عاصفة فعاليات "هوجاء" لا تتوقف، هكذا هو الحال في مقر الشبيبة العاملة والمتعلمة في مدينة الناصرة، وخصوصًا فرقة الدبكة فيها "اندور" (واندور لمن لا يعرف، هو اسم قرية مهجرة في مرج ابن عامر، وفرقة الدبكة هذه تهتم باحياء التراث العربي الفلسطيني وتروي حكاية شعبنا الفلسطيني في "سكتشات" مسرحية في البلاد والخارج).

مجموعة "الصغر" ستكون وجهتها فجر 20.6.2012 من الناصرة إلى بولندا ومن ثُم باريس، ولقائها سيكون مع "المندوبين العالميين لمنظمة اليونسكو"، لمدة 20 يومًا متواصلا.

مجموعة "الكبار" ستكون وجهتها بعد أسبوعان من مجموعة "الصغار" إلى اسطنبول لمدة 12 يومًا.

حجم الدعم الذين تتلقاه الفرقة هو (صفر)!

مجموعة الصغار من فرقة "اندور" ستنطلق بعون الله مساء الغد، طلاب صفوف ابتدائية، سينطلقون بكل شجاعة إلى بولندا، ليلتقون مع مجموعات من 18 دولة من مختلف أنحاء العالم، من الصين وزيمبابوي وروسيا البيضاء وتنزانيا ورومانيا والنرويج ونيبال والتشيك وغيرها من الدول، ليحلوا ضيوفًا على عائلات بولندية ولكي يتبادلوا الثقافات مع مختلف أترابهم من الأطفال من باقي شعوب الأرض.

سيتعلمون ويتعرفون على "الآخر" ويعرفون "الأخر" علينا وسيقيمون في نهاية المطاف، في باريس، بحضور كبار المسؤولين العالميين من منظلمة "اليونسكو" ومؤسسات حقوق إنسان ومنظمات غير حكومية دولية أخرى ويقدموا عرضًا مشتركًا وسيجمعون ما يُباع من تذاكر حفلهم لمساعدة أطفال التبت ونيبال وبلدان أفريقيا.

في سؤالنا لمدير نادي الشبيبة العاملة والمتعلمة في الناصرة وسيم عابد في ما إذا كان القلق يتملكه من موجة الفعاليات الكبيرة التي تُزين النادي وتُعطي الأطفال والشباب قال: "في الحقيقة أحيانًا أشعر بنوع من القلق أن لا نكون أنا والمرشدين الذين أعمل إلى جانبهم في النادي على قدر التوقعات، لقد تعودنا دائمًا أن نكون فعّالين وأن يكون لدينا ما هو خاص ويميزنا عن غيرنا، وليس من السهل أن تبقى مُتميزًا، وإن من حولنا يُعطونا الثقة ويضعون فينا الأمل وعلينا أن نكون عند حسن الظن" وأضاف: "عندما كُنت طفلا أذكر أنني كُنت مُشاركًا في المسرح، ولكن هُنالك مؤسسات انتمينا لها أحبطتنا مع الوقت، أنا أؤمن أن لدى أطفالنا وشبابنا طاقات كامنة رهيبة، ولكنها بحاجة إلى من يرعاها ويفتح لها المجال، ففي مجتمع طبيعي، ليس من الطبعي أن يتطور ويتقدم إنسان لوحدة دون أن يُساهم الناس فيه دون أن تكون البيئة المحيطة مُلائمة".

وردًا عن سؤالنا عن تجاوب الأهالي معك الفرقة خصوصًا أن سفرة الجيل الصغير بعيدة وطويلة نسبيًا؟ قال عابد:  في بداية الأمر كان هُنالك تخوّف بشكل عام، ولكن هُنالك طبعًا تواصل مستمر بيننا وبين الأهالي، ومنذ أشهر ونحنُ نقوم بتحضير الطلاب وبتحضير الأهالي، كما أن إدارة المهرجان في بولندا أتت إلى الناصرة واستضفناهم وقمنا بتجهيز مواد وصور عن المناطق التي سيزورها الأطفال في جولتهم، لقد عملنا على هذا الموضوع طويلا وعلى مدار أشهر، لقد قمنا بتدريبات مُكثفة، ولا أخفي عليك، لقد كان ذلك بشكل ضغطنا في كثير من الأحيان، خصوصًا أن الأطفال المُسافرين إلى بولندا لن يقدموا عرض دبكة فقط، إنما أيضًا سيُعلمون أبناء جيلهُم من باقي الشعوب على الدبكة الفلسطينية، وهذا أمر ليس سهلا، كما أنهم سيبيتون في بيوت ليست بيوتهم وسيعيشون ضمن لغة ليست لغتهم وفي بيئة لا يعرفونها، هذه تجربة رائعة ستطورهم كثيرًا وستبقى معهم إلى الأبد وستطور شخصياتهم إلى حد بعيد جدًا، هذه فرصة لا يحصل عليها الكثيرين وأنا متأكد أن هذا سيضيف الكثير للأطفال".

دعم من رجال الأعمال

وردًا على سؤالنا عن دعم الفريق ومصادره قال عابد: لا أحد، الفرقة تقوم بتمويل نفسها بنفسها، هذه السفرة مثلا، وكباقي السفرات السابقة، نقوم بجمع مُشاركة من الطلاب، ولكن أغلب الميزانية نجمعها من خلال بيع كرتات للعروض ومن خلال تبرُعات نجمعها من بعض رجال الأعمال المقتدرين الذين يهمهم عمل الخير وتقديم الدعم لأطفالنا وشبابنا".

يُذكر أن الفعاليات في نادي الشبيبة العاملة والمتعلمة في مدينة الناصرة لا تتوقف على مدار العام لمختلف الأجيال، كما أن مخيم "من القلب" سيفتتح أيضًا هذا العام في مقر النادي الجميل في وسط مدينة الناصرة المُجهز بأفضل التجهيزات ووسائل الراحة والتربية الحديثة.

هذا وسيُوافقكم موقع "بُكرا" بتفاصيل هذه الجولات أولا بأوّل، من هُناك!

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]