قالت "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" في تقرير اعلامي عممته اليوم الاثنين 25/6/2012 م إن الاحتلال الاسرائيلي قام بهدم وتدمير طبقات أثرية لأبنية تاريخية عريقة متعاقبة منذ العصور الاسلامية المتقدمة – الأموي والعباسي - وحتى العهد العثماني منها مسجد وبناية المدرسة الأفضلية ، التي يعود تاريخها الى عهد الدولة الأيوبية – وذكرت "مؤسسة الأقصى" أن ما يسمى بـ "سلطة الآثار الإسرائيلية" قامت بعمليات هدم وطمس ممنهجة للآثار الاسلامية على مدار خمس سنوات ، خلال حفريات أجرتها في أقصى غرب منطقة ساحة البراق على بعد نحو 100 مترا عن المسجد الأقصى المبارك ، وهي ضمن مساحة حي المغاربة الذي هدمه الاحتلال الاسرائيلي بتاريخ 11/6/1967م وحوّل حينها الحارة بأكملها الى ما يُطلق عليه زوراً وبهتناناً "ساحة المبكى" - وأشارت " مؤسسة الأقصى" أنها قامت بعدة زيارات ميدانية لموقع هذه الحفريات واطلعت على وثائق ودراسات وصور تؤكد ما أقدمت عليه أذرع الإحتلال ، وقالت "مؤسسة الأقصى" أن الاحتلال يدمّر الآثار والأبنية التاريخية الاسلامية في وقت يدعي أنه اكتشف موجودات أثرية يهودية تعود لفترة الهيكل الأول والثاني المزعومين ، حيث يخطط الاحتلال الى بناء مركز تهويدي ضخم على خمسة طوابق بعضها في عمق الأرض في الموقع المذكور تحت اسم " مبنى تراث المبكى – بيت هليبا " .

أذرع الاحتلال الاسرائيلي قامت بتدمير طبقات أثرية اسلامية كاملة

وقالت "مؤسسة الأقصى" في تقريرها إن " سلطة الآثار الإسرائيلي" نفذت وبتمويل من " صندوق حفظ إرث المبكى" – وهي شركة حكومية تابعة مباشرة لمكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية – حفريات واسعة على مساحة دونم ونصف الدونم – 1500م2- في المنطقة الواقعة في أقصى غرب منطقة البراق ، بدأت عام 2005م وتوقفت عام 2009م - نشير ان المنطقة شهدت حفريات في سنوات سابقة - وبمشاركة نحو 60 حفاراً يومياً ، وبمشاركة أدوات ثقيلة – جرافات – أحياناً ، بعمق نحو خمسة أمتار أسفل المستوى العام لـ "ساحة البراق" وعلى عمق أكثر من 13 متراً من المستوى العام لحارة الشرف – والتى استولى عليها الاحتلال عام 1967م ودمّر أغلب بناياتها الاسلامية والعربية وأقام عليها حي استيطاني أطلق عليه اسم الحي اليهودي - ، وأكدت "مؤسسة الأقصى" أن أذرع الاحتلال الاسرائيلي قامت بتدمير طبقات أثرية اسلامية كاملة خلال عمليات الحفر ، عقارات ، حوانيت ، أبنية سكنية وعامة ، منشئات مائية ، ومن ضمنها مسجد وبناية المدرسة الأفضلية ، علماً أن الاحتلال الاسرائيلي تعرّف واعترف خلال فترات حفرياته بأن هذه الابنية اسلامية التاريخ ، ولكنه تعمّد تدميرها وواصل عمليات الحفر والتدمير للطبقات الأثرية الاسلامية على التوالي ، ويعود تاريخ الأبنية الأثرية التي تم هدمها الى فترة أواخر الخلافة الأموية ، وفترة الخلافة العباسية ، الأيوبية والمملوكية والعثمانية ، وأشارت "مؤسسة الأقصى" أنه لم يبق من الموجودات الأثرية الاسلامية الاّ جزء قليل منها ، لا يعبر بشكل من الأشكال عن حجم البنايات الأثرية الاسلامية العريقة التي بنيت على مدار مئات السنين في الموقع المذكور ، وهذا ما تفيد به أيضا بعض المصادر العبرية .

مجازر بحق التاريخ والآثار والحضارة الاسلامية والعربية

وأضافت "مؤسسة الأقصى" أن أذرع الاحتلال الاسرائيلي تحاول إلغاء وجودة العمارة والحضارة التاريخية الاسلامية العريقة لمئات السنين - نحو 1400 عام - ، وكذلك محو تاريخ عربي امتدّ لآلاف السنين ( الفترة الكنعانية واليبوسية) ، وتدعي تاريخ عبري موهوم للموقع المذكور ، حيث ادعى الاحتلال أكثر من مرة أنه اكتشف موجودات أثرية من عهد " الهيكل الأول الثاني" المزعومين " ، كما يحاول الاحتلال إلغاء فترة العصور الاسلامية والعربية المتعاقبة والقفز عن التاريخ الاسلامي والعربي ، من خلال تركيزه على الفترة الرومانية .
وختمت "مؤسسة الأقصى" تقريرها بأن الاحتلال الاسرائيلي وأذرعه التنفيذية ترتكب مجازر بحق التاريخ والآثار والحضارة الاسلامية والعربية في القدس المحتلة ، خاصة في المنطقة الملاصقة للمسجد الأقصى المبارك ، في حين انتقدت "مؤسسة الأقصى" المؤسسات الدولية ذات الشأن في الحفاظ على الآثار ، التي تصمت وتقف مكتوفة الأيدي أمام هذه الجرائم الاحتلالية الاسرائيلية ، بل إن هذه المؤسسات الدولية ومن خلال مواقفها تتواطىء مع الاحتلال الاسرائيلي وتشجعه على الاستمرار بحفرياته التدميرية ، كما ودعت "مؤسسة الأقصى" جميع المؤسسات والمنظمات الاسلامية والعربية ذات الاختصاص الى تبنّيها مواقف وسياسات وتحركات عاجلة يمكن من خلالها التصدي لجرائم الاحتلال الاسرائيلي ، ومن أجل العمل على حفظ الموروث التاريخي الحضاري الاسلامي العربي في مدينة القدس المحتلة .

تعتبر أقدم وقفية للمغاربة في مدينة القدس

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، ذكرت في تقرير لها نشرته بتاريخ 15-6-2012، أن صورة تاريخية التقطتها طائرة "زيبلن"، وهي طائرة هوائية حربية ألمانية، حامت فوق المسجد الاقصى عام 1931، أظهرت وجود مسجد وبناية المدرسة الأفضلية في باحة البراق، قام الاحتلال الاسرائيلي بهدمها وإزالتها بعد الاحتلال الإسرائيلي للقدس عام 1967.
وقالت الصحيفة إن الباحثين تأكدوا بفضل الصورة، أن البناية والمسجد المرفق بها يعودان للمدرسة الأفضلية التي أقيمت في باحة البراق في القرن الثاني عشر بعد هزيمة الصليبيين.
وتجدر الإشارة إلى أن المدرسة الأفضلية شيدها الملك الأفضل نور الدين علي نجل صلاح الدين الأيوبي، حيث أشارت مخطوطة من القرن الخامس عشر إلى أن الملك الأفضل قام ببناء المدرسة قبل أكثر من 800 عام في قلب حي المغاربة في القدس العتيقة، الذي أزاله الاحتلال الإسرائيلي بعد عدوان حزيران، لإقامة ما يطلق عليه الاحتلال "ساحة حائط المبكى" .
كما تجدر الإشارة إلى أن المدرسة كانت تعتبر أقدم وقفية للمغاربة في مدينة القدس، حيث وقف الملك الأفضل للمغاربة المجاورين في القدس حارة لهم سنة 1192م ، وهي ما يحيط ويتصل بموضع البراق الشريف من أراض وغيرها، كما أقام لهم مدرسة عرفت باسم المدرسة الأفضلية، نسبة إليه، في حي المغاربة، وحولت إلى سكن للمغاربة الفقراء في أواخر الحكم العثماني، وتحولت إلى مسجد لاحقا، حتى دمرها الاحتلال عام 1967.
وتجدر الاشارة هنا أيضا أن "مؤسسة الأقصى" قد نشرت في عام 2007 صورا تاريخية لحي المغاربة تظهر في أحدها بشكل بارز قبة مسجد المدرسة الأفضلية – بحسب وبالاعتماد على ما ورد في بعض الدراسات البحثية الاسلامية لحارة المغاربة . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]