كانت في البداية تعني غرف النوم، ثم تمددت لتشمل صالة الحمام... والآن أصبحت في أحيان كثيرة تعني كل الغرف.

ولهذا يقال «بياضات» المنزل. ولكن لنعد الى البداية، حكاية طويلة ومستمرة، كانت بدايتها من غرف النوم.

«بياضات»... حولتها مخيلات المبدعين الى لغة حوار وتعبير ساحرة، مشبعة بأناقة الأشكال ورونق وحيوية الألوان.
فنبراتها اللونية الساطعة تتفجر بإيقاعات صاخبة تخرج عن المألوف، وتعيد ترتيب الأجواء داخل فضاءات غرف النوم الحميمة والحمامات وغيرها من الفضاءات المنزلية التي تلامسها تلك المجموعات باكسسواراتها.

حرائر وأقمشة قطنية منوعة، كانت تطل علينا في الماضي ضمن مجموعات رصينة الأشكال والألوان، تخرج اليوم بملامح جديدة تكحلها علامات الجسارة والجاذبية والابداع.

وهكذا كانت نهاية اللون الأحادي، والأشكال الرتيبة التي تراجعت الى الظل لتفسح في المجال لمبتكرات ثرية بأشكالها وغنية بألوانها، ألوان ثمرية حامضة وأخرى مستعارة من نبرات ألوان أزهار الحدائق والحقول البرية والتي تزرع من خلال طاقاتها وحيويتها البالغة مناخات جديدة وسط ديكورات الغرف الصامتة الألوان.

موضة» بياضات المنزل أصبحت تجاور الأزياء والديكور، تتبع المواسم وتنسج التيارات والأساليب الخاصة بها.
وهي لهذا العام مشبعة بالأفكار الجديدة، والألوان الزاهية، حالمة حيناً وصاخبة حيناً آخر ولكنها جسورة في مراتبها.

تساهم في خلق مناخات جديدة في المنزل، فتكشف عودة مذهلة للموتيفات الكبيرة من الأزهار والورود والأشكال الهندسية من مربعات وخطوط، وذلك بسيناريوهات متعددة تتراوح بين الباروكي والحديث والرومانسي والأجواء الاستعادية والمعالجة بلمسات من التجديد والعصرنة.

المولعون بأجواء السبعينات سيجدون، هذا الموسم، ما يعزز شعورهم بالغبطة، وهم يفتحون ابواب غرفهم الحميمة لاستقبال اجوائها، وذلك من خلال تلك التصاميم المدهشة لأغطية السرير والوسائد ومناشف الحمام التي تفيض بحدائق الأزهار والنقوش النباتية والخطوط الهندسية والأشكال والألوان المطعمة بنكهة من الجنون.

هذه الايقاعات الكبيرة الناعمة أم الصاخبة، والتي كانت تلاقي إعجابا كبيرا من الأجيال السابقة، تعود اليوم ولكن بأسلوب جديد لا يشبه السابق، فهي أكثر حسية وإثارة بألوانها الناعمة حيناً أو المتمردة المتصادمة احيانا، تعكس ميول وطبيعة هذا العصر ومزاجه بشكل أكثر أمانة. يكتسي السرير بأغطية ومفارش مدهشة مزخرفة بباقات من الأزهار الهائلة، بحجم XXL، تتقاطع أحياناً مع خطوط ودوائر وأشكال هندسية، مزخرفة بألوان مبهرجة مشبعة.

ناحية الألوان نجد تألقا مدهشا للأصفر والأحمر والزهري الناعم فوق أرضيات من الألوان البيضاء الناصعة او الداكنة والتي تخلق نوعا من المواجهات اللونية الناعمة والصادمة.
لكن الأزهار والنقوش الهندسية والخطوط ليست هي الزخرفة الوحيدة التي تبرز فوق اقمشة المفارش والوسائد والأغطية، فهناك صياغات أخرى متعددة بألوان رصينة هادئة، وأخرى اكثر حرارة أو تباينا والتي نجدها تبرز في أنماط من ديكورات غرف النوم الحديثة، وأجواء بعض الغرف الذكورية الطابع.

كما نجد أيضا بعض من الأجواء الكلاسيكية الريفية والتي تمنحها التصاميم وبلمسة مخففة طابعا اكثر حداثة.
لا تهمل بعض مجموعات بياضات المنزل ان تتوقف عند غرف الأطفال لتشعلها بأجواء مرحة زاهية فوق اقمشة من القطن والبوبلين والموسلين، وتمنح ديكوراتها بعداً جمالياً لا ينسى.

اضافة الى عودة لبعض الأنماط التقليدية الأصيلة من صياغات جديدة للنقوش الهندسية التقليدية الأصيلة والتي تستعيدها الموضة بألوان واشكال عصرية دون المساس بروحية طابعها وأجوائها التي تحتضن بين ثنايا أقمشتها الناعمة خيالات منازل الطفولة وذكرياتها الجميلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]