استعادت مدينة عكا مكانتها وتطورها خلال حكم العثمانيين وازدهرت المدينة أيام ضاهر العمر واحمد باشا الجزار، فقد قام ضاهر العمر بترميم الخانات وشيّد سوقَا تجارية وأعاد ترميم ميناء عكا، وحصّن أسوارها الغربية ونتيجة لذلك ازدهرت المدينة من الناحية الاقتصادية. وواصل احمد باشا الجزار المشروع العمراني بقوة اكبر فقام ببناء جامع الجزار على أنقاض جامع "يوم الجمعة " وكنيسة الصليب المقدسة. جامع الجزار يعتبر من أجمل المساجد في فلسطين بعد قبة الصخرة في القدس ، كما وقام الجزار ببناء خان العمدان وخانات أخرى وحصن المدينة، خلال هذه الفترة كانت عكا مركزًا اقتصاديًا هامًا في بلاد الشام ،التجار من حلب والمدن السورية وبيروت كان يعرجون إلى عكا وهم في طريقهم إلى بلاد مصر ليستريحوا في خاناتها ،لكن عجلة التاريخ والأيام لا تتوقف وحال عكا اليوم " لا يسر لا العدو ولا الصديق، مراسل "بكرا" تجوّل داخل الأسوار ليستطلع أحوال التجار في عكا القديمة ...

عدم وجود مواقف للسيارات وكثرة المخالفات تقض مضاجعنا

وقد قال عرابي عوف صاحب صالون صغير للحلاقة في البلدة القديمة :"نواجه العديد من التحديات والصعوبات في كسب رزقنا ،فعلى سبيل المثال عدم وجود مواقف للسيارات وكثرة المخالفات تمنع من اهلنا العرب في المنطقة الشمالية ارتياد عكا والابتياع منها ، فالبلدية بدل ان تسهل الامور علينا تصعبها واكبر دليل على ذلاك اقامة فندق" الفرسان" ،الذي ضيق الخناق علينا اكمثر ،في الماضي كانت مكانه ساحة واسعة تتسع لكثر من 500 سيارة واليوم يحتار الزائر اين يركن سيارته ؟!

على تجار عكا مواجهة الصعاب سوية

بدوره فقد قال هاني اسدي صاحب محل تصوير في البلدة القديمة :"عدة صعوبات وتحديات يواجهها اصحاب المحال التجارية الصغيرة في عكا وعلى رأسها عدم وجود مواقف للسيارات تسمح للزائرين زيارة البلدة القديمة بسهولة ،والمسؤول عن ذلك المؤسسات وبضمنها البلدية وشركة تطوير عكا، نلاحظ بين الفينة والاخرى ان البلدية تعمل وتحاول المساهمة بالتسهيل على التجار لكن العمل بطيئ جدا ولا يتماشى مع متطلبات العصر والسرعة ،عكا هي مدينة سياحية ولا تقاس بمثل باقي البلدات العربية ولذلك يتوجب على البلدية العمل اكثر على راحة الزائرين ،من جهة اخرى علينا نحن كتجار الاهتمام اكثر بمصالحنا والتكاتف لمواجهة الصعاب الاقتصادية والسياسية التي تهاني منها عكا.

ضريبة الارنونا على المصالح التجارية عالية جدا

اما عضو بلدية عكا احمد عودة (الجبهة ) فقد عقب قائلا :"لا اريد القول ان بلدية عكا تعرقل تطور التجار العرب في البلدة القديمة لكنها في احسن الاحوال لا تساعدهم بدليل ضريبة الارنونا العالية جدا ،وكما هو معروف البلد\ة القديمة هي سياحية ويرتادها السياح والزوار في نهاية الاسبوع وباقي ايلام الاسبوع لا يجد التجار قوت يومهم ،بالمقابل لو كانت البلدية جادة في دععمها للتجار لقامت بفعاليات تجارية وتسويقية داعمة كما في مدن اخرى ،واضاف عودة : المحلات التجارية في عكا تغلق ابوابها في الساعة الثالثة ظهرا لعدو وجود زبائن ومتسوقين ،وعليه كان الاجدر بالبلدية تخفيض الارنونا على المصالح التجارية الصغيرة وتشجيعها بابقاء محلاتهم مفتوحة حتى ساعات المساء ،واختتم:" في السابق كانت عكا محل انظار اهلنا من القرى المجاورة واليوم انقلبت الاية واضحى العديد من العكيين يتسوقون في قرى مجاورة كيركا مثلا".

البلدية عملت وما زالت بتدعيم اصحاب المحال التجارية في البلدة القديمة

بدوره عقب نائب رئيس بلدية عكا المحامي ادهم جمل قائلا: "لقد قامت البلدية بعدة اعمال وبرامج لتدعيم اصجحاب المصالح التجارية في البلدة القديمة ومنها :ترميم وصيانة السوق العمومي القديم بعكا ،وتسقيفه من حر الصيف والامطار في الشتاء ،ونحن كبلدية نعمل طيلة الوقت على تسويق عكا من خلال العديد من الفعاليات الفنية ومنها :مهرجان المسرح الاخر ،مسرح مسرحيد ،مهرجان الشرق الاوسط وفعاليات كثيرة في الاعياد العربية واليهودية على حد سواء ،كل هذه البرامج والفعاليات تهدف الى تدعيم النشاط التجاري في عكا ،بلدية عكا قامت في السنوات الاخيرة بتوسيع وانشاء مواقف عديدة للسيارات ليتسنى لزوارها زيارة عكا وركن سياراتهم بسهولة وبراحة ،ومؤخرا قامت البلدية بافتتاح مركزخدمات واستشارات ومرافقة المحلات التجارية الصغيرة مجانا ،وعن قضية الارنونا اختتم جمل:" بلدية عكا تعمل بحسب قوانين وزارتي الداخلية والمالية بهذا الخصوص ومع ذلك اشير الا ان ضريبة الارنونا المفروضة على المحلات التجارية في البلدة القديمة اقل بكثير منها في سائر عكا (الجديدة)".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]