استضافت مؤسسة محمود درويش للابداع في كفر ياسيف مساء أمس الثلاثاء، امسية ادبية كانت ضيف الشرف فيها الكاتبة والاديبة والمخرجة السينمائية ليانة بدر، وشاركها في الامسية الكاتب المقدسي محمود شقير ومحمد علي طه، بينما تولى عرافة الامسية عصام خوري مدير المؤسسة.

غصت قاعة المؤسسة بالحضور من مختلف اطياف المجتمع: شعراء، ادباء، نقاد وغيرهم. وكان اول المتحدثين الأديب طه الذي قام بسرد ونقد روايات الكاتبة الفلسطينية باسهاب، تلاه في النقد الكاتب شقير (وهو من مواليد القدس عام 1941). شقير لم يفصل منذ عقود اربعة بين الكتابة الادبية المبدعة واخلاقية الثقافة، وقد انتمى شقير منذ بداياته الى النسق الادبي الفلسطيني الذي رأى في الثقافة الديموقراطية نهجا في النهوض والمقاومة. شقير حاز على جائزة محمود درويش للثقافة في العام الماضي ..

نبذة عن سيرة ليانة بدر
الكاتبة والاديبة الفلسطينيى ليانة بدر، هي زوجة ياسر عبد ربه. ولدت في القدس عام 1952 وانتقلت لاحقا الى اريحا حيث كان والدها يعمل طبيبا هناك، وفي عام النكسة نزحت مع عائلتها الى الاردن كما العديد من ابناء شعبنا الفلسطيني، ودرست في الجامعة الاردنية كما اكملت دراستها في بيروت بعد خروجها من الاردن في أعقاب احداث ايلول الاسود عام 1970. عملت كصحافية في بيروت بين الاعوام 1975 – 1982، وعايشت احداث لبنان المأساوية وما مر به شعبنا الفلسطيني في المخيمات من تل الزعتر الى صبرا وشاتيلا واقتحام الجيش الاسرائيلي لبيروت ومن ثم النزوح الى دمشق ومن هناك الى تونس، والعودة اثر اتفاقية اوسلو الى رام الله. قامت بدر بإخراج أول فيلم سينمائي عن الشاعرة فدوى طوقان في العام 1999، ومن اهم رواياتها: "بوصلة من اجل عباد الشمس"، عين المرآة. كما كتبت قصصا عديدة للأطفال. 

الشتات جحيم
وقد تحدثت بدر عن تجربتها في حياة المخيمات اللبنانية، خاصة في مخيم شاتيلا حيث عملت هناك وعاشت لسنوات، وعايشت القتل على الهوية في الحواجز بين بيروت الشرقية والغربية في اواخر السبعينات وبداية الثمانينات من القرن الماضي. وقد برز تاثرها من خلال رواياتها عن تلك الحقبة الصعبة من تاريخ شعبنا الفلسطيني. واسهبت بدر بالحديث عن مأساة الفلسطينيين وخاصة في تل الزعتر وجريمة صبرا وشاتيلا التي شارك فيها حزب الكتائب والجيش الاسرائيلي. وتابعت: "تجربتنا في لبنان علمتنا درسا كبيرا، وهو ألا نثق بالانظمة العربية التي عملت على ارض الواقع من أجل تفتيت وتقتيل ابناء شعبنا، والمستقبل هم الشعوب ولو اخطئوا".

واختتمت بدر بالتفاصيل توثيق ما جرى للشعب الفلسطيني من خلال بحثها وسماع شهادات حية وخاصة الاعدامات في الساحات العامة للمئات من سكان المخيمات من قبل احزاب ومليشيات لبنانية: "بعد النزوح من بيروت الى تونس كان البعض يظن اننا نعيش في (مهد عيسى)، لكنني اقول ان الشتات جحيم حتى لو كان ارقى واعظم الدول حضارة".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]