إن من يملكون الجرأة والحديث عن هذا الموضوع هُم قلةٌ، وإن كانوا كُتاباً أو محللين سياسيين، أو عسكريين، أما الأغلب فقد يعتريهم الخوف أحياناً من التصفية الجسدية، أو فقدانهم وظائفهم ورواتبهم المادية، فيُخيمُ الخوف عليهم لدرجة النذالة والجبن، ولا يتجرءوا أن يقولوا الحق!!!

لقد استشرى الفساد في السلطة الفلسطينية وتعاظمت هذه الظاهرة بعد رحيل القائد أبي عمار رحمه الله وخاصة بعد أن أغلقت السلطة الفلسطينية الستار على رجالات الوطن، الذين ضحوا بأرواحهم وعانوا الأمّريّن منهم من استشهد ومنهم من بقي على قيد الحياة الذين جاءوا بعد اتفاقيات أوسلو فهمشوا وأبعدوا عن مصدر القرار ليحل مكانهم جيلٌ جديد لم يخض معركة ولو واحدة من معارك القتال والنضال بل تربوا ودُرِبوا على يدي جهاز أمني يقوده الجنرال الأمريكي دايتون.

وترك الذين قاتلوا في معركة الكرامة في أواخر الستينات من القرن الماضي والذين فيما بعد زُجَ بهم في معركة جانبية مع الجيش الأردني في أوائل السبعينيات من القرن الماضي في معركة لا مبرر لها لتنتهي كما انتهت عليه من رحيل كل الفصائل الفلسطينية من الأردن إلى لبنان بعد أن وقع العديد من الضحايا في هذه المعارك فكانت خسارة لا تعوض، وتفقد الثورة الفلسطينية بفصائلها موقعاً إستراتيجياً وحضناً أميناً لهذه الثورة لوجود أغلبية فلسطينية على أرض الأردن ومرة أخرى تنتقل هذه الفصائل إلى لبنان وتحديداً إلى جنوبه لتبدأ الصراع مع الإسرائيليين من جديد وتخوض هذه الفصائل معارك طاحنة مع الإسرائيليين وذلك بقيامها بالإغارة على شمال فلسطين وإطلاق الصواريخ التي كانت توقع أضرارً بالغةً بالإسرائيليين وفي القرى والمدن المحاذية للحدود مع لبنان.

لتبقى القضية الفلسطينية حيةٌُ في الوجدان وفي الحياة اليومية للجميع وفي المحافل السياسية والدولية لأنها الطريق الوحيد لإبقاء القضية في الواجهة وفي العناوين وبقي هذا الحال حتى اندلعت الحرب في عام 1982م، وقام شارون وزعيمه بيغين بشن هذه الحرب للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية والمقاومة اللبنانية الشريكة لها وعلى رأس هذه التنظيمات "فتح" بقيادة المرحوم والشهيد ياسر عرفات، وتستطيع القوات الإسرائيلية ولأول مرة الدخول إلى عاصمة عربية وهي بيروت في ظل صمت عربيٍ مخزيٍ.

وتصمد المقاومة الفلسطينية واللبنانية وتخوض معركة قاسية جداً وجهاً لوجه من بيتٍ إلى بيت ومن شارع إلى شارع وينجو يومها ياسر عرفات في هذه المعركة بعد أن طوق من قبل الإسرائيليين وكاد أن يكون قتله أمراً محققاً.

ويأتي دور الدول العربية بأنظمتها العميلة بقبولها قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار بشروطٍ مذلة ومخزية وخروج الفصائل الفلسطينية من لبنان بسلاحهم الشخصي وترك السلاح الثقيل للجيش اللبناني وتوزيع هذه الفصائل إلى تونس واليمن وسورية وأماكن أخرى، وتنتهز هذا الخروج القوات اللبنانية بقيادة سمير جعجع وإيلي حبيكة والكتائب بقيادة الجميل لترتكب مجزرة في مخيمي صبرا وشتيلا وكان ذلك بعلم وتنسيقٍ مع القيادة العسكرية الإسرائيلية بقيادة شارون التي بأمرها أغلقت منطقة المخيمات وسمحت لهؤلاء القتلة أن يقوموا بقتل الآلاف من الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشتيلا لتدخل هذه المجزرة التاريخ من أوسع أبوابه ومن يومها تقرر في المخيمات أن لا يتركوا السلاح وعلى الأقل الشخصي والخفيف من أجل الدفاع عن أعراضهم وكرامتهم حتى يأتي الحل والفرج.

ومنذ ذلك الحين بدأ حزب الله وحركة أمل في تشكيل حركة مقاومة مسلحة ضد المحتل وكان أول عمل لهما بشكل ملفت تفجير المقر الرئيسي للقوات الإسرائيلية في بيروت الذي قتل فيه ما يزيد عن 150 جندياً ومدنياً إسرائيلياً وكانت ضربةً قاسية ومؤلمةً للقوات الغازية ليكون أول استشهادي أحمد قصير ابن السابعة عشر عاماً الذي هز الكيان الإسرائيلي وروعه.

ليكون هذا العمل بداية الانسحاب الإسرائيلي من بيروت وحوليها والتراجع إلى الجنوب حتى نهر الليطاني، وتستمر المقاومة اللبنانية حتى طرد المحتل في عام 2000م.

وفي المقابل كانت تجري محادثات سرية ما بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية بواسطةٍ نرويجية أوروبية التي أسست لاتفاقيات أوسلو والتي مهدت الطريق لعودة الفصائل الفلسطينية إلى أرض الوطن لتكون بمثابة المصيدة المحكمة لهذه الفصائل بما فيها فتح وقائدها ياسر عرفات.

والتي سمحت هذه العودة للإسرائيليين أن يعتقلوا في أي وقت يشاءون من أرادوا أو يقتلون من أرادوا سواءً في الضفة والقطاع.

وكانوا يتذرعون بكل أشكال الذرائع والحجج لتنفيذ هذا المخطط دون حسيبٍ أو رقيب وما زال هذا النهج قائماً حتى الآن.

وبين عامي 1980-1994م كانت حركة حماس قد بدأت بالظهور والصعود اللافت بقيادة مؤسسها الشيخ أحمد ياسين الذي اغتالته أيدي الغدر الإسرائيلي في ما بعد.وبدأ يشتد عودها وإسرائيل تراقب عن كثب بزوغ نجم هذه الحركة فأرادت أن تستفيد من ظهور هذه الحركة لضرب حركه فتح ومناهضتها.

فاتجهت هذه الحركة نحو الكفاح المسلح الذي كان بمثابة العذر الذي تبحث عنه إسرائيل لضرب كل من يرفع رأسه من الشعب الفلسطيني عندما كان يحدث أو قريبَ الحدوث اتفاقٌ ما بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل كانت تحدث عمليات عسكرية لافتة إما تفجيراً أو هجوماً عسكرياً يوقع قتلى وجرحى بين الإسرائيليين فتعود الأمور إلى المربع الأول وتقوم إسرائيل بردٍ قاسٍٍ ومؤلم على الفلسطينيين ليقوم الإسرائيليون ثانية باحتلال المدن والقرى التي انسحبوا منها ويعود البطش في الفلسطينيين دون هوادةً و رحمة، مما أدى إلى إحراج الرئيس عرفات دولياً وحتى عربياً وفي النهاية إلى حصاره في المقاطعة ما يزيد إلى 3 سنوات والتراجع من قبل الاسرائيلين علي كل ما اتفق عليه مع منظمه التحرير الفلسطينية في أوسلو وكامب ديفيد لتعود إسرائيل تحتل كل فلسطين من جديد وتستعر المقاومة في غزة إلي حد كبير من الشدة أن ذاقت إسرائيل ذرعا من غزة ورأت في ذلك أن غزة غنيمة خاسرة وليست رابحه فقرر الاسرائيلين التخلص من عرفات بوصولهم إلى مطبخه وقتله بسم قاتل بتعاون فلسطيني عميل ، ويقرر شارون الانسحاب الأحادي الجانب من غزة دون أن يتشاور مع احد من السلطة الفلسطينية ولا حتى من أصدقائه في العالم.

ويأتي محمود عباس خلفاً لياسر عرفات التي عوّلت عليه إسرائيل أنه سيوقع معها اتفاق سلام مذل بعد أن يقبل كل شروطها ولكن يبدو أن السيد عباس أدرك مبكراً اللعبة أن إسرائيل تريد دوله فلسطينيه مقطعة الأوصال شبه كنتونات غير متكاملة مع إبقاء البؤر الاستيطانية ووجود إسرائيل علي المعابر والأغوار وعدم الرحيل من القدس العربية وعدم رجوع أي لاجئ فلسطيني لأرض الوطن.

بما معنىان تكون دولة خدم وشرطة وبعض فرق عسكرية تكون عيناً ساهرة علي امن إسرائيل لا غير وأن إسرائيل عندها الاستعداد حتى لدفع أجور لهؤلاء الخدم ما داموا يحرسونها ويقومون علي خدمتها.

فتدخل متى تشاء وتعتقل من تشاء وتقتل من تريد وتمنع من تشاء من الخروج والدخول إلى الدولة الفلسطينية؟؟ إلا بإذن منها.

ولكن كل هذه الأمور والأوضاع العامة ومواقف السلطة الفلسطينية الجبانة والمذلة فتحت شهيه المحتل بقيادة نتنياهو بحكومته اليمينية بإعلانهم وتصريحاتهم اليومية أن الضفة الغربية هي ارض غير محتله وجزء لا يتجزأ من دوله إسرائيل ويرد عليهم السيد محمود عباس معلنا انه يبتغي السلام ولا يريد أن يسمح أن تكون انتفاضه في عهدة ولا كفاحا مسلحا فيرد عليه اليمين الإسرائيلي بتصعيد طلباتهم ومنها تصفيه السيد عباس نفسه لأنه ليس بشريك كما نادت هذه القوى من قِبَل بتصفية أبي عمار لقد فعلو ذلك من قبل وهاهي إسرائيل اليوم تقوم بالاعتداء علي غزة وتدمر وتقتل دون رادع ولا تعمل حسابا لأحد مادمت أمريكا في ظهرها والغرب الذي كان سببا في تشريد الشعب الفلسطيني وترحيله من وطنه ولا يزال هذا الغرب بقيادة أمريكا يدعم إسرائيل سياسيا وعسكريا وفي كافه المجالات.

أما الأنظمة العربية الجبانة والفاشلة التي وصلها الحراك بما يسمى (الربيع العربي) وحتى التي لم يصلها بعد لم يصدر عنهم جميعا أكثر من تنديد وشجبا لا يغني ولا يسمن من جوع فهنا كانت خيبه الأمل الكبيرة أيضاً من مواقف الجامعة العربية التي تأتمر بأمر بعض الأنظمة العربية الرجعية والتي تسمى بمحور الاعتدال الذين لا يحيدون عما تبتغيه وتريده أمريكا ومن لف لفيفهم.

ها هي غزة اليوم تحترق وتجتمع جامعه الدول العربية ويصدر عنها قرارات لا تساوي الحبر الذي كتب علي الورق.

ثم نسال أين المجاهدين الذين بعثوهم ليقاتلون في سوريا خدمه لأسيادهم ومولوهم بالسلاح والمال أين هم من غزة هاشم وشعبها المحاصر التي تدمره الطائرات وقذائف المدفعية الإسرائيلية.

أين هذا الكذاب أيمن الظواهري وهذه الحركات التي تسمى بالجهادية وأمثالهم المأجورين من غزة خاصة وفلسطين عامة.

فعلى الشعب الفلسطيني ألا يُعّوِل على هكذا أنظمة وحركات هي لعبة في أيدي المستعمرين والإغراب حتى لا تقع فلسطين وشعبها بين التصفية والموت السريري.

ذهبت تلك الأيام التي يقاتل عنك غيرك ولم يبقى إلا صاحب الحق يدافع عن حقه بكل وسيله مشروعه لتحرير الأرض واستعادة الحق مهما كان الثمن غاليا من تدمير للبيوت والبنية التحتية وسيلا لدماء الزكية حتى يكتب لنا القدر!!!وقد يكون قد كتب؟؟ إننا نستحق هذا الوطن من بعد أن أعطيناه حقه من عطاء وتضحية ودماء زكية... والله ولي التوفيق
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك


 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]