التأم قبل قليل في قاعة مجلس طائفة العرب الأرثوذكس "طائفة الروم"، التأم المجلس بشكل طارئ واستثنائي لجلسة استماع ممن شاركوا في في قاعة بيركوفتش في مدينة نتسيرت عليت قبل أيام، والذي يهدف إلى تجنيد شباب من الطائفة المسيحية لجيش الاحتلال الإسرائيلي.

المفاجئ في الأمر أن الأب جبرائيل نداف لم يُشارك في الجلسة التي عُقدت لسماعه على الرغم من الحضور الكامل الذي حظي به نصاب المجلس، وبالتالي فقد حضر الاجتماع "الفريق المعارض فقط"!

المجلس أصدر بيانًا جاء في مُلخصه أن مجلس طائفة العرب الأرثوذكس يتخذ موقفًا واضحًا مما جاء فيه: "بما أن المجلس هو صاحب مُلك كنيسة البشارة الأرثوذكسية في الناصرة فإنه يُقر منع الكاهن جبرائيل نداف من مزاولة الكهنوت داخل الكنيسة بأي شكل من الأشكال وفرض الحرمان الكامل عليه من قبل جميع مؤسسات الطائفة، وندعو الجميع إلى مقاطعته هو ومن شارك في هذا المؤتمر المهزلة ليكون عبر للجميع ودرسًا لكُل من يُفكر أن يحذو حذوه".

هذا وشدد البيان في ختامه على أهمية الحفاظ على الوجه الوطني للكنيسة ولمدينة الناصرة وللطوائف المسيحية بشكل عام.

نص البيان

فيما يلي، نص البيان، الذي عنون بعنوان:  بشأن محاولات سلطوية لدس الفرقة واصدار دعوات لتجنيد المسيحيين في جيش الاحتلال

"ناقش مجلس الطائفة العربية الارثوذكسية في جلسته الاسبوعية، مساء يوم الاثنين الموافق 29/10/2012، موضوع مؤتمر، عقد في منتصف شهر تشرين الأول الجاري في مدينة نتسيرت عليت بدعوة من وزارة "الأمن"، وبرعاية رئيس بلدية نتسيرت عيليت شمعون غابسو، وبمشاركة ثلاثة رجال دين مسيحيين، وبعض مسؤولين في سرايا كشفية من الناصرة والمنطقة.

وصدر عن جلسة مجلس الطائفة الارثوذكسية البيان التالي:

في الوقت الذي تتعالى فيه أصوات ابناء الطائفة العربية الدرزية لرفض الخدمة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وآخرها رسالة الشاب عمر زهر الدين سعد، الذي رفض أمر الخدمة الموجه له من قبل وزارة "الأمن"، تتعالى أصوات النشاز من قبل بعض المرتزقة لتجنيد ابناء الطوائف المسيحية لخدمة جيش الاحتلال تحت شعارات فارغة منها "حماية الاقلية المسيحية في هذه البلاد" حسب تعبيرهم.

إن موقفنا كان وما يزال يؤكد على حقيقة واحدة ووحيدة، وهي أن المسيحيين العرب في البلاد هم جزء لا يتجزأ من أبناء شعبهم الفلسطيني، الباقون في وطنهم، وحمايتهم هي كحماية سائر ابناء شعبهم في البلاد، من سياسة التمييز القومي التي تتبعها الحكومات وسائر أذرع المؤسسة الحاكمة في إسرائيل، وكل دعوات مشبوهة لغير ذلك، تهدف إلى التفرقة العنصرية المقيتة، واختلاق احتراب داخلي لضرب المناعة الوطنية، الكفيلة في مواجهة السياسة العنصرية، وسياسة الاقتلاع، لأن بتفريقنا نصبح لقمة سائغة في فم السلطة الحاكمة.

إن مجلس الطائفة العربية الارثوذكسية يطالب المجتمع النصراوي وسائر ابناء شعبنا، بمقاطعة كل المشاركين في هذا المؤتمر المعيب كانوا من كانوا.

اما على مستوى من شاركوا باسم طائفتنا، ذات التاريخ الوطني العريق على مدار عقود من الزمن، وأولهم الكاهن جبرائيل نداف، الذي لم يعد كاهنا للطائفة منذ اكثر من عامين، وهو لا يمثل الطائفة لا من قريب ولا من بعيد، كما ظهر اسمه في نص الدعوة للمؤتمر إياه، فقد حذّره المجلس من مغبة استخدام اسم الطائفة، في محاولة للإدعاء بأنه كاهن الطائفة في الناصرة، كما جاء في نص الدعوة إياها.

وشدد مجلس الطائفة، على أنه لن يسمح لكائن من كان، أن يزج اسم الطائفة العريقة بالمؤامرة التي تحاك ضد ابناء شعبنا ككل، إن كان من خلال دعوات لخدمة جيش الاحتلال، او الدعوة والترويج لما يسمى بـ "الخدمة المدنية" البديلة للخدمة العسكرية المرفوضة اصلا. إننا لن نسمح بتلطيخ اسم الطائفة ومواقفها الوطنية، أو استخدامه كأداة لتفرقة ابناء الشعب الواحد.

ان مجلس الطائفة العربية الارثوذكسية هو الممثل الشرعي والوحيد المنتخب لابناء الطائفة في الناصرة ونتسيرت عيليت وهو المالك الوحيد لكنيسة البشارة الارثوذكسية في الناصرة، فقد قررنا منع الكاهن جبرائيل نداف من مزاولة الكهنوت داخل هذه الكنيسة بأي شكل من الأشكال واعلان الحرمان الكامل عليه من قبل جميع مؤسسات الطائفة وندعو الجميع الى مقاطعته ومقاطعة كل من شارك في هذا المؤتمر المهزلة ليكون عبرة للجميع ويكون درسا لكل من يفكر في المستقبل ان يحذو حذوهم

إن مجلس الطائفة العربية الأرثوذكسية يتوجه إلى الشباب والشابات العرب عامة، والمسيحيين خاصة كونهم يواجهون محاولة تجزئة سلطوية، إلى صد هذه الدعوات المشبوهة ودحرها، واعادتها إلى أوكارها، فاسرائيل الرسمية تحاول من جديد تطبيق ما فشلت به في الماضي، حينما سعت إلى تجنيد المسيحيين العرب، ولم تجد من يوقع لها على ما تريد، ومن البديهي أنها لن تجد اليوم ما لم تجده في الماضي رغم هذا النفر الذي لا يمثل الا نفسه .

كما يتوجه مجلس الطائفة إلى الأهالي لإبداء روح اليقظة تجاه أبنائهم، كي لا يكونوا ضحية نهج تضليل وجرهم إلى متاهات مسيئة من هذا القبيل، كما هو حال اليقظة لمنع سقوط ابنائنا في الآفات الاجتماعية.

واخيرا ومن منطلق المسؤولية الملقاة علينا جميعا كأبناء لهذا الشعب، وحفاظا على الوجه الوطني والحضاري لهذه المدينة ندعو الجميع بالتجند في الحملة ضد التجنيد الاجباري والاختياري في جيش الاحتلال، وضد ما يسمى بـ "الخدمة المدنية" البديلة، حفاظا على ابنائنا وحفاظا على الوجه الوطني للطائفة والمدينة عامة، وسوف ندعو الى مؤتمر وطني يضم كل رؤساء الطوائف الدينية والعلمانية لنبذ هذه الظاهرة فنجاحهم في الناصرة سيشجعهم للمضي في هذا المخطط وسيعمم على باقي المدن والقرى العربية فتعالوا ندفنه ونستأصله اليوم قبل فوات الاوان فالناصرة هي رأس الحربة ".

وذيل البيان بالتوقيع: مجلس الطائفة العربية الارثوذكسية-الناصرة.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]