زار يوم الخميس الماضي، متطوّعو مخيم التطوّع الدوليّ الثاني - البلد بدها دفشة، قرية العراقيب التي هُدمت للمرة الأربعين خلال سنتين، في تعبير عن تضامن المتطوّعون الأجانب والمحليون مع سكان هذه القرية الصامدون والذين يرفضون سياسات التهجير والقمع التعسفية الاسرائيلية.

وقد عمل المتطوّعون على تنظيف مقبرة القرية من الأوساخ شتى، كما وقاموا بزرع خمسة أشجار زيتون آملين ألا تقوم جرافات الـ"كيرن كييمت" باقتلاعها، كما اقتلعت أزيد من 4500 شجرة زيتون وتين خلال العامين المنصرمين من أراضي العراقيب.

الشيخ صياح الطوري يسرد تاريخ كامل من الهدم والتشريد

هذا وتحدث الشيخ صياح الطوري – عميد قبيلة الطوري وقرية العراقيب للمتطوعين عن أهمية العمل الذي يقومون به، وشرح لهم عن تاريخ القرية التي بُنيت قبل دولة اسرائيل، وقامت اسرائيل بهدمها للمرة الأولى في النكبة وقتلت 21 من أبناءها، كما قال. وأكد أن العراقيب هُدمت للمرة الثانية في 28-7-2010، والتي كانت المرة الأولى من سلسلة جرائم الهدم الجديدة، والتي جاءت بعد أن كانت الـ"كيرن كييمت" قد قامت برش محاصيل العراقيب الزراعية من زيتون وتين وعنب بالمواد السامة عبر الجو منذ العام 1999 وحتى 2004 حين صدر قرار محكمة العدل العليا والذي يمنع رش المحاصيل بالسموم عبر الجو، فقامت جرافات الكيرن كييمت بإقتلاع الأشجار من أرض العراقيب مرة تلو الأخرى، مخالفة القوانين بوضع بلاغ عن نيّتها بفعل ذلك قبل تنفيذه ببضع ساعات وأحيانا دقائق، قبل أن تبدأ عمليات الهدم للمباني السكنية قبل عامين. وأكد الشيخ صيّاح وابنه عزيز الطوري والذين قدما مداخلة عن القرية وتاريخها أن قوات معززة من الشرطة وحرس الحدود والخيّالة والقوات الخاصة وصلت الى العراقيب بعد الهدم وأحضرت أكثر من 400 شاحنة لنقل المباني المهدومة من العراقيب الى مزبلة دودائيم المجاورة في محاولة لمحو آثار الجريمة التي ارتكبوها وإخفاءها عن أعين الصحافة والصحافيين، كما أكد الشيخ صيّاح، والذي اتهم نتنياهو وأذرع الحكومة بأنهم أكبر مجرمون على وجه البسيطة في محاولة لاقتلاع أهالي قرية العراقيب من أراضيهم. وناشد الشيخ صياح المواطنون العرب ولجنة المتابعة وكل القيادات العربية أن تواصل دعمها للعراقيب ليتمكن سكان هذه القرية الصامدة من مواصلة النضال لتحقيق حقهم الشرعي والقانوني في أراضيهم. واختتم أقواله بالإشارة الى أن أكبر جريمة ترتكبها اسرائيل هي اقتلاع بدو النقب من أراضيهم واقتلاع أشجارهم وبدل ذلك تقوم بتشجير وزراعة غابات جديدة على أراضيهم في محاولة لترحيلهم عن الأرض التي ورثوها عن اجداد أجدادهم...

من جهته شكر عزيز الطوري المشاركين في مخيم العمل التطوّعي ومساهمتهم في تنظيف مقبرة القرية، وتشغيلهم لأطفال القرية والترفيه عنهم قليلا في ظل هذه الأوضاع الصعبة التي يعانونها. في حين طالب والده الضشيخ صيّاح المتطوّعون الأجانب القادمين من ايطاليا، اسبانيا، ايرلندا، فرنسا، ألمانيا وهولندا الضغط على حكوماتهم المحلية والبرلمان الأوروبي لدعم صمود العراقيب ودفع اسرائيل للاعتراف بالقرى البدوية الـ45 غير المعترف بها، مستنكرا أن هذه الدولة الوحيدة التي لا تعترف بقرى سكانها في العالم أجمع!!

المتطوعون ...لم نعرف بجرائم النظام

وقد أكد المتطوّعون الأجانب على وجه الخصوص أنهم لم يكونوا على علم بالجرائم التي ترتكبها اسرائيل بحق مواطنيها العرب الفلسطينيون، وأن هذه التجربة كانت فريدة من نوعها. كما عبّروا عن رضاهم في دعم صمود أهالي العراقيب ولو قليلا بالأمور البسيطة التي قاموا بها...

هذا وسيباشر المتطوّعون اليوم الجمعة في ترميم القاعة الثقافية في بلدة الطيرة في المثلث الجنوبي، وسيقمون بأعمال تطوّعية شتى في المدينة، قبل الانتقال يوم غد السبت الى الطيبة...

وكان المتطوعون قد زاروا جمعية نساء اللقية في اللقية وتعرفوا على نشاط هذه الجمعية التي تأسست عام 1986 لتدعيم النساء وتوعيتهن وتثقيفن. كما شاركوا في تفعيل أطفال قرية العويجان غير المعترف بها المحاذية للقية، واستمعوا لشرح عن القرية بشكل عام.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]