تتزايد في هذه الفترة الاعتداءات المتواصلة من قبل الشبان اليهود على المواطنين والشبان العرب، حيث يدور الحديث في معظم الحوادث عن دوافع وخلفية عنصرية وقومية، ثلاثة حوادث من هذا القبيل سجلت في الاسابيع الاخيرة، اولى هذه الحوادث كان ضحيتها  جمال جولاني من القدس، الذي كان يتجول في شارع يافا بالقدس، وفجأة اعترض طريقه وتعرض له حوالي 40 شابا يهوديا واعتدوا عليه ليصاب بجراج خطيرة، شأنه شأن الشاب ابراهيم ابو طاعة (24 عاما) الذي تعرض لاعتداء في حي كتمون بالقدس، حينما كان عائدا من عمله سويا مع زملائه اليهود، والملفت للنظر ان المعتدين لم يتعرضوا لزملائه اليهود بل تعرضوا له فقط.

الحادث الاخير وقع مع الشاب نسيم ابو رموز من راس العامود، والذي يعمل في محطة وفود بمنطقة بيت هكيريم في القدس، حيث اعتدى عليه شبان يهود وشتموه بعبارات عنصرية.

والجدير ذكره ان هناك العديد من المواطنين في القدس الشرقية عبروا عن استنكارهم لمثل هذه الحوادث المتكررة، مؤكدين على "أنهم يتعرضون لمثلها يوميا من قبل المستوطنين الشباب". مراسل موقع بكرا تحدث مع عدد من الشباب في المثلث واخذ انطباعاتهم جراء هذه الحوادث:

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك

عرب عرار:" هناك تخوف قليل من التعرض لمثل هذه الحوادث لكنني استبعد ان يحدث معي شئ كهذا"

" بالنسبة لموضوع الارهاب اليهودي ضد العرب حسب رأيي نعم يوجد ارهاب كبير جدا ضد العرب، وللأسف يتزايد من يوم الى اخر، لان المجتمع اليهودي منذ قيام الدولة يتغذى على العنصرية ضد العرب ومن ثم تتحول وبشكل سريع الى ارهاب" بهذه الكلمات افتتح الشاب عرب عرار من قرية جلجولية حديثه لمراسل موقع بكرا، وأضاف:" من الجروح التي بقيت مفتوحة ولن تندمل من حوادث الارهاب اليهودي وهي اكبر دليل عليه ومثال حي أيضاً هي مجزرة شفاعمرو التي وقعت بالرابع من شهر آب عام الـ 2005، وكان منفذ العملية الارهابي نتان زاده، وغيرها من الحوادث التي تدل على ان هذا الشعب مفعم في الارهاب ويتغذى على ذلك، فكثير من الاحزاب اليهودية في الكنيست تأخذ اصوات اليهود لانهم يعتقدون ان الارهاب ضد العربي هو وسام شرف".

تصريحات مفبركة

اما بالنسبة لتصريحات نائب رئيس الوزراء موشي يعالون فقال عرب عرار:" انها مجرد تصريحات مفبركة من الدرجة الاولى هو يريد كسب الصوت العربي للمعركة الانتخابية المقبلة وهذه التصريحات مجرد قناع ليأخذ اصوات العرب لحزب الليكود لان الانتخابات على الابواب وهذه دعاية انتخابية بشكل غير مباشر". وتابع قائلاً:" بصراحة يوجد هناك تخوف قليل نوعا ما من التعرض لمثل هذه المواقف في البلدات اليهودية لكنني شخصيا لا اقوم بالتواجد هناك بشكل مكثف، واستبعد ان يحدث معي شئ كهذا".

 فادي برانسي:" الارهاب اليهودي اتى نتيجة للتربية العنصرية والكراهية ضد العرب التي نشأ عليها قسم كبير من الشباب اليهود"
 
اما فادي برانسي وهو من مدينة الطيبة فقال:" أولاً اسباب هذه الظواهر هي التربية والنشأة التي يتربى عليها الشباب اليهود بالدولة، حيث ان بداية هذه المظاهر هي بدون شك تنامي العنصرية في نفوس اليهود الامر الذي تحول مع الوقت الى تعصب اعمى وكراهية الاخر خصوصا العربي، وهذا بالطبع ما تحاول الاحزاب الصهيونية بثه لجمهورها، وهنا اود ان اتطرق لامر ان الارهابيين اليهود كانوا في الماضي يتواجدون في الشارع فقط اما الآن فإنهم يتواجدون في الكنيست امثال عضو الكنيست ميخائيل بن آري الذي اعتبره ارهابي من منطلق تمزيقه للانجيل، كذلك اعضاء حركة تاج محير الذين احرقوا المسجد بطوبا والعديد من الحوادث المشابهة".

