يعتبر المصمّم ومهندس الديكور كريم رشيد من أكثر أبناء جيله إنتاجاً وخصب أفكار وتنوّع ابتكارات.

أكثر من 3000 تصميم منتج، أكثر من 300 جائزة، وأعمال في أكثر من 35 بلداً حول العالم.

أرقام ربما تعكس نشاط هذا المصمم الشاب وتشهد على حيويته، ولكنها بالتأكيد لا تختصره.

فالتنوع الذي يتوافر لكريم رشيد يتيح له إمكانيات فريدة من حيث تلاقح الأفكار، المواد، السلوكات والجماليات في كل جوانبها، ويسمح له بعبور الحدود الفاصلة بين الآفاق العريضة.

تصوّره للديزاين، لا ينحصر في عملية الابتكار أو الانتاج، بل يتعداه ليصل الى ما يسميه كريم«دمقرطة»التصميم.
وإذا كان صحيحاً أن توقيعه سلسلة أعمال تمتد من مطاعم في فيلادلفيا الى فنادق في أثينا الى معارض دوتشيه بنك وسيارات أودي مروراً بهويات سيتي بنك وهيونداي وصولاً الى سامسونغ ومنتجات اللوكس مثل شواروفسكي.

وإذا كان يصعب تعداد الأسماء التي تعاون معها كريم رشيد، فإنه من المؤكد أن أكثر من 20 مجموعة من أعماله تعرض بشكل دائم في غاليريات العالم كله.
ومن أجل ذلك فانه يعتبر الفائز الدائم لجائزة «دوت ريد» وجائزة «شيكاغو أتنايوم» لجودة التصاميم و«آي دي ديزاين». وتقديراً لأعماله الرائعة والتي أثرت عالم الديزاين، منحته كلية «أونتاريو للفن والديزاين» شهادة دكتوراه فخرية.

عدا عن التقديرات والمعارض الاستعادية التي نظمتها محافل فنية عالمية، من ساو باولو حتى نيويورك. بالاضافة الى كونه مدعوا دائما كمحاضر في العديد من الكليات والجامعات التي تعنى بالديزاين، حول العالم.
يقول كريم رشيد محاولاً اختصار فلسفته وخياراته وتصوراته:«لا أعتقد أن عملي هو حصري ونخبوي. بل على العكس، هو محاولة لدمقرطة المنتجات الفاخرة.

تقديم تصوّرات تسمح للجميع بحيازتها. أنا هنا من أجل دمقرطة الديزاين، لعمل أمكنة أفضل لكل العالم، أمكنة أكثر حرارة وعاطفة، أمكنة أكثر رفاهية وراحة وأكثر جمالاً، ولكل العالم.
أعتقد أنه يمكننا العيش في عالم مختلف كلياً، مليء بالأشياء المعاصرة والملهمة.
فضاءات، أمكنة، عوالم، روحانيات، تجارب، تصورات ومفاهيم ثقافية للعالم. لقد ابتكرنا الأنظمة، المدن، التصنيع، لقد ابتكرنا كل شيء. الآن، رغبتي الحقيقية، هي أن أرى الناس يعيشون في حركة عصرنا. يشاركون في العالم المعاصر.

ويتحررون من الحنين. التقاليد البالية، الطقوس القديمة، الإحساس المتدني، وأن يكونوا واعين وحساسين، يستمعون الى العالم في هذه اللحظة. وإذا كانت الطبيعة الانسانية، تميل للعيش في الماضي، فإنه من الضروري العمل على تغيير العالم وتغيير هذه الطبيعة.

إنني أمارس هذا في كل أعمالي. إن كان في الفضاءات العامة أم في الداخل أم في المنتجات والأشياء أم في الفن. أعمالي تنبع من وجودنا الانساني، من التقنية المعاصرة، من السلوكات الانسانية الجديدة، من العمل الاجتماعي، السياسي والفني.

أحس بأنه ينبغي علي أن استلهم من كل هذه الأشياء. وهذا هو هدفي». لا يتوانى كريم رشيد عن الذهاب بعيداً في كل خياراته المتميزة، فهو مع المواد بكل أصنافها وأنواعها الطبيعية والصناعية. ومع الألوان بكل درجاتها ومتغيراتها وإيقاعاتها المعروفة والمبتكرة. ومع الأشكال بكل أجناسها وطبائعها، وأبعادها.

أما المروحة البالغة الاتساع لمبتكرات كريم رشيد فلا تزال تتوسع، لتشمل كل مرة أشياء جديدة، تغطي مساحة مختلفة من الحياة اليومية المعاصرة، من اكسسوارات المكتب مروراً بقساطل النباتات وأدوات المطبخ والكراسي والطاولات والكنبات والمقاعد وصولاً الى ساعات اليد والأحذية النسائية.

ومن المطاعم والفنادق والشقق السكنية والمعارض وصالات العرض وصولاً الى محطات المترو، بعدما أنجز كريم رشيد محطات مترو مدينة نابولي الايطالية التي تعتبر الآن واحدة من أجمل محطات المترو على مستوى العالم من حيث التصور الفريد الذي وضعه لها هذا المهندس، والذي نادراً ما نجد أعمالاً تشبه صاحبها، مثل أعماله الرائعة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]