لم يكتفي المجتمع الاسرائيلي بفرض عنصريته وتهجمه على الاديان في الشوارع الاسرائيلية واروقة الحكومة، الا انه وجد ان محطات التلفزة الاسرائيلية منبرا له لبث تهجمه على الاديان بشكل تهكمي ساخر.

فقبل عدة ايام وعبر برنامج "הפרלמנט של שאולי" (برلمان شاؤولي) الذي يبث حاليا عبر القناة الثانية قام البرنامج بالتهجم والتهكم على مساجد المسلمين مستبيحا في ذلك حرمة الاديان ومشاعر المسلمين دون أي تردد او خجل، فقد قام ممثلو البرنامج بالتساؤل بشكل ساخر اذ كان البيت الذي اتوا ليستأجروه مسجد!! وذلك كوسيلة للسخرية من المساجد ومبناها العمراني. لم يكتفي ممثلي البرنامج بهذا القدر من السخرية , بل اكملوا انحطاطهم الاخلاقي باستمرارهم بالتهكم والاستهزاء ايضا من رائحة المساجد لحظة دخول البيت واصفين رائحته برائحة مساجد المسلمين!!

الدكتور رائد فتحي: انها عنصرية دينية تفوح منها رائحة الحقد على الاسلام

وفي تعقيب للدكتور الشيخ رائد فتحي على الموضوع قال :" يشكل المسجد رمزا من رموز الاسلام بل هو رمز من رموز التدين عامة فهو مكان للعبادة والتوحيد الخالص والمسجد هو محل كرامة الله لخلقه , فهو دار ضيافته , وانما كانت المساجد في الاسلام متواضعة لتحقق كمال العبودية لله, وقد سمى القران الكريم من يحاربون المساجد بالظالمين, فقال الله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَـئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَآئِفِينَ لهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ) وعليه فأن ما قامت به القناة الثانية من استهزاء بالمساجد ان هو الا استهزاء بمشاعر مليار ونصف الميار مسلم , كما انه عنصرية دينية تفوح منها رائحة الحقد على الاسلام, سيما ونحن على اعتاب شهر رمضان المبارك وتأسيسا على ما مضى فأننا نطالب القائمين على البرنامج والقائمين على القناة التلفزيونية بالاعتذار العلني للمسلمين. اقول هذا مع تأكيدي على تذكير المسلمين بضرورة تنظيف المساجد وتطهيرها تهوئتها وتعطيرها وتبخيرها لأن ذلك كله من سنة النبوية , واختم بقوله تعالى :" (وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ (65( لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَآئِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَآئِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُواْ مُجْرِمِينَ)

فن العمارة الإسلامية

وعن فن العمارة الإسلامية قال الشيخ فتحي: للعمارة الإسلامية شخصيتها وطابعها الخاصُّ المميِّز، والذي تتبيَّنُه العينُ مباشرة، سواءٌ أكان ذلك نتيجة للتصميم الإجمالي، أم العناصر المعمارية المميِّزة، أم الزخارف المستعمَلَة.

وقد نبغ المهندس المسلم في أعمال الهندسة المعمارية؛ حيث وضع الرسوم والتفصيلات الدقيقة والنماذج المجسّمة اللازمة للتنفيذ، إلى جانب المقايسات الابتدائية، ولا شَكَّ أن كل هذا قد احتاج منه إلى التعمُّق في علوم الهندسة والرياضة والميكانيكا، تلك التي برع فيها المسلمون كما سبق أن رأينا وبيّنّا في المقالات السابقة.

إن روعة العمارة تعبر عن روعة الحضارة التي أنشأتها، وذلك قانون تاريخي كما يقول ابن خلدون: "إن الدولة والمُلْكَ للعمران بمنزلة الصورة للمادَّة، وهو الشكل الحافظ لوجودها، وانفكاك أحدهما عن الآخر غير ممكن على ما قُرِّرَ في الحكمة؛ فالدولة دون العمران لا يمكن تصوُّرها، والعمران دونها مُتَعَذَّرٌ، فاختلال أحدهما يَسْتَلْزِم اختلال الآخر، كما أن عدم أحدهما يُؤَثِّرُ في عدم الآخر".

وأختتمت د. رائد فتحي قوله: لا شك أن هذا الإبداع يستحق منا كل التقدير لا التحقير عليه نرفض كل تحقير لصورة مساجدنا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]