ومضى يقول:" حسب رأيي تصريحات يعلون هي تمثيلية كبيرة، فالجميع يعلم ان الحكومية الحالية تعتبر دفيئة للمستوطنين الذين يخرج من بينهم الارهابيين اليهود، فمن غير المعقول ان يتحدث يعلون عن الارهاب وحزبه يقوم برعاية الارهابيين، اعتقد ان جميع العرب في البلاد معرضين لمثل هذه الحوادث لكنني شخصيا لا اخشاها لان شعوري بعروبيتي وفلسطينييتي كبير جدا خصوصا عندما اتواجد في البلدان اليهودية".

وإستطرد فادي برانسي قائلاً:" صحيح ان هذه الحوادث عادة ما تحصل في البلدان المختلطة لان الاحتكاك هناك اكبر لكن هذا لا يعني ان الارهاب اليهودي له مكان محدد، فهو منتشر في كل مكان".

زاهر شريف:" الحديث عن وقف حوادث الارهاب اليهودي ضد العرب سيبقى هباء حتى تقوم الحكومة بوقف ارهابها تجاه المواطنين العرب"

من جانبه قال زاهر شريف من مدينة قلنسوة:" اعتقد ان الارهاب اليهودي ليس من اليوم، وهذه الحوادث التي نراها ما كان لها ان تتزايد لولا كانت تتلقى الدعم الرسمي، من جهة اخرى صحيح اننا نرى هذا الارهاب يتزايد لكن علينا الا نتناسى انه كانت تحدث حوادث منذ زمن بعد مثل مجزرة الحرم الابراهيمي التي نفذها الارهابي باروخ جولديشتين، حسب رايي الحديث عن وقف المد الارهابي اليهودي بحق المواطنين العرب في البلاد سيبقى تصريحات كتصريحات يعلون بدون تنفيذ ما دمت الحكوة نفسها تمارس الارهاب ضد المواطنين العرب والدلائل واضحة على ذلك مثل يوم الارض، هبة القدس والاقصى، مجزرة كفر قاسم وغيرها الكثير، فوجود حكومات ارهابية تجاه مواطنيها يسمح بتنشأة ارهاب يهودي بحق المواطنين العرب".

وأردف قائلاً:" اكث ما يقلقني هو ان المشتبهين الذين تعتقلهم الشرطة بشبهة تورطهم في هذه الاعمال هم صغار السن وهذا يبين مدى صعوبة مستقبل العرب في هذه البلاد، علما انه مؤشر على ان العنصرية والكراهية ضد العرب تنبع من جيل صغير لدى المجتمع اليهودي وبدون اراء مسبقة وبدون اسباب الا ان الضحية عربي وهذا شئ خطير". وأكد قائلاً:" شخصا اسمع كثيرا عن حوادث اعتداءات من منطلق عنصري يقوم بها اشخاص من الوسط اليهودي ضد المواطنين العرب في البلاد، اعترف انني -شأني كشأن جميع العرب في البلاد- معرض لمثل هذه الحوادث لكنني لا اخشاها".

محمد ناصر:" هذه الاحداث هي نتائج وليست مشكلة، فالمشكلة هي الاسباب التي ادت الى هذه الاحداث"

محمد ناصر من الطيرة قال في حديثه لمراسل موقع بكرا:" انه من الصعب ان تتوقف هذه الاعمال لانها موجهة من المؤسسات الرسمية بالدولة، وهذا امر طبيعي، ان الذي يزرع الحقد يولد العنف والتهجم، هناك موجة عنصرية رهيبية وتتزايد في اوساط الشبان اليهود ضد العرب وللاسف فان اليهود يربون ابنائهم على طريقة تفكير تجعل الطفل اليهودي من صغره يبحث عن عربي ليعتدي عليه، تماما كما حدث مع حادثة الشباب العرب في كيكار تسيون بالقدس، والغريب ان المشتبه وهو قاصر اعترف بالاشتباهات المنوسبة اليه ولم يبد ندمه بل توعد بانه مستعد ليعتدي على الشاب العربي مرة الاخرى، وهذا يدل على الشباب اليهود نشأوا منذ الصغر على مثل هذه الامور".

وتابع قائلا:" حسب رايي هذه الحوادث ليست المشكلة الاساسية، بل هي نتيجة، والمشكلة هي السبب والسبب هم التربية منذ الصغر، لذلك فان الحل يأتي اولا من الدولة نفسها، بان تتوقف عن ظلم العرب وكراهيتهم، ومن ثم ان تؤثر على المناهج وتضبط مثل هذه الافكار، شخصيا لا ارى ان الدولة تتبع مثل هذه الخطوات، بل على العكس، فاننا نرى مثل هؤلاء الاشخاص في سدة الحكم ويحاولون سن قوانين عنصرية تولد هذه الكراهية".
وإختتم محمد ناصر حديثه قائلاً:" منذ ان سمعت بتزايد هذه الحالات فانني اتردد كثيرا بالذهاب لقضاء اوقاتي في البلدات اليهودية، وحتى في اوقات العمل عندما اكون هناك اكون حذرا جداً بالتعامل مع اي شخص، لانني اصبحت اشعر بانني معرض للاعتداء ليس لشئ الا لانني عربي، ومثل هذه الحوادث يجب ان تضئ الضوء الاحمر لدى المسؤولين وليس فقط الكلام والتصريح انما على ارض الواقع".

تعقيب الناطقة بلسان الشرطة للاعلام العربي لوبا السمري

وقد توجه مراسل موقع بكرا الى الناطقة بلسان الشرطة للاعلام العربي لوبا السمري لاخذ تعقيبها حول الموضوع فقالت:" الشرطة وعلى وجة العموم، تعمل بصورة مهنية، موضوعية، سرية، علنية، متعددة وايضا مختلفة، في كل مكان تتواجد به جريمة، 24 ساعة في اليوم، 7 ايام في الاسبوع، 365 يوم في السنة، في كافة انحاء البلدان والبلدات،العربية، اليهودية والمختلطة والكل سعيا وراء الحفاظ على النظام، القانون، امن، امان وسلامة كافة افراد الجمهور اضافة الى املاكة، مع التوضيح، على ان مكافحة ظواهر العنف والجريمة على كافة انواعها، اشكالها، منطلقاتها ومسمياتها، في كافة انحاء الدولة وعند كافة الشرائح الاجتماعية ما زالت تشكل الشغل الشاغل للشرطة على كافة قياداتها، ضباطها وافرادها مع تركيزها على قضايا العنف والجريمة من منطلقات قومية لما قد تشكله هذة القضايا السلبية والمرفوضة من خطورة بالغة على عماد الديمقراطية، سيادة القانون والنظام وبالذات في ظل النسيج الاجتماعي الحساس، والمميز السائد بشتى انحاء الدولة، حيث يتم هناك توظيف ارقى الوحدات وخيرة الضباط والمحققين اضافة لاتخاذ كافة الوسائل والسبل القانونية المتاحة من اجل التوصل للجناة، تقديمهم للعدالة وايقاع اقصى العقوبات بحقهم ايا كان وليس من النافل الاشارة على انه كان قد تم مؤخرا تقديم العديد من لوائح الاتهام ضد العديد من الضالعين بمثل هذه الجرائم النكراء وعمل الشرطة وبالذات في هذا المجال مستمر وسيستمر بحزم واصرام وبلا هوادة من ناحية اخرى ولكي لا نصول ونجول بسيف من خشب، ليس من النافل التذكير ايضا على ان تقليص كافة هذة الظواهر السلبية يتطلب مواصلة تظافر الجهود وبمشاركة من كافة الاطياف الاجتماعية، الاعلامية، الدينية، السياسية، التربوية، الرسمية المنهجية واللارسمية اللا منهجية، السلطات المحلية، القضائية وغيرها من الجهات الفاعلة وبالذات من خلال الاستثمار في الاطر والمشاريع التربوية الثثقيفية الرامية لانشاء جيل واعي لظواهر العنف كافة وتداعياتها السلبية، جيل يعترف بالثقافة المغايرة اضافة لتعزيز روح الديمقراطية والانتماء العام للبشرية، صحيح ان متطلبات الامر كثيرة والمسؤولية ثقيلة ولكنها غير مستحيلة والمعركة للجميع، معا وكل على حدة لان هذا هو ما سينعكس في النهاية على ارض الواقع، هكذا تؤمن الشرطة" الى هنا نص التعقيب الذي وصلنا من لوبا السمري .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]