يعيش بين القضبان... ينتظر قرب التحرر ساعة بساعة بل دقيقة بدقيقة... يعد الأيام والليالي... ينقضي اليوم لديه وكأنه سنة... لا يريد إلا الحرية والعودة لأهله، والعيش معهم بسلام وأمان وطمأنينة، دون ملاحقة .

الأسير سامر يحيى محمد درويش، 38 عاما، من بلدة سبسطية القريبة من مدينة نابلس ، فلسطيني عشق فلسطين عشق ترابها وسهولها وقاتل وناضل من أجلها ، اعتقل بتاريخ 15/11/2001 مع مجموعة من رفاقه، وحكم بالسجن الفعلي لمدة 19 عاما.

تعرض سامر لتعