باجواء من الفرحة والسرور، استقبل العشرات من اهالي مدينة الطيرة والمنطقة، قبل قليل، الاسيرة المحررة ورود ماهر قاسم من المدينة، والتي قضت في السجون الاسيرة مدة تزيد عن الستة سنوات بعد ادانتها بتهم امنية مختلفة ابرزها كان محاولة تنفيذ عملية تفجير في مدينة رعنانا.

وقد برز من بين الحضور والد الاسير الامني ابن الطيرة راوي سلطاني وسكرتير التجمع الوطني في الطيبة محمد حاج يحيى وآخرون.

ويفيد مراسل موقع بكرا ان العشرات من اهل واصدقاء الاسيرة المحررة ورود قاسم كانوا باستقبالها امام سجن الشارون ورافقوها حتى وصولها لمدينة الطيرة.

الفرح ممزوج بالحزن

وفي حديث لمراسل موقع بكرا مع الاسيرة المحررة ورود قاسم قالت:" اشعر بالفرحة الكبيرة الان، وهي فرحة لا يشعر بها الا كل اسير محرر، هو شعور لا يوصف، لانني عدت اخيرا الى احضان عائلتي واصدقائي، لكن شعوري ايضا ممزوج بالحزن نوعا ما لانني تركت ورائي اسرى واسيرات داخل السن منهم من اعتقلوا قبل اوسلو ومن المفروض ان يتحرك العالم لاجلهم، مع العلم ان هؤلاء الاسرى والاسيرات قضوا زهرة حياتهم داخل السجون ليس لانفسهم وانما للدفاع على قضايا الامة العربية بشكل عام، يجب ان نقدم لمثل هؤلاء الاسرى ابسط الامور والعملية فالمظاهرات والشعارات والتنديد وحده لا يكفي، وحسب رايي المجتمع يهمل بملف الاسرى".

اهانات، أعتداء من قبل النحشون وسخط الجنائيات

وعن معاناة الاسرى داخل السجون قالت ورود:" اولا المعاناة التي يعاني منها الاسير هي نفسها المعاناة التي تعاني منها الاسيرة وبنفس الدرجة لكن مع صعوبة طفيفة على الاسير، شخصياً كنت اواجه صعوبتين رئيسيتين منها التنقل قبل المحكمة، حيث كانوا ينقلونني قبل موعد اجراء المحكمة بايام الى سجن الرملة ومن ثم الى المحكمة، والكل يعلم ما هي ظروف سجن الرملة، حيث ان السرير هناك عبارة عن كتلة اسمنت، وبالكاد كنا نحصل فيه على البطانيات وما شابه واكنت في اغلب الاحيان تكون غير صالحة الاستعمال، وايضا قضية التنقل من سجن لسجن آخر لانني سأكون وقتها مضطرة لكي اعتاد على الاجواء الجديدة والادارة الجديدة للسجن، كذلك كانت الاسيرات يتعرض للاعتداء من قبل القوات الموجودة داخل السجون وخصوصا من وحدة نحشون، كنا نقدم شكاوى لكن بدون جدوى، وصعوبة اخرى لا يمكنني تجاهلها هي وضع الاسيرات الامنيات بنفس القسم مع اسيرات على خلفية جنائية وهنا كنا نتلقى الشتائم والاهانات، هذا الى جانب لوعة الاشتياق للحرية والاهل والاصدقاء".

خيبة أمل من صفقة شاليط

وعن شعورها من عدم اطلاق سراحها سوية مع الاسيريتين لينا جربوني وخديجة ابو عياش في صفقة شاليط، بعد اعلان الجانب الفلسطيني عن هدفه من إخلاء السجون الاسرائيلية من الاسيرات والاسرى القاصرين قالت ورود قاسم:" الاسيرة خديجة ابو عياش اكرمها الله بالحرية بعد شهرواحد فقط من اتمام الصفقة، لكن كان هناك لدينا شعور بخيبة الامل والاستياء من نتائج الصفقة ومردودها علينا (انا ولينا الجربوني)، لم نعلم اين سنكون، كان على الجانب الفلسطيني قبل توجهه الى المفاوضات بهذا الشأن أن يدرك ان اسرى عرب الداخل هم جزء من الشعب الفلسطيني والا يتهاون مع الاسرائيلين بادعاءهم ان لا شان للجانب الفلسطيني باسرى عرب الداخل لانهم مواطنين اسرائيلين، علما اننا تلقينا وعودات بعد المرحلة الاولى من الصفقة انه سيتم اطلاق سراحنا مباشرة، وكانت هذه الوعودات من الجانب الفلسطيني والوسيط المصري".

وردا على سؤال وجهه لها مراسل موقع بكرا، حول انتصارات هناء شلبي وخضر عدنان في معركة الامعاء الخاوية، قالت ورود:" هناء شلبي قضت معي فترة تزيد عن 30 يوما وكانت مضربة عن الطعام، كنا نشجعها ونشد على يديها من اجل المواصلة، من ناحية اخرى هي كانت قوية جدا وشجاعة وتملك الارادة، ومن يملك الارادة فانه يحقق هدفه، حسب رايي ان الطريقة الوحيدة التي من الممكن للاسير ان يحصل فيها حقوقه هي الاضرابات، لان اسرائيل لم تسمح لنا بالتفاهم معها الا عبر هذه الطريقة فقط".

وعن رسالتها لابناء شعبه خارج السجن قالت ورود قاسم:" اوجه رسالتي لابناء شعبي بشكل عام وخصوصا قيادته بشكل خاص، كوزارة الاسرى ونادي الاسير،ان يقوموا بمتابعة ملف الاسرى اكثر، بقي في السجون 5 اسيرات فقط، ومن هنا اوجه رسالتي على الجميع الا يدخروا جهدا لاطلاق سراحهن باسرع وقت ممكن، لانهن يعانين من ظروف صعبة للغاية، يقضين اوقاتهن بي الاسيرات الجنائيات ولا ييستطعن النوم حتى من التصرفات المخزية الموجودة داخل السجن، وعلى الرغم من اننا كنا نتوجه بالشكوى الا انهم كانوا يردوا علينا انه لا يوجد حل لان هؤلاء الاسيرات الجنائيات هن اسيرات يقضين اوقاتهن هنا بشكل مؤقت، وبدلا من ان تقوم وحدة النحشون بتكرار نقلهن فانهن يجب ان يكونوا هنا، وهذه وعودات كاذبة لان هناك اسيرات منهن كن يبقين في القسم لفترة كبيرة، لي رسالة اخرى اوجهها باسم الاسيرة لينا الجربوني التي تركتها ورائي في السجن بوضع صعب، فهي تعاني من التهاب في كيس المرارة، وعندما عرضت على طبيب السجن في عيادته تأزم وضعها مما اضطر الى نقلها الى مستشفى مئير في كفار سابا، وهنا تفاجئ الطبيب من ان الادوية التي كانت تتلقاها لينا بناء على طلب طبيب السجن هي غير ملائمة لها".

الأسير بحاجة إلى الدعم الجماهيري

وعما اذا كان الاسرى في السجون يسمعون عن التحركات التضامنية معهم في الخارج قالت ورود:" الفضائية الوحيدة التي كان يسمح لنا بمشاهدتها وكانت تعرض ملف الاسرى هي تلفزيون فلسطين، كنا نفرح بمشاهدة شعبنا يتحرك لكننا نريد نشاط اكثر، لا نريد ان نسمع كلاما فقط، نتأمل من قيادات شعبنا ان تتحرك لان الاسرى يستحقون منهم التعب والجهد، لانهم لم يدخلوا السجون من اجل انفسهم وانما من اجل حرية شعب باكمله".

اما امجد قاسم شقيق ورود قاسم فقال:" نحن سعداء جدا باطلاق سراح شقيقتي ورود، ونحمد الله ان خروجها كانت قبل حلول عيد الفطر السعيد، وأسأل الله خصوصا ونحن في العشر الاواخر من شهر رمضان ان يطلق سراح جميع الاسرى والاسيرات، كنا ننتظر هذا اليوم بفارغ الصبر، ومن هنا نتقدم بالشكر الجزيل لعضو الكنيست الشيخ ابراهيم صرصور والمحامية اسمهان عبد الهادي بالشكر الجزيل للجهد الجبار الذي بذلوه من اجل اطلاق سراح شقيقتي ورود فكل الاحترام لهم باسم جميع العائلة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]