تعقد غدا الاربعاء في محكمة الصلح في الناصرة محاكمة المشايخ من ابناء الطائفة المعروفية ،الذين تواصلوا مع ابناء طائفتهم وزيارتهم في سوريا، وقد عقد مساء امس اجتماع دعا اليه رئيس مجلس بيت جن بيان قبلان وحضره العديد من المشايخ - بضمنهم الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف- وعدد من رؤساء المجالس المحلية الدرزية واستثناء الشيخان علي معدي رئيس لجنة التواصل الدرزية لعرب 48 والشيخ كمال زيدان حلبي . وقد اتهم الشيخ معدي الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف بعرقلة التواصل بين ابناء الطائفة مع سوريا من خلال رسالتين بعث بهما الى رئيس جهاز الامن العام -"الشاباك" - والى المستشار القضائي للحكومة في مرحلة سابقة.

مراسل موقع "بكرا" زار ظهر اليوم منزل الشيخ معدي في يركا ليقف عن كثب على اتهاماته للشيخ طريف ... واليكم كشف "المستور بالصوت والصورة " وفقًا لما جاء على لسان الشيخ معدي.

البعض يتامر ويدق الاسافين

بداية تحدث الشيخ معدي إلى مراسلنا مستهجنًا: "تفاجئت مساء امس، من أن احد الاخوان ابلغني انه تم قبل قليل عقد اجتماع في مجلس بيت جن بحضور رؤساء مجالس محلية، وبمشاركة الرئيس الروحي للطائفة الدرزية الشيخ موفق طريف واعضاء من لجنة التواصل الوطنية الذين يحاكمون غدا، وكان واضحا ان من دعا لهذا الاجتماع استثناني عمدا، كما استثنى الشيخ كمال زيدان حلبي. هذا الامر، ان دل على شيء، فانما يدل على ان البعض يتامر علينا ويحاول دق الاسافين والقضاء على مشروع التواصل".

ابراز الرسائل التي بعث بها طريف للشاباك والمستشار القضائي

 واضاف معدي متسائلا: "باي حق يتحدث الشيخ موفق طريف ويحضر الاجتماع وهو الذي بعث برسالتين لوزير الداخلية ولرئيس جهاز الشاباك من أجل وضع حد لزياراتنا الى سوريا ولبنان؟! اليوم يحاول الشيخ طريف الظهور وكانه يدافع عنا وفي نفس الوقت يتامر على مشروع التواصل. لذلك لا يحق له التحدث بهذا الموضوع اطلاقا ولا حتى حضور المحاكمة ونرفض أي مساعدة من جانبه، وقد تبين من خلال الرسائل ان طريف يطالب المعنيين بالامر بالسماح لابناء الطائفة الدرزية بالسفر والتواصل مع سوريا ولبنان بوفود تحت رئاسته شخصيا وبعدم السماح لاي مجموعات (متطرفة- على حد تعبيره في الرسالة) بزيارة سوريا ولبنان. وبهذا، يطبق طريف المثل الشعبي القائل (بقتل القتيل وبمشي بجنازته)". 

وفي هذا السياق ابرز الشيخ معدي هذه الرسائل وكذلك نسخة من جريدة الديار اللبنانية التي كتبت ان لبنان وسوريا يرفضان استقبال الشيخ طريف على اراضيهم بسبب تعاونه وتعامله مع (الكيان الصهيوني).

وتابع معدي: "من جهتنا التمسنا في حينه الى محكمة العدل العليا للسماح لنا بالتواصل مع سوريا ولبنان الا ان المحكمة وحكومة اسرائيل رفضتا طلبنا بحجة أن هاتين الدولتين هما (دول عدو). بالنسبة لنا هذا حق لنا بزيارة الشعوب العربية والتواصل معهم وخاصة دول الشام. نحن تحدينا المؤسسة الاسرائيلية ونشكر الاردن بوابتنا الرئيسية الى سوريا ولبنان، وزرنا سوريا ثلاث مرات".

وحول سؤال لمراسلنا عن الشخصيات التي لا ترغب لجنة التواصل برؤيتها غدا في الناصرة قال معدي: "هي شخصيات معروفة ولم نكترث لها في الماضي ولن نكترث لها مستقبلا (من الليكود وكاديما)، وهم يعرفون انفسهم جيدا ولا احبذ تسميتهم لان مستواهم اقل من ذلك بكثير".

وتابع معدي: "الشيخ طريف حضر اجتماع بيت جن يوم امس ولاحظ عدم وجود المتهم الاول والشخص الذي زار سوريا ثلاث مرات (معدي) ولم تتم دعوتنا الى الاجتماع عن عمد، لذلك لا يحق لطريف ولا لاي احد تجاهلنا. وفي هذه الحالة تمت المؤامرة علينا ومن يتامر علينا لا نرغب برؤيته غدا في المحكمة. وعلى الشيخ طريف ان يعلم ان كل راع مسؤول عن رعيته وليس العكس كما يسلك. سوريا ولبنان رفضتا استقبال طريف بسبب مواقفه وتعامله مع اسرائيل، فما ذنبنا نحن في ذلك؟".

الانبياء سجنوا فلن يضيرنا ذلك

وتابع الشيخ معدي، في سياق المحكمة غدا، وقال: "نعتبر هذه المحاكمة ظالمة وجائرة بحقنا. وهذه نظم وقوانين عنصرية لم يشهدها التاريخ من قبل. فالقانون الالهي والقانون الدولي والمنطق الانساني يعطي الحق لكل انسان ان يتواصل مع اهله وابناء شعبه وزيارة الاماكن المقدسة. ولا يحول دون ذلك لا حدود ولا حواجز. لكن المؤسسة الاسرائيلية وبالرغم من حصارنا لاكثر من ستة عقود وعزلنا عن امتنا العربية، تكيل بمكيالين وتعطي الحق لكل الطوائف من ابناء شعبنا بالتواصل وزيارة الاماكن المقدسة في الدول العربية وتمنع هذا الحق عن ابناء الطائفة المعروفية. وعلى سبيل المثال: يسمح لاخواننا من السنة زيارة السعودية للحج والعمرة ويسمح لرجال الدين المسيحيين العرب بزيارة الاماكن المقدسة في سوريا ولبنان عن طريق راس الناقورة وبجوازات سفر دولية والسبب وقوف دول غربية وعلى رأسها الفاتيكان الى جانبهم. ويسمح للبهائيين بزيارة ايران ونحرم نحن من ذلك"....

واضاف معدي: "لن نتنازل عن حقنا ولن ترهبنا المحاكمات ولا غياهب السجون. فالانبياء قد سجنوا وحتى لو تم ذلك بالفعل فسنتابع التواصل مع الشعب السوري واللبناني مستقبلا بعد تحريرنا. لكن اقول انني على ثقة انه لو تم ذلك فاسرائيل تدرك وتعلم من هم "بنو معروف"، ولن نسمح لاحد بظلمنا ومعروف عنا مواقف بطولية وتصدينا للظلم وللظالمين مهما بلغوا من طغيان، وسنستمر بمشروع التواصل مهما كلف ذلك من تضحيات، معتمدين على الله اولا ومن ثم على ارادة ابناء شعبنا العربي ووقوفهم الى جانبنا بمختلف طوائفه وتياراته.. وعليه ندعو ابناء الطائفة المعروفية من شيوخ وشباب وجميع ابناء شعبنا في الداخل للوقوف الى جانبنا غدا في تمام الساعة الثامنة صباحا في مدخل المحكمة في الناصرة والاعتصام مدة نصف ساعة بمحاذاة الشارع الرئيسي ومن ثم التوجه نحو المحكمة".

طريف:كلام معدي لا يستحق التعقيب وغدًا سأتواجد في المحكمة!

بدوره عقب الشيخ موفق طريف على اتهامات الشيخ علي معدي قائلا: "اتهامات الشيخ معدي لنا لا تستحق التعقيب ،ومع ذلك فقد اوضحنا منذ اليوم الاول اننا نقف من وراء المشايخ ومحاكمتهم والى جانب النائب سعيد نفاع، وارسلنا عدة رسائل بهذا الخصوص الى المستشار القضائي للحكومة والى وزير الامن الداخلي ورئيس الحكومة وطالبناهم باقفال هذا الملف نهائيا، لان هذه المحاكمة باطلة وغير عادلة اطلاقا بحق مشايخنا وابنائنا من الطائفة المعروفية. كذلك فقد طالبنا وزير الداخلية بالسماح لابناء طائفتنا بزيارة سوريا وتمت الموافقة على ذلك، لكن الاحداث الدامية هناك تمنعنا من التواصل معهم. وأنا شخصيا ساتواجد غدا في الناصرة للوقوف الى جانب مشايخنا في محنتهم هذه".

بيان صادر عن الشيخ علي معدي رئيس لجنة التواصل الدرزية- عرب الـ 48

 يشار ايضًا في هذا السياق أن لجنة التواصل الدرزية أصدرت بيانًا إلى وسائل الإعلام تحت عنوان "يقتل القتيل ويمشي في جنازته"، وجاء في البيان الرفض القاطع لمشاركة الشيخ طريف غدًا في محكمة المشايخ الدروز، حيث قال البيان: من يتاًمر على مشروع التواصل أمثال الشيخ موفق طريف لا يحق له حضور محاكمة المشايخ.  

 وأضاف البيان: للحقيقة وللتاريخ وللعدل والأنصاف، نرفق بهذا رسالتين وجَّهَهُما الشيخ موفق طريف لوزير الداخلية إيلي يشاي ولرئيس الشاباك ديسكن يطلب تصريح لوفد برئاسته لزيارة سوريا سنة 2010، وفيه يطلب وضع حد لزياراتنا لسوريه ولبنان والقضاء على مشروع التواصل الوطني والإنساني.

وقال البيان: واليوم، إعلاميا يدافع ويطالب السلطات بوقف محاكمة المشايخ يعني بالمثل الدارج "يقتل القتيل ويمشي في جنازته". نحن نرفض أي مساعدة من جهته مهما كانت، يكفينا شرفا وقوف ألآلاف من مشايخ وشباب الطائفة لجانبنا والأحرار من أبناء شعبنا ودعاء مشايخنا هنا وفي لبنان وسوريا وفي كل مكان، وعلى الله فليتوكل المؤمنون.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]