....... عندما قلنا بأن الإخوان لا يؤمنون لا بالتعددية ولا بتداول السلطات ولا بالمجتمع المدني ولا بالحريات ولا يلتزمون بأية عهود أو اتفاقيات، ومستعدين في سبيل السلطة والحكم للتحالف مع الشياطين،وحتى لو مر هذا التحالف او كان ثمنه تدمير بلدان عربية بأكملها،كما حصل في ليبيا ويحصل الآن في سوريا،فعدا عن توظيفهم واستغلالهم للدين لخدمة اهدافهم وشهوتهم وعشقهم للسلطة والحكم،فهم يستغلون بساطة وسذاجة الكثير من الناس،ويلعبون على وتر العاطفة بأن معارضيهم يريدون نشر الفساد والانحلال في المجتمع ومحاربة الدين،وهم يوظفون مؤسسة الإفتاء والمراجع الدينية لخدمة مقاصدهم ومراميهم وأهدافهم،في اكبر عملية نصب واحتيال وتشويه وتزوير للحقائق.
عندما فضحنا وعرينا أهدافهم وحقيقتهم،سلت سيوف وشحذت أقلام من أجل أن تصفنا بأننا لا نؤمن بالديمقراطية ولا بحرية التعبير او تداول السلطة،فالإخوان لم يستلموا السلطة بعد ويجب منحهم الفرصة للحكم عليهم،والحمد الله أن الأحداث جاءت متسارعة ومكثفة لتكشف هؤلاء على حقيقتهم، فهم المالكون الحصريون للحقيقية،وهم من يعرفون دون سواهم مصلحة البلد،وهم "المؤمنون الأتقياء" وورثة"الأنبياء والصديقين والشهداء" وحاشا ان يكونوا كذلك،وواضح أن شهوتهم للسلطة ومنافعها ومزاياها وعشقها تفوق كثيراً حديثهم عن الاخرة والجنة والشهادة،وفقط يستخدمون ذلك عندما يخدم مصالحهم وأهدافهم،مثل إرسال المجموعات الإرهابية والمغرر بهم الى سوريا من اجل القتل والتدمير مقابل وعود لهم بالجنة والحور العين اللواتي ينتظرنهم ليتقافزن عليهم،وبما يكشف عن أزماتهم الجنسية العميقة،واليوم وبعد وصول الإخوان إلى مصر وبتسارع وتطور الأحداث،وجد المصريون أنفسهم امام نظام اكثر فاشية ودموية من الأنظمة السابقة في عصر الرئيس"المؤمن" السادات والرئيس "الأب" مبارك ،فحتى الاقطاعيات الوراثية في العصور الوسطى أو انظمة التوريث الموجودة في الخليج العربي لم تصل الى هذه الدرجة من النزعة والشهوة للسلطة،فنحن أمام سطو منظم واخونة شاملة لكل مفاصل الدولة والسلطة،ومرسي يريد ان يجعل من نفسه ليس قيصراً او امبرطوراً،بل فرعوناً يسيد ويميد في الأرض وبيده كل الصلاحيات والسلطات،ولا يريد أحداً يحتج او يعارض،فهو الأب "الحاني" والرئيس "المؤمن" و"التقي" و"الورع"،الذي لا هم له سوى "مصلحة مصر والمصريين"،فالقضاة فجار وفاسدين وهم من بقايا وفلول النظام السابق او مرتبطين بقوى خارجية،والفنانات والفنانين عاهرين/ات وكافرين/ات وزنادقة وملاحدة ورجال الفكر والإعلام علمانيون لا يعرفون"الله"ولا يوحدونه.
مئات الألوف التي تهتف في ميدان التحرير ضد أخونة السلطة والدولة والانقلاب على الثورة من الذين قادوا الثورة وتسلق مرسي وجماعته على أكتافها وقطفوا ثمارها أصبحوا حفنة من الرعاع والمرتزقة او بقايا وفلول العهد السابق أو هم جواسيس او عصابات من المجرمين وأصحاب السوابق؟؟،وهي نفس العبارات التي استخدمتها الأنظمة البائدة في وصف من قادوا الحراك والتمردات الاجتماعية الكبيرة،فهذا حال من ثاروا على البطالة والغلاء حيث وصفهم نظام السادات الراحل بانتفاضة الحرامية،ومبارك قال عنهم بأنهم مرتزقة ومجرمين وأصحاب سوابق ومخربين.
