حثت الكتب السماوية جمعاء ،على احترام وتبجيل ورعاية الوالدين في كبرهما ، وقد جاء في القران الكريم عن ذلك "وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا ،اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ،واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ..صدق الله العظيم ..وقد جاء ايضا في الكتاب المقدس انجيل يوحنا :"اذا كان الابناء غير مستعدين لرعاية الوالدين المسنين ،دل ذلك على افتقارهم الى الشعور بالامتنان لما فعله الوالدين من اجلهم وكذلك على انكارهم للايمان ".....حق الوالدين على الأبناء لا يستطيع أن يحصيه إنسان ، فهما سبب وجود الأبناء ، ولن يستطيع الأبناء أن يحصوا ما لاقاه الأبوان من تعب وأذى ، وسهر وقيام ، وتعهد وتفقد لحالة الأبناء من جوع وشبع، وتحسس لما يؤلمهم فهما يقومان بالعناية بالابن أشد عناية ، فيراقبان تحركاته وسكناته ، يفرحان لفرحه ، ويحزنان لحزنه ، ويمرضان لمرضه ، فالأم حملت وليدها تسعة أشهر في الغالب تعاني به في تلك الأشهر ما تعاني من آلام و مرض ووهن وثقل ، فإذا آن وقت المخاض والولادة ، شاهدت الموت ، فحملته كرها ووضعته كرها .

اليوم يصادف يوم المسن العالمي ..مراسل بكرا التقى بعائلة محمود خلايلة ليوثق بعدسته رعايته لوالدته حفيظة ام علي التي بلغت من العمر 94 عاما .....

فتذبل الأم وتضعف لمرض وليدها وفلذة كبدها وتغيب بسمتها إن غابت ضحكته ، وتذرف دموعها إذا اشتد به المرض والوعك ، وتحرم نفسها الطعام والشراب ، إن صام طفلها عن لبنها ، وتتحمل من الذل والشقاء أمثال الجبال كي يحيا ويسعد وتموت راضية إذا اشتد عوده وصلب ، ولو كان ذلك على حساب صحتها وقوتها وسعادتها . ، ثم بعد أن يشب ويشق طريقه في هذه الحياة تنتظر الأم بكل شوق ولهف ماذا سيكون جزاء الأعمال التي قدمتها له ؟ بماذا سيكافئها من أجل تضحياتها وجهودها وآلامها ؟ هل سيكون جزاء الإحسان هو الإحسان ؟ أم سيذهب كل ذلك أدراج الرياح ؟؟.. اليوم يصادف يوم المسن العالمي ..مراسل بكرا التقى بعائلة محمود خلايلة ليوثق بعدسته رعايته لوالدته حفيظة ام علي التي بلغت من العمر 94 عاما .....

من يهمل والديه في الكبر فلينتظر جزاءه من ابناءه

المربي محمود خلايلة هو الابن الاصغر للحاجة حفيظة ام علي بين الذكور .. وفي بداية حديثه قال : من يعق والديه في الكبر فلينتظر نفس المصير المحتوم من ابناءه في الكبر والعجز ، وتابع خلايلة:بعد التشاور مع اشقائي وشقيقاتي قررنا احضار عاملة اجنبية ترعى الوالدة في هذا السن ،فالوالدة اصبحت مقعدة ولا تقوى على الحراك ،وهذا يعود لعدم وجود الوقت الكافي لدينا في رعايتها على مدار الساعة ،فالكل في عمله ولديه التزاماته الخاصة ..اعتقد ان والدة كوالدتي افنت عمرها في رعايتنا وتربيتنا على اكمل وجه تستحق منا التقدير والتبجيل والرعاية الكاملة ،لا شك ان العاملة السريلانكية تقوم على رعاية والدتي على احسن وجه ،ومع ذلك نحن لا نترك الوالدة وحريصون دائما بزيارتها ومعايدتها كل يوم والاطلاع على احوالها ،اشقائي وشقيقاتي يفعلون الامر نفسه ،فزوج اختي قاسم ممرض بمهنته ياتي اليها في كل صباح ،واخي الطبيب احمد يفعل الامر نفسه في المساء ،لذلك عارضنا ادخالها بيت للعجزة ،فنحن نوفر لها الرعاية الانسانية والطبية في ان واحد.

كانت تفرح لفرحي وتمسح دمعتي ان بكيت

بدورها ،الزوجة صباح لم تتمالك مشاعرها في بداية حديثها وانهمرت دموعها بسخاء حين وجهت له السؤال حول عجز حماتها ام علي فقالت:عشت مع حماتي اكثر ما عشت لدى والدتي ،فمنذ ثلاثين عاما جمعنا سقف واحد ،في الماضي كانت ترعى اطفالي الصغار ،وكانت تمسح دموعي حين بكيت ،وتفرح لفرحي ،هي كوالدتي ان لم تكن اكثر ،كنت الجأ اليها في كل صغيرة وكبيرة ،وكانت دائما الصدر الحنون ..وتابعت صباح:رغم احضارنا عاملة اجنبية ترعاها الا اننا نقف الى جانبها ونجلس معها ونطعمها ونسقيها كل يوم ،وهذا اقل الواجب لانسانة ضحت من عمرها الكثير في تربية ابناءها وبناتها احسن تربية.

الجميع هنا يحبونني

أما انشينتي العاملة السيريلانكية فقد اكدت بلغتها العربية الركيكة وقالت:انا سعيدة هنا ،واقوم بواجبي تجاه الماما ام علي ،الجميع هنا يحبونني ويشعرونني كانني شقيقتهم ....اما الحاجة حفيظة ام علي فراحت تستذكر الماضي من جهة ،ومن جهة اخرى حين سألتها عن حياتها وهل هي سعيدة برغم كبر سنها وعدم قدرتها في الحركة اشادت ام علي كثيرا بابنها محمود وزوجته صباح وبمساعدتها العاملة الاجنبية وراحت تدعو لهم بوفير الصحة والعافية لهم ولابنائهم .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]