على هامش الزيارة التي قام بها صباح أمس النائب مسعود غنايم الى دير الاسد ومدرستها الاعدادية ،حيث تم الاعتداء على المربي زهير عبد الحليم من قبل عم احد الطلاب، التقاه مراسلنا ليتحدث اليه عن آفة العنف الجديدة التي اجتاحت مدارسنا في الايام الاخيرة .. للتذكير فالنائب غنايم هو مربي سابق وعمل في التربية والتعليم لأكثر من عقدين من الزمن.

للمدارس رسالة مقدسة ولا يجوز الاعتداء عليها


وقال غنايم في حديثه لموقع "بكرا": انظر الى العنف في مدارسنا في الاونة الاخيرة بخطورة بالغة، هذا " التسونامي" الجديد الذي اجتاح مجتمعنا هو بمثابة تخطي للكثير من الخطوط الحمراء، لا اقول انها المرة الاولى، لكن هناك تزايد في حالات العنف في المدارس وخاصة ضد رجال التربية والتعليم، أو ضد طلابنا، فانتهاك حرمة المدارس يشكل منعطفا خطيرا في حياتنا، نحن لا نتحدث في القضية العينية في دير الاسد فقط عن اصابة جسمانية، بل على اصابات نفسية ومعنوية للمعلمين والطلاب على حد سواء على اعتبار ان المدرسة تقوم بايصال رسالة مقدسة وكل اعتداء على معلم ،او على كل ما يرمز الى التربية والتعليم داخل المدرسة فهو بالتالي مس بالقيم المقدسة وهو مناهض لكل القيم التربوية التي تحاول المدرسة تربية طلابها على هذه القيم .

وأضاف: لست مع من يقول ان الامر طبيعي ويعكس حالة مجتمعية تسودها العنف ،صحيح ان المدرسة ليست منفصلة عن المجتمع، لكن من المفروض ان تكون المدرسة مراة مصححة، بمعنى ابراز الظواهر السلبية في مجتمعنا ومحاولة ايجاد الحلول وتذويتها في نفوس الطلاب ،المدرسة ومن خلال مهمتها التربوية والتعليمية تحاول ات تصقل اجيال وحالة جديدة في المجتمع ،لذلك يتوجب علينا جميعا التكاتف والوقوف ضد هذه الظاهرة الخطيرة قبل فوات الاوان وقبل ان تتدهور الحالة الى منزلق اكثر عنفا لا يمكن السيطرة عليه لاحقا

الحلول بمسارين

وحول سؤال مراسلنا عن الحلول تابع غنايم:الحلول ليست سهلة ولا توجد عصا سحرية ،لكن علينا العمل بمسارين ،مسار قصير الامد واخر طويل الامد. فأما القصير الامد هو العامل الرادع بمعنى توفير حراسة للمدارس ،وقد بدأنا فعلا بتطبيقه في المدارس الثانوية منذ بداية الموسم الدراسي الحالي ،وهناك قرار في وزارة التربية والتعليم ووزارة الامن الداخلي باستكمال مشروع حراسة المدارس في المرحلتين الاعدادية والابتدائية خلال السنوات الاربع القادمة ،لكن مع تزايد العنف في المدارس فقد قمنا مع باقي الاعضاء العرب في الكنيست وآخرون بمطالبة الوزارات المعنية بالإسراع بتطبيق القانون بكامله خلال الموسم الدراسي القادم وعدم انتظار اربع سنوات . اما المسار الثاني وهو طويل الامد فيكمن في العامل التثقيفي التربوي وهنا يلعب المعلم والمختصون دورًا كبيرًا في بناء جيل جديد متفهم ومتسامح وأكثر عقلانية من خلال ارشادات ودورات مكثفة في هذا السياق ،ويجب ان لا ننسى دور القيادات السياسية والأطر الحزبية التي لها دور هام في الموضوع ،ووضع برنامج متكامل للجد من هذه الافة التي تعصف بنا جميعا

هناك تحدي للمعلم وعليه عدم رفع الراية البيضاء

وحول سؤال غنايم ؟هل بامكانك العودة الى حقل التربية والتعليم في هذه المرحلة العصيبة فأجاب : بالتاكيد ،صحيح ان المرحلة صعبة وتحتاج الى الكثير من الصبر، وهذه مرحلة تحدي للمعلم وعليه عدم رفع الراية البيضاء ،فالمعلم القوي هو المعلم الذي يواجه التحديات ولا ينكسر امام الامواج.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]