على ضوء ما نشر وأعلن عنه خلال الأيام الماضيةة، حول المؤتمر الذي عقد في الناصرة العليا نتيسرت عليت بمبادرة رئيس بلديتها العنصري شمعون جابسو وشخصيات من وزارة الأمن في محاولة لجر الشبان الفلسطينيين المسيحيين إلى الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي ضمن مخطط سلطوي يهدف الى فرض التجنيد على المسيحيين، مراسل بكرا توجه لعدد من رجال الدين المسيحيين والمسلمين والدروز للمشاركة برأيهم ....

قبل ان اكون مسيحيا فأنا عربي الهوية والانتماء

راعي الكنيسة الاورثوذكسية في سخنين الاب صالح الخوري عقب قائلا:" انا ضد تدخل رجال الدين في هذه الامور ، وعمل رجل الدين الاساسي هو خدمة رعيته فقط ، وقبل ان اكون رجل دين مسيحي فأنا عربي الهوية والانتماء ، ولا يجوز لاي خوري او مطران ان يتدخل في قضية كهذه لان الامر مرفوض جملة وتفصيلا ،ولا يعقل ان يدعو أي شخص عربي للتجنيد للجيش ويسري في عروقه دماء عربية ،انا ادعو كل رجال الدين الى الاهتمام برعاياهم وخدمة ابناء شعبهم ولا يجوز استغلال بعض رعيتهم لمكاسب شخصية او عامة ، نحن ندين هذا التدخل ولدينا عدة قضايا هامة نخدم بها ابناء شعبنا وعروبتنا ،فليتركوا الافراد تعمل ما تشاء وعلينا نحن تقع مسؤولية كبيرة في التوعية والارشاد ،نحن كرجال دين مسيحيين نحب السلام وندعو كما جاء في الكتاب المقدس الى المحبة بين كل ابناء البشر على اختلاف طوائفهم ،نحن نبتهل الى الله ان يعم السلام في منطقتنا وننبذ الحروب والقتل بكل اشكاله ،وتدخل بعض رجال الدين في قضية التجنيد امر مرفوض مهما كان الدافع وراء ذلك".

ناصرة العروبة ستبقى القلب النابض

بدوره، فقد عقب الكاتب – الشيخ نمر نمر قائلا: " يؤلمنا جدا ان يقع بعض الاخوة المسيحيون والمسلمون في فخ التجنيد او الخدمة المدنية ، وبصورة غير مباشرة في كثير من الاحتيال والالتفاف ويدفعوا الثمن الباهظ كما دفعه ويدفعه ابناء الطائفة المعروفية ،حيث جندوا ليكونوا الة لقمع ابناء شعبهم في دولة فلسطين ،ومقولة لا مساواة في الحقوق الا بعد المساواة في الواجبات ثبتت انها باطلة ولا تمت الى الحقيقة بشيئ ،فالقرى المعروفية مليئة بالمقابر العسكرية وبنفس الوقت يعاني سكانها الامرين من جراء التمييز العنصري من قبل حكومات اسرائيل المتعاقبة ،وأنا على ثقة ان الاخوة المسيحيين والمسلمين على درجة كبيرة من الوعي ،وخاصة تلك الاصوات النيرة الشريفة التي تقف بالمرصاد لهذه المحاولات البائسة ،واذ عجزت السلطة من الدخول عبر الباب فانها تحاول الدخول من النوافذ الخلفية ،كلي ثقة بان ناصرة العروبة هي القلب النابض في هذا الوطن وستدحض كافة المحاولات وتبقى الناصرة عنوانا وقدوة وقلعة في الوطنية".


كان الاجدر بهذا الكاهن مطالبة السلطات بالتعجيل بالمفاوضات واحلال السلام

اما امام وخطيب جامع الجزار في عكا الشيخ سمير عاصي فعقب قائلا:" لقد ساءني كثيرا ما سمعت في هذه القضية ،لان هذا الموقف يصطدم بمشاعرنا العربية في هذه البلاد ، ويصطدم ايضا مع قرار قيادة الجماهير العربية وهو بعيد كل البعد عن روح الدين ،روح المحبة والسلام ،وتساءل الشيخ:كيف يعقل ان يقوم رجل دين بدعوة رعاياه الى التجنيد ، فالتجنيد يعني الجيش وحمل السلاح وسفك الدماء !!، نحن نشجب ذلك وندعو الى المحبة والتسامح والتعاون وخاصة ان قضية ابناء شعبنا الفلسطيني لم تحل بعد ولا يمكننا رفع السلاح في وجه ابناء شعبنا ،وبالتالي كان الاولى بهذا الكاهن مطالبة السلطات الاسرائيلية ومتخذي القرار بالتعجيل بالمفاوضات والوصول الى اتفاقية سلام مع شعبنا الفلسطيني ، ولا يجوز له الخوض في مسألة كهذه خاصة انه راعي كنيسة والكنيسة لها قدسيتها وكان عليه التقيد بخدمة رعيته في العديد من مجالات الحياة ، اعتقد جازما ولا اتصور ان المطرانية توافق على قرار يصطدم بقرارات القيادة العربية في هذه الديار ولا اتصور انها توافق في المس بالمشاعر العربية لأنها تتسم بالحكمة والشجاعة والوضوح والانتماء لهذا الشعب ولهذا الوطن ،وفي الوقت نفسه احيي اصوات الكهنة التي ارتفعت عاليا والتي شجبت مثل هذه الدعوة وهذه الخطوة المستفزة لمشاعرنا والتي هزت النفوس واخترقت الحدود ،واعتبر ان صوتهم هو الصوت المدوي المقبول ،اما صوت ذلك الكاهن فهو صوت وحيد ولا يمثل سوى نفسه"ز

شأن يخصهم ولا نتدخل بشؤونهم

اما الشيخ علي معدي وهو من اكبر معارضي التجنيد في الطائفة الدرزية فقال:" الانسان العاقل عليه ان يلزم حدوده ،وهذا شأن داخلي لابناء الطائفة المسيحية ولا احبذ الخوض فيه ، كما لا احبذ ان يتدخل احد في شؤون طائفتنا . لكن بالمبدأ العام وكما يعلم الجميع فنحن ندعو دائما الى عدم التجنيد ونعارض ذلك بشدة ، ونحن ايضا ضد الخدمة المدنية ، فلا يعقل ان نقاتل ابناء شعبنا ما دامت دولة اسرائيل في حالة حرب مع اخواننا العرب ، ومن جهة اخرى فدولة اسرائيل تتغنى بالمقولة الزائفة ان من يقدم الواجبات ياخذ الحقوق ، وهذه الفرية باتت واضحة منذ عقود ، لذلك نحن سعينا وناضلنا وما زلنا ضد التجنيد للجيش لكافة ابناء الوسط العربي على اختلاف طوائفهم وضد الخدمة المدنية بكل مسمياتها".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]