في حالة نادرة وغير إعتيادية، أعلن جندي إسرائيلي سابق عن رغبته بالتخلي عن جنسيته والانتقال للعيش في مخيم للاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، والحصول على الجنسية الفلسطينية. وجاء ذلك بعد ان اعتقتلت الشرطة الإسرائيلية أندريه بشينيكنيكوف المولود في طاجيكستان والبالغ من العمر 23 عاماً بسب إقامته غر القانونية في مخيم الدهيشة القريب من بيت لحم.

ويعرب الشاب، الذي لا يزال إسرائيلياً حتى الآن، من أوربا حيث يتواجد منذ شهرين، عن أمله بأن يتمكن من الاندماج في المجتمع الفلسطيني، ليمثل بذلك حالة نادرة جداً بين الإسرائيليين اليهود الذين أقدموا على خطوة كهذه، اذ كان معظم هؤلاء متزوجين من فلسطينيات.

وأعاد الشاب الإسرائيلي بطلبه هذا قصة عائلة حاييم حبيبي المتزوج من البولندية المسيحية فيوليت التي جاءت مع والديها الى إسرائيل طلباً للرزق. وبدأت معاناة عائلة حبيبي من ولد ابنهما البكر حين جاءت جماعة طلبت من فيوليت حبيبي اعتناق اليهودية وإلا "ستتحول حياة أسرتها الى جحيم". لجأ الى كنيسة المهد في عام 2000 طلباً للجوء السياسي الى الأراضي الفلسطيني هرباً من إسرائيل التي وصفها بدولة المافيا. واتخذ حاييم حبيبي قراره هذا بسبب تعرضه لضغوط شديدة بسبب زواجه من غير يهودية. تواصلت معاناة حبيبي الى ان نجح بالوصول الى منطقة شعفاط في القدس حيث يعيش القيادي الفلسطيني في حركة "فتح" حاتم عبد القادر، الذي اتصل بالزعيم الراحل ياسر عرفات فوراً وأحاطه علماً بالأمر فطلب عرفات إرسال العائلة الى رام الله.

وتدخل في عملية نقل حاييم حبيبي وعائلته الى المدينة مروان البرغوثي، القيادي الفتحاوي البارز في عملية حذرة وُصفت بالبوليسية والسرية ، كي لا يتمكن الجيش الإسرائيلي من التعرف على حبيبي وأفراد عائلته وهو ما تم بنجاح. سكنت العائلة في أحد فنادق رام الله وتحملت السلطة الفلسطينية مصاريف العائلة الإسرائيلية الهاربة التي رزقت في الأراضي الفلسطينية بابنها الثالث.

وتوالت الأحداث بوتيرة متسارعة فاضطرت السلطة الفلسطينية على إعادة حاييم حبيبي وأسرته الى إسرائيل، لتتمكن مجدداً من الفرار والتوجه الى مقر إقامة ياسر عرفات في المقاطعة في عام 2002 حيث كان الزعيم الفلسطيني محاصراً، ونجحا بأن يندسا بين الصحفيين لتصرخ فيوليت حبيبي "أبو عمار .. ساعدنا أرجوك"، فأشار لهما بأن يدخلا المقاطعة قائلاً "ما سيقع علي سيقع عليكم."

ومع اشتداد الحصار على ياسر عرفات غادرت عائلة حبيبي المقاطعة، لتختفي ثم تعود للظهور في كر وفر بين جهازي الأمن الإسرائيلي الذي كان يطاردهما والفلسطيني الذي كان يجد نفسه مرغماً على إعادتهما لإسرائيل.

ويعد الموسيقار الأرجنتيني المولد لعائلة يهودية روسية الأصل دانئيل بارنبويم الإسرائيلي الأشهر الحاصل على الجنسية الفلسطينية. ويعتبر الموسيقار الإسرائيلي مؤسساً لأوركسترا الديوان الغربي الشرقي الى جانب المفكر الفلسطيني إدوارد سعيد، التي تضم في صفوفها موسيقيين من العالم العربي وإسرائيل.

وحول حصوله على الجنسية الفلسطينية قال بارنبويم ان "حقيقة ان يُمنح مواطن إسرائيلي الجنسية الفلسطينية هي مؤشر على ان التعايش ممكن في واقع الأمر". وأضاف "انه لشرف عظيم أن أُمنح جواز سفر (فلسطيني)، وقد قبلته لأني أؤمن أن مصير الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني مرتبط بشكل لا يمكن تجنبه. فحياتنا المشتركة قد تكون نعمة وقد تكون لعنة، وأنا أفضل الأولى ".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]