العنف وجرائم القتل ما زالت تضرب مدينة الطيرة ويزداد عدد ضحايا من شهر الى اخر... حتى قالت اخر الاحصائيات ان عدد ضحاياها منذ بداية العام الحالي (2012) بلغ حوالي 7 ضحايا، علما ان العنف سجل انخفضا كبيرا في جميع البلدات العربية في هذا العام، عدا بالطيرة.. التي على العكس تماما ازداد الوضع بها سوءً عن العام الماضي الذي سجل فيه 5 جرائم فقط.

من جهة اخرى تعاني المدينة بشكل مستمر من ضائقة سكنية ونقص بالاراضي، حيث ان الكثافة السكانية ادت الى ازدياد الاهالي دون ازدياد مسطح اراضي المدينة، ومما لا شك فيه ان هذا حال دون اقامة بيوت ووحدات سكنية بالطيرة في السنوات الاخيرة.

مراسل موقع "بكرا".. حاور عددٌ من اهالي مدينة الطيرة عما اذا كان هناك علاقة بين ظاهرة العنف والقتل بالمدينة وارتفاع اسعار البيوت والشقق السكنية فيها... واعد التقرير التالي:

حارث عيسى:" حالات الشراء فردية منوطة بالسكان وعدد قليل من اهالي الضفة، ولا تتعلق بالناحية الامنية"

حارث عيسى قال في حديثه لمراسلنا: "حسب رأيي هناك ضائقة سكنية في الطيرة، دون التطرق الى موضوع العنف ابدا، بالنسبة لأسعار الشقق فلا أعتقد أن هناك بيع وشراء شقق بالأصل في مدينة الطيرة، لأن الطيرة ما زالت مدينة صغيرة وبيع وشراء الشقق فيها محدود جداً، لأن الجميع لديه أرض للبناء ويلجأون للبناء وحتى عندما لا تتوفر أرض يتجه معظم الشباب للإستئجار بشكل مؤقت وهم من سكان الطيرة الأصليين..تظل حالات الشراء فردية غير متعلقة بالناحية الامنية في المدينة، والصنف الثاني الذي يستأجر يكونون على الأغلب من سكان الضفة على ما اعتقد".

وأضاف: "الأسعار لا تتغير هنا حسب ما يحدث وتظل الأراضي والبيوت مرتفعة السعر بشكل جنوني وكل من يتحدث عن رغبته بالإنتقال لخارج الطيرة بسبب ما يحدث من قتل وعنف ما هو إلا أحاديث عابرة آنية لا تصل إلى حد التطبيق.. ولم أسمع إلى الأن عن أي انسان غادر الطيرة لهذا السبب ... فالجميع هنا أقرباء والكل يعلم أن ما يحدث محصور بدائرة ضيقة لا تصل موجاتها إلا لمن يدخل بها والجميع يعلمون بأنهم بعيدون عن دائرة الخطر .. أنا أعلم عن العديد من الشباب والأزواج الشابة ممن يرغبون باستئجار بيوت للسكن وما زالوا يبحثون وينتظرون فرصة ايجاد بيت ملائم... ولهذا أكاد أجزم بأنه لا يوجد حركة تجارية للبيع والشراء بمعناها الحقيقي لتتاثر بما يحدث في الطيرة".

فادي منصور:" اسعار البيوت لا تتغيير بشكل ملموس وهي مقبولة بعض الشئ.. لا يوجد علاقة"

اما فادي منصور فقال في حديثه لمراسلنا: "العنف في مدينة الطيرة لا علاقة له باسعار البيوت او تاجير البيوت فيها وبما ان غالبية المستأجرين هم من اهالي الطيرة نفسها فلا يوجد هناك علاقة للعنف في اسعار البيوت، توجد حالة من انتقال الغرباء الى المدينة ولكنها قليلة نسبيا وبما ان الاسعار منخفضة في الطيرة فلا يوجد اي تاثير عليها وهذه الاسعار كانت وما زالت بنفس المكانة التي كانت عليها منذ سنوات سابقة ولم تتغير".

وتابع قائلاً: "كما قلت فأغلب الذين يستأجرون البيوت هم من الطيرة وليسوا غرباء، ولذلك فان اسعار البيوت لا تغيير بشكل ملموس من فترة الى اخرى".

" السلطة تستخدم العنف من اجل تنفيذ مؤامرات... احداها الضائقة السكنية التي تسبب رفع اسعار البيوت"

من جانبه قال بشار عراقي في حديثه لمراسلنا:" حسب رايي العنف هو واحد من عدة اشكال التي تسعى الدولة لاستعماله ضدنا من اجل الضغط علينا لخلق ضغوطات حياتية تؤدي الى تقليص نمونا وحتى هجرتنا. الحيز السكني هو عبارة عن حرية الفرد واحساسه بالطمأنينة، ارتفاع اسعار البناء وايجار البييوت حتى مصادرة الاراضي وعدم اعطاء ترخيص للبناء في الوسط العربي هي اداوات متقاربة من قبل الاستعمار ناتجها ضغط اجتماعي وتفكك اجتماعي يقود الى العنف والجريمة".

ومضى يقول:" لذلك فان هناك علاقة قوية بين العنف وبين رفع اجور البيوت والوحدات السكنية، بفعل ان احدهما ناتج عن الاخر وكلاهما يخدمان السلطة لضرب الوسط العربي، وليس لدي شك انه وبحال تم تقليص ظاهرة العنف فان هذا سيقلل اجور البيوت الامر الذي سيعود بالفائدة على الناس وخصوصا على الازواج الشابة".

مجدي قاسم:" العنف يؤثر.. مدينة اخرى بموقعه الطيرة كان بامكانها احتضان ناس كثيرون"

مجدي قاسم قال في حديثه لمراسلنا:" بالطبع، العنف يؤثر سلبا على مدينة الطيرة من جميع الجوانب .. وليس فقط من ناحية اسعار البيوت وحتى البيوت انفسها، فعلى سبيل المثال العنف يخلق سمعة سلبية كثيرا عن المدينة خصوصا في الخارج، وهذا من شانه منع الناس عن القدوم الى الطيرة لإستئجار بيوت، وحسب المعلومات التي لدي فان الطيرة موجودة على موقع جغرافي جيد نسبياً لانها قريبة على منطقة المركز نسبيا وحتى الى المدن اليهودية الصناعية مثل كفار سابا، رعنانا وهرتسيليا وغيرها... مدينة اخرى كان بامكانها احتضان ناس كثيرون فيها والاستفادة من اموالهم".

واختتم مجدي قاسم يقول:" على ما يبدو فان الطيرة وبسبب السمعة التي خُلقت جراء العنف فان احدا لم ولن ياتي اليها على الرغم من انها تحتوي عدة امور ايجابية، وىمل أن تتغيير هذه المعادلة لكي يستفيد الاهالي".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]