هم لم يتغولوا فقط على القضاء،بل اختزلوا كل مصر وقادتها من صناع الرأي والفكر والثقافة والسياسة في جمعية تأسيسية مقتصرة عليهم،هم وحلفائهم من السلفيين، وانفردوا بصياغة دستور لشعب مصر العظيم...دستور فقط لجماعة الإخوان..على اعتبار ان الاخوان هم الدولة والدولة هم؟؟،وحتى هم يريدون ان يكون المرسي منزه عن الخطأ،وقراراته لا يحق لأحد نقضها او مراجعتها،فهو " لا ينطق عن الهوى" وحاشا أن يكون كذلك،وهو الذي وجماعته كانوا ليل نهار يطالبون النظام السابق بإلغاء اتفاقية" كامب ديفيد"- اتفاقية العار- والآن يريدون المحافظة عليها والالتزام بها،وبدل من طرد السفير الإسرائيلي من القاهرة كما كانوا يطلبون دائماً، وجه مرسي رسائل محبة لعزيزه رئيس دولة الاحتلال بيرس،والمخفي أعظم ويتكشف يوماً بعد يوم،فمن ضمن بنود اتفاقية الهدنة التي رعوها بين إسرائيل وحماس،تركيب مجسات الكترونية لم يقبل مبارك بتركيبها في عهده على الحدود المصرية الفلسطينية لكونها مس بسيادة مصر،وكذلك التعهد الشخصي بمنع إدخال السلاح لغزة والمقاومة،ناهيك عن مصادرة الأسلحة الثقيلة للمقاومة الفلسطينية،ووضعها تحت إشراف لجنة ثلاثية مصرية- قطرية - أمريكية،كل ذلك في سبيل الحكم والسلطة وفي سبيل رضا وتعزيز العلاقة مع أمريكا واعترافها بحكم الإخوان،وتقديم شهادة حسن سلوك لهم عند مؤسسات النهب الدولية من صندوق نقد وبنك دوليين،وسبحان الله انها تغيرت صفتها في عهد الإخوان وأصبحت محللة شرعاً؟؟؟.
سبحان الله اليوم ما يفعله ويعملوه الإخوان هو فقط لمصلحة البلد والدولة،وقراراتهم يجب ان تحصن بفتاوي،فعلى سبيل المثال لا الحصر فتاوي عدم التظاهر ضد مرسي لأنه خروج على أولى الأمر،وفتاوي عدم خرق التهدئة مع إسرائيل في غزة لأنه حرام شرعا .
باختصار الإخوان في سبيل الحكم والسلطة ليسوا مستعدين للكذب فقط،كما فعلوا في مصر عندما قالوا لا نريد السيطرة على البرلمان وسيطروا ولا نريد ان نشارك في انتخابات الرئاسة وشاركوا ولا نريد التفرد بصياغة الدستور وتفردوا ...الخ،والإخوان في سبيل الحكم والسلطة ليسوا فقط مستعدين للتحالف مع الشياطين،بل مستعدين للانقلاب على اقرب حلفائهم،ومن تونس ومرورا بمصر وليبيا وسوريا وانتهاء بفلسطين،نشهد التبدل في تحالفاتهم السياسية،بما يخدم مصالحهم وأهدافهم وعشقهم للسلطة،والمبادئ والقيم لا يقومون لها أي اعتبار خارج حدود مصلحتهم وأهدافهم.
الشواهد والأدلة على إقصائية وفئوية وتفرد الأخوان في كل الساحات العربية كثيرة،ولا نعزي أنفسنا او نحاول إقناعها،فهؤلاء لا يؤمنون بالمطلق لا بالتعددية ولا بالمجتمع المدني ولا بالحريات ولا بغيرها، والقادم سيكون أعظم وأشد إيلاماً،فالذين هدموا تماثيل بوذا في أفغانستان وما عنته من رموز لحضارة عريقة،اليوم يتحدثون عن هدم تماثيل أعرق حضارة في المنطقة الأهرامات،وهم نفس من يكفرون الشاعر الراحل الكبير محمود درويش ويعتبرون شعره فسق،وكذلك الشهيد غسان كنفاني.
ولذلك لا بديل عن النضال الجاد والحقيقي من أجل خلق قناعات عند تلك الجماعات،بانه من الاستحالة إعادة عجلات التاريخ الى الوراء،وتكميم أوفاه الناس وتضليلهم وخداعهم عبر شعارات براقة وكاذبة،فبدون مجتمعات مدنية تصان فيه الحريات والكرامات وتستوعب كل ألوان الطيف السياسي،سنغرق في حروب داخلية تطحننا وتجعل منا مطية لكل الأمم،وتعمق من أزماتنا ومشاكلنا.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]