أكد المخرج الفلسطيني الغزي ورئيس العديد من لجان التحكيم في المهرجانات الدولية سعود مهنا، أن إسرائيل تبث السم في الدسم فيما يتعلق بالسينما الفلسطينية، إذ أنه لا توجد أي دور لإنتاج الأفلام السينمائية الفلسطينية، ما يضطر الفلسطينيون لإخراج أفلامهم في أوروبا في شركات يديرها إسرائيليون ويدسون فيها السم في العسل.
وأشار مهنا لــ"بكرا"، أن السينما الفلسطينية في تراجع مستمر بسبب عدم اهتمام المؤسسات المختصة وعلى رأسها وزارة الثقافة بالفلم الفلسطيني، وأنه يجب الاهتمام بدور السينما أيضا وهي تعاني من الفقر لعدم وجود ثقافة السينما في فلسطين.
وأكد مهنا على أن الفلم الفلسطيني لا يفوز بسبب التعاطف كما يروج لكبح نجاحاته، وإنما يعود ذلك إلى مهنيته وحرفيته، حيث يمتلك الفلسطيني مخرج الأدوات والإبداعية ولكنه يفتقر إلى الدعم الحقيقي والى الاستثمار في هذا المجال والى وجود مؤسسة راعية لإبداعات الشباب وموجهة لإبداعاتهم.
ودعا مهنا إلى إنشاء أكاديمية فلسطينية لتدريس صناعة الأفلام وضرورة إنشاء مؤسسة وطنية تشرف عليها وتتكون من مؤسسة الرئاسة ورجال أعمال ووزارة الإعلام والثقافة وخبراء بمعايير دولية لإنتاج الإعمال الإبداعية والبحث عن المبدعين الفلسطينيين في هذا المجال ودعمهم.
وأشار المخرج الفلسطيني سعود مهنا، إن الفيلم الفلسطيني بات منافسا في المهرجانات العربية و الدولية، رغم أن موارد إنتاجه فردية وغير مدعومة، في حين تدفع إسرائيل مبالغ طائلة؛ لإنتاج أفلام مغايرة للواقع، وتخدم الصالح الإسرائيلي.
وطالب مهنا، بضرورة تنوع المواضيع في السينما الفلسطينية، لتعكس الظروف التي تحيط بالإنسان الفلسطيني، والمشاعر التي يعيشها، مضيفا أن 'الوقت الحالي باتت فيه الصورة أقدر وأقوى لتوصيل الرسالة".
إسرائيل تدفع مبالغ طائلة لإنتاج أفلام مغايرة للواقع
في سياق متصل قال مهنا، إن الفيلم الفلسطيني بات منافسا في المهرجانات العربية والدولية، رغم أن موارد إنتاجه فردية وغير مدعومة، في حين تدفع إسرائيل مبالغ طائلة؛ لإنتاج أفلام مغايرة للواقع، وتخدم الصالح الإسرائيلي.
وطالب مهنا بضرورة تنوع المواضيع في السينما الفلسطينية، لتعكس الظروف التي تحيط بالإنسان الفلسطيني، والمشاعر التي يعيشها، مضيفا أن 'الوقت الحالي باتت فيه الصورة أقدر وأقوى لتوصيل الرسالة".
وشدد مهنا على الحاجة إلى دعم وتعزيز الدراما الفلسطينية لرفع القضايا الوطنية الفلسطينية والمبدع الفلسطيني عاليا في مواجهة الدراما الإسرائيلية التي ينفق عليها الملايين ولكنها مغايرة للحقائق.
وأكد مهنا على أهمية الرسالة الفلسطينية في إيصال الرسالة الفلسطينية، ورغم أن صناعة الأفلام تنتمي للفن الذي لا تحده قيود، إلا أن الخصوصية الفلسطينية لدولة تحت الاحتلال تجعل الفلم بحد ذاته أداة من أدوات إيصال الرسالة الإعلامية، ما يستوجب بالضرورة إن تتم قراءة الصورة بصورة صحيحة وضمن معايير ترقى بفلسطين إلى مصاف الدول الراقية.
على السلطة الفلسطينية إقرار موازنات للسينما
وأشار مهنا إلى أنه على السلطة الفلسطينية ووزارتها إقرار موازنات حساسة لموضوعة إنتاج الأفلام كل في مجال تخصصه لإبراز فلسطين بصورة جذابة مع التركيز بأسلوب اللامباشرة وبطرق إبداعية على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي لا سيما إذا الجمهور المستهدف هو المجتمع الأوروبي والأمريكي، والتركيز على إنتاج الأفلام الروائية وليس الوئائقية.
وانتقد غياب إستراتيجية واضحة لصناعة الفلم الفلسطيني وغياب القدس عن مشهد صناعة الأفلام وغياب الحركة النقدية المتخصصة وعدم تنفيذ الوعودات المتعلقة بتفعيل القطاع السينمائي بالإضافة إلى ضعف الخطاب الإعلامي الفلسطيني.
ودعا إلى ضرورة قراءة الصورة جيدا وعدم تقديم مادة للاحتلال الإسرائيلي بأيد فلسطينية ، ليقوم بدوره باستخدامها بطريقة دعائية مضللة، والانتباه إلى الخلفيات الفكرية والثقافية لجمهور المشاهدين المستهدف.
وانتقد في الوقت ذاته على ضعف البيئة الاستثمارية في مجال السينما داعين السفارات الفلسطينية إلى رصد المهرجانات الدولية وتوجيه المخرجين الفلسطينيين إلى ضرورة المشاركة بتا مع نبذة عن الخلفيات الفكرية والأيدلوجية والثقافية والبنية المعرفية للبلد المنظم للمهرجان والتي ستساعد في إيصال الرسالة الاجتماعية والفنية والوطنية بالشكل الصحيح ورعاية أسابيع لمهرجانات الأفلام الفلسطينية في الخارج.
ودعا إلى ضرورة رصد وتوثيق قوائم الأفلام الفلسطينية الفائزة بالجوائز عربيا ودوليا لتكون مرجعية للعرض في مهرجانات وأسابيع للفلم الفلسطيني محليا وخارجيا وللقيام بحملة وطنية لعرضها على شاشة تلفزيون فلسطين والتلفزيونات المحلية بشكل مكرر ومتواصل تكريما لمبدعيها ورفدا للذاكرة الفلسطينية.
[email protected]
أضف تعليق
التعليقات
اتفق مع الزميل سعودعلى كثيرمما يقوله، مثل عدم وجود جهات فلسطينية تستثمر في السينما الفلسطينية، وذلك نابع، بين أسباب اخرى، إلى غياب دور السينما والاستثمار التجاري للفيلم الفلسطيني في بلده، وكذلك عدم اهتمام السلطات، سواء في الضفة أو غزة، بتهيئة الظروف التي تساعد على نشوء السينما والدراما التلفزيونية كصناعة. وكذلك على غياب المؤسسات الأكاديمية الجدية لبناء القدرات على المستوى البشري، وإن كان ثمةمحاولات لسدهذا النقص.مثلا تعتزم دار الكلمة في بيت لحم البدء بدراسة لقب أول في صناعة الفيلم، وكذلك جامعة القدس ( بالمشاركة مع جامعة أنتورب البلجيكية)، كما تعد جامعة بير زيت العدة لتدريس السينما في غضون سنوات قليلة. وكانت دار الكلمة قد افتتحت دبلوما متوسطا بالفيلم الوثائقي خرَج هذا العام فوجه الرابع. تلك مواضيع ذات شجون يحتاج التعامل معها إلى مساحات أكبر من المساحات التي يتيحها التعليق على مادةمنشورة. لكن الذي يثيرني هو تلك الطريقة من التعامل مع السينما القائمة، التي اوصلت الرواية الفلسطينية إلى ارقى المنتديات العالمية، بما فيها مهرجان كان والبندقية وبرلين، بالغمز واللمز، دون أن يكلف الغامز اللامز نفسه عناء احترام المتلقي، والإشارة إلى مثل عيني واحد عما يسوقه من مزاعم. ويحزنني أن يردد سعود مهنا- وأنا أعرف استقامته وجديته- مزاعم مجموعات معينة من العاملين في الحقل السينمائي، غالبيتها لا تتمتع انتاجاتها بأي تميز وتفتقر إلى الكثير الكثير على مستوى اللغة وأدوات التعبير السينمائية، تحمل هذه الادعاءات العجيبة التي "تلمح" إلى أن "الشركات الأوروبية" لا تنتج الفيلم الفلسطيني إلا لأغراض في نفوسها، هي من الخبث بحيث تخفى علينا، نحن الجمهور ودارسي السينماوعلى النقاد الحقيقيين، ولا يكتشفها سوى أولئك الذين يطلعون علينا كل ما دق الكوز بالجرة كما يقول المثل الشعبي، بحكاية السم بالدسم هذه. يعكس ذلك أيضا جهلا كاملا بالعملية التي توصل جهة أوروبية لإنتاج فيلم لسينما أجنبية. تنتج أوروبا سنويا العشرات من أفلام الإنتاج المشترك مع مختلف الدول والشعوب. يفعلون ذلك لأسباب يضيق المجال هنا عن تناولها، لكن من أهمها استجابتهم لحاجة جمهورهم إلى المعرفة، معرفة الواقع والثقافة والمجتمع خارج بلاده وعدم اكتفائه بالأفلام الأمريكية من الدرجة الرابعة التي تتخمنا بها فضائياتنا، التي لا يتهمها المتهمون بأنها تدس السم في العسل. الأفلام الفلسطينية المنتجة أوروبيا معروفة، وجهات إنتاجها مذكورة في العناوين (التترات)، ولا أسهل من معرفة أصحابها ومديريها، فلماذا لا يكلف أصحاب "السم في الدسم" أنفسهم عناء تحديد "الجهات الصهيونية" التي تتحكم بها، والإشارة إليها، وأهم من ذلك، وضع الإصبع على "السم" الذي في "الدسم"؟ أم أنه من الأسهل إطلاق الاتهامات عن أمور هم لا يفقهونها أصلا؟ ولا يهم إن كانوا بذلك يلطخون طائفة كاملة من الفنانين الموهوبين، الذين حملوا وحدهمن بإصرارهم ومثابرتهم، هموم شعبهم إلى العالم، بارقى لغة سينمائية، وأعلى تعبير فني؟ هل ذنبهم أن المتولين أمر شعبهم لا يعيرون واجبهم في دعم الصناعةالسينمائية أدنى اهتمام، وأن بلادهم خالية من دور عرض يصلون من خلالها إلى جمهورهم، الذي حتى إذا تيسر لهم الوصول إليه، يجدون أن عقودا من السينما والتلفزة الفاسدة والمفسدة قد أفسدت ذوقه، وأن تلك السينما الفاسدة المفسدة لا يتهمها أحد بدس السم؟ ربما لأنهم ينتمون إليها أصلا، شكلا ومضمونا؟