"قوات من الشرطة سوف تتواجد في المكان بغية الحفاظ على الأمن والأمان أثناء عقد كافة الاحتفالات في مهرجان ليالي الناصرة، للحفاظ على الحفل وعلى سلامة كافة أفراد الجمهور والمشاركين والزوار على حد سواء، وكُل مُحاولة للإخلال بالنظام سيتم التعامُل معها بحزم وصرامة وبيد من حديد" !هذا هُو تعليق شرطة إسرائيل (الذي جاء على لسان الناطقة باسمها للإعلام العربي لوبا السمري) على الحفل الذي سيُقام اليوم في مدينة الناصرة، والذي من المفروض أن تحييه "ميرا عوض"، الذي تواجه زيارتها لمدينة الناصرة امتعاضًا من القوى الوطنية في المدينة، حيثُ رفضت هذه الحفلة كُافة القوى السياسية، إذ أصدرت شبيبة الحزب الشيوعي بيانًا رافضًا لأن تُحيي "ميرا عوض" هذا الاحتفال في الناصرة، ونفس الموقف اتخذه التجمع الوطني الديمقراطي وكذلك شبيبة "أبناء البلد"، والسبب أن "ميرا عوض" غنّت ومثلت إسرائيل أثناء حرب غزة المؤلمة، رغم تدفق الصور البشعة للجثث الفلسطينية، كما أنها رفضت أن تُعَرّف نفسها كفلسطينية، مما أثار امتعاض القوى الوطنية في الداخل الفلسطيني حينها، والآن جاء الدور كي تُرفض إحياء حفلة لها في "ليالي الناصرة".

مساء أول أمس عُقد اجتماع للجنة "إحياء ليالي الناصرة" المكونة من بلدية الناصرة، وعنهم مدير عام البلدية راجي منصور، وجمعية "السياحة" برئاسة وليد العفيفي، ومجلس طائفة الروم وعنهم "د. عزمي حكيم" وتُجار وأصحاب مطاعم في المنطقة، وقرروا إلغاء الحفلة، ولكن اعترضت "جمعية الثقافة والسياحة".

صباح أمس الجمعة حصل تغيُر في الأمور، إذ دعى رئيس بلدية الناصرة رامز جرايسي لاجتماع في مبنى البلدية لجنة ،ليالي الناصرة وقال أن موقفه هُو مع أن تبقى الأمور على حالها وأن تُستقبل "عوض" في مدينة الناصرة، وقُرر استقبال "ميرا عوض" في مدينة الناصرة، على الرغم من كُل الضغط الشعبي والأهلي وعلى الرغم من المواقف الموحد (وهذا أمر نادر بالمناسبة!) بأن لا تُستقبل "عوض" في المدينة.

يبدو أن هنالك ضغط على رئيس البلدية (من فوق)

وفي حديث لنا مع عضو (لجنة ليالي الناصرة – المستقيل - )، صاحب مطعم "بيات" اسامة لبس قال: "لقد قال لنا رئيس البلدية اليوم أن عدم استقبال ميرا عوض في الناصرة قد يمس بالحركة التجارية في مدينة الناصرة، ويبدو أنه يرى أن العلاقة مع المؤسسة والوزارات هو أم رمم بالنسبة له، لذلك قرر أن تأتي ميرا عوض للناصرة، علمًا أنني أعتقد أن هذا هو السبب المعلن وهُنالك أسباب لم يعلنها وبرأيي أنه خضع للضغط عليه من جهات (عليا)، لقد قرروا في البلدية أن يُقام الحفل علمًا أن قرار اللجنة كان عكس ذلك، وما حدث هو اغتصاب لقرار اللجنة، لذلك قررت الاستقالة من لجنة إحياء ،ليالي الناصرة، مشكلتي ليست فقط مع زيارة ميرا عوض، بل أصبحت مشكلتي أنها (عضو) لم تحترم قرار أهالي الناصرة، وكذلك الأمر بالنسبة لبلدية الناصرة).

وأضاف لبس: "هدف مشروع ،ليالي الناصرة هو رواج ثقافة السهر في المدينة وتوحيد البلد على الفن والثقافة، وما حدث في نهاية المطاف هو تمامًا عكس الأهداف التي أقيم من أجلها البرنامج، علمًا أننا نحنُ (التجار وأصحاب المطاعم)، نحنُ هُم من جمع المالي والتبرعات لكي ينطلق مشروع ليالي الناصرة، لحيز التنفيذ.

بلدية الناصرة وضعت نفسها بامتحان وفشلت هي نفسها به!

وفي حديث لنا مع الناشط السياسي نايف أبو أحمد عن التجمع الوطني الديمقراطي قال: "ماذا، (الحفل سيُقام تحت حراسة شرطة إسرائيل وسيتعاملون مع أهل البلد بيد من حديد)! ألا تشعر بلدية الناصرة ورئيسها بالخجل من هذا الأمر، يُريدون أن يفرضوا على مدينة الناصرة المغنية ميرا عوض بالقوة، لمصلحة من هذا الكلام، يبدو أن هُنالك من يُريد أن يُحوّل هدف، ليالي ناصرة، لتتحول من "توحيد أهل المدينة" إلى "خلافها وشقها"، هذا أسمه تعنت وعناد مشبوه في أقل تقدير. وأضاف أبو أحمد: "برأيي بلدية الناصرة هي نفسها وضعت نفسها في امتحان، وهي نفسها فشلت به، واجب علينا كعرب وكفلسطينيين أن نتخذ موقفًا ممن يتضامن مع الآخر بدل أن يتضامن معنا، وفي أحلك الظروف، عندما تستقبل بلدية الناصرة رئيس الدولة بيريس وقبله رئيس الحكومة أولمرت وقبله شارون كانت تقول أن هذا لاستجلاب الميزانيات للمدينة وأن هذا جزء من عملها، ولكن من المُثير أن جدًا أن نعرف ما هُو إدعائها الآن في مسألة استقبال مغنية ذات مواقف إسرائيلية".

يُذكر أن اليوم الساعة السادسة مساءً ستُقيم كافة القوى الشبابية السياسية في المدينة (دون استثناء) مظاهرة ضد هذا الحفل في ساحة العين عند الساعة السادسة مساءً.

ويذكر أن القوى السياسية الشبابية في الناصرة ما زالت تطالب حتى اللحظة إلغاء حفل ميرا عوض في الناصرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]