية تناقل الذاكرة الفلسطينية تستوجب منا الاستنفار، والعمل الجاد والحذر الكبيرين كي لا تأكلنا الضباع إن بقينا بلا ذاكرة كما يقول الأديب سلمان ناطور بكل ما يحمله المجاز من معنىً". ثم دعت إلى المنصة المحامي نزيه سليمان مصاروة، رئيس مجلس كفر قرع المحلي الذي حيى الجمهور الكبير فرداً فرداً مرحباً بهم على ارض بيتهم كفر قرع، مؤكداً اعتزاز كفر قرع وفخرها بالنجاح الكبير والباهر للأمسية من خلال المضمون الراقي والحضور النوعي والكمي الكبير جدا والمميز حقاً نظراً للمناسبات والأفراح والأعراس، إلا أن عرس الثقافة الفلسطينية لا يزال يحتل الصدارة بين التزامات قاعدتنا الجماهيرية الثقافية، كما وأكد استمرار دعم كفر قرع مادياً ومعنوياً لمثل هذه المهرجانات، وتطرق رئيس مجلس كفر قرع المحلي إلى تميز كفر قرع بالكثير من الأفكار الطلائعية المميزة قطرياً ومحلياً مشيراً إلى وضع حجر الأساس في كفر قرع لمشروع نُشطاء البيئة والحديقة الجماهيرية على ارض كفر قرع، كما وأشار إلى روح التضامن والتعاضد والتآخي الرائعة في كفر قرع معتبراً إياها عاملاً مضاداً لكل ظواهر العنف. كما ورحب السيد مصاروة بشكل مميز وكبير بالفنان الفلسطيني المخرج والفنان محمد بكري على صموده الجبار أمام كل محاولات المؤسسة الحاكمة لكسره وتحطيم معنوياته، مؤكداً دعم كفر قرع والمنطقة له ولقضيته، وكرر السيد مصاروة ترحيبه بجمهور الحضور ذاكراً منهم عضو الكنيست السابق السيد وليد صادق، عضو الكنيست السيد الدكتور عفو إغبارية، المهندس حسني عنبوسي، المهندس حسين محاميد، رئيس رابطة مياه وادي عارة، الدكتور احمد كبها، عميد الأسرى الشيخ سامي يونس،المربي حسين جبارة، سكرتير مجلس نحف السيد جمال فطوم وجمهور الحضور فرداً فرداً. وفي ذات السياق فقد أثنى السيد مصاروة على روح السخاء والكرم متمثلة بمشاريع التبرعات الضخمة في كفر قرع والتي انبثقت عنها مشاريع تربوية ثقافية عمرانية أساسية مثل المكتبة والقاعة المدرسية على اسم الحاجة سعاد حيدر زحالقة، المكتبة والقاعة المدرسية على اسم المرحوم احمد رضوان بدحي، مسجد الحوارنة الذي ينير قلوب وبيوت كفر قرع بالإيمان، كما وأثنى على التبرع ببيت الشعب مؤكداً أن كفر قرع بلد يسكنه الحب، الألفة والخير بين الناس. كما وبارك رئيس المجلس المحلي المحامي نزيه سليمان مصاروة للمحامي رجل الأعمال السيد نضال فنادقة نجاحه وتميزه في مشروعه البارز "حكاية" الذي بات حكاية نجاح وتميز خلال اقل من عام من العمل الجاد والمدروس، إذ بارك له بإسم الحضور وأهالي كفر قرع والمنطقة بمناسبة تصنيف مطعم ومنتدى حكاية بين أفضل خمسين مطعماً في إسرائيل حسب استطلاع موقع ريست ومجلة غلوبس، كما وأكد اعتزاز كفر قرع بابنها الفاضل السيد المحامي رجل الأعمال نضال فنادقة على تبرعه السخي لتدعيم وتمكين المشاريع الثقافية، التربوية، الجماهيرية والمدرسية في القرية مشيراً إلا أن السيد فنادقة وأمثاله إنما يسعون إلى تطوير كفر قرع وتدعيم مكانته قطرياً ومحلياً وإسعاد جماهيرنا لأن "حكاية" بات ملتقى لكل أهالي المنطقة من خارج كفر قرع وداخلها. وبعد ذلك فقد أشارت عريفة الحفل إلى الدور الرئيس الذي يلعبه فيم زهرة في مأسسة الذاكرة الجماعية، مشيرة إلى رمزيته بالقول :"زهرة هي وطني، هي أمي، خالتي، جدتي،عمتي، وجدة جدتي، جارتنا، زهرة هي الشموخ، زهرة هي هوائي وبلادي وموطني، زهرة هي حقي في استذكار نكبة شعبي المقهور، زهرة هي بوصلة قهر نسيان الحقائق،زهرة هي العنفوان، هي الحب والحنان، زهرة هي ذلك الحجر الحزين في بيت كان لنا هناك، زهرة هي رسالة فكرية إنسانية وطنية صادقة بروح المرأة الفلسطينية المناضلة صمتاً والصابرة قهراً، زهرة هي الرواية الفلسطينية بعيون المرأة التي عاصرت النكبة والتهجير والقتل والمجازر ومحاولات تهويد الهوية الفلسطينية وقتل روح الذاكرة". وبعد ذلك دعت إلى المنصة المحامي نزيه سليمان مصاروة والدكتور عضو الكنيست السيد عفو إغبارية لتكريم الفنان محمد بكري على مسيرته النضالية فكراً، مسرحاً وفي عالم السينما، لأنه يخدم القضية الفلسطينية وتدعيم مصداقية روايتنا أمام الرأي العام العالمي، في تلك الحرب الثقافية أمام المؤسسة الإسرائيلية، وقد قدم له رئيس المجلس المحلي السيد نزيه مصاروة باقة زهور تحمل حب الجماهير ودعمهم له. وبعد التكريم فقد تحدث الفنان محمد بكري، معبراً عن حبه الكبير لمسرح الحوارنة في كفر قرع وجمهور المثلث المميز والناقد للإعمال الثقافية والمتذوق لها بشكل مميز، كما وأكد لجماهير الأمسية الذين أموا المكان تضامناً وتماهياً معه ومع قضيته الوطنية الغير شخصية، فقد أكد قائلا :"أعدكم بأنني سأنتصر عليهم، سأنتصر عليهم، سأنتصر عليهم، في كل المساقات وكل المجالات وليس فقط في معركة جنين جنين. ثم دعت عريفة المهرجان جمهور الحضور إلى الوقوف إجلالاً لنشيد موطني لإبراهيم طوقان، وتوحدت حناجر الحضور وصدحت بنشيج موطني موطني، لتتحد مع التعاطف والتماهي الكبير مع الفنان محمد بكري تعزيزا للأمسية التضامنية وإياه، ولان نشيد موطني بات لازمة ثقافية ملحة على مسرح الحوارنة، وقد قرأها الجمهور شموخاً وعنفواناً والهامات مرفوعة وهي تظهر على الشاشات وتنير ظلمة القاعة! ولمدة ساعة من التجوال في سراديب النكبة والتنقل من بيت إلى آخر في قرانا المسلوبة، روت لنا الحجة زهرة بطلة الفيلم و بأسلوب شاعري وحميمي حكاية امتداد وبقاء عائلة فلسطينية، الفيلم هو جدارية حب وألم مرسومة بخامات الشعر والطرقات الضيقة المبلولة، والمطر والدموع والمقابر والأعراس والتلال الساحرة، والشجر وتاريخ الموت الشخصي والوطني والنضال والأطفال والنساء الفلسطينيات المسنات الرائعات، والذاكرة المتينة الغير آيلة للموت. وبعد انتهاء الفيلم فقد أقيم نقاش ثقافي وتثاقف فكري حر وراق في القاعة بين الحضور والفنان محمد بكري والذي استمر حتى الساعة العاشرة والنصف مساء، حيث استمع الفنان بكري إلى أسئلة الجمهور، تعقيبات ومداخلاته الشعرية والفكرية الناقدة والداعمة لرؤيا الفيلم، وقد أشعلت أجوبة الفنان محمد القاعة حماساً وحباً وتعاضدا مع قضيته روفقت بالتصفيق الحار. وفي حديث خاص لمراسلنا مع الفنان الفلسطيني الكبير محمد بكري فقد عبر لنا عن اعتزازه بالتواجد في كفر قرع ضمن هذه الأمسية، مؤكداً أن أمسيات من هذا القبيل هي نادرة في مجتمعنا ولا تحصل كثيرا بمثل هذا الزخم والرقي التنظيمي المجلل ببهاء الحضور الكمي والنوعي في ذات الآن، كما وأشاد بالحقيقة الظاهرة للعيان بأن معظم الجمهور هم من جيل الشباب المثقف وأصحاب الفكر التقدمي الحر والمسؤوليات والالتزام للبلد والوطن والحارة والبيت وهذا لا يحصل كثيراً، إذ أن جيل الشباب هم جمهور الهدف لمثل هذه القضية التي تحمل على ظهرها مأسسة الرواية التاريخية الفلسطينية من اجل تناقل الذاكرة. كما وأكد الفنان بكري ذهوله من الكم الهائل من الأفكار المتدفقة من الجمهور الحضور والتي تجلت بالأسئلة التي تنم عن إدراك ووعي وحس وطني وسياسي، مشيرا إلى انه عاد إلى بيته على بساط من الريح، كما وأكد انه يعشق كفر قرع التي تتميز بالحركة التي تعتبر مؤشرا للحياة التي يسكناها القلب والعقل النابضين، مضيفاُ إلى أن زيارته إلى كفر قرع قد أسعدته وقتلت أي إحباط كان في طريقه إليه ليصبح بعيداً عنه محيطات على ظهر محيطات، وان دل ذلك على شيء كيفما أشار لنا السيد بكري، فانه يدل على صحوة في قلب الغفوة، وهذه الصحوة تملؤني حباً، ثقة وقوة لكي اقول دوماً وفي السطر الاخير سوف انتصر عليهم ... سوف انتصر عليهم ... سوف انتصر عليهم في معركة جنين جنين وفي كل الجبهات وكل شيء، سوف اهزمهم شر هزيمة، أنا لا اكرههم ولا احقد على احد، لأنني لا اعرف الحقد، فهم حتى لا يستحقون الحقد، إلا أنني أحجمهم، فهم صغار صغار!! كما وتجول جمهور الحضور في باحة المركز الجماهيري الحوارنة في معرض الكتاب الذي شمل كتباً لشعراء المقاومة الفلسطينيين أمثال درويش، القاسم، راشد حسين وكنفاني ومجموعات أدبية أخرى لكبار الأدباء في العالم العربي من تنظيم دار الفتى العرب للنشر. هكذا عاشت كفر قرع أمسية وطنية مغزولة بالذاكرة الفلسطينية لتنضم إلى قافلة الأمسيات الثقافية الرائعة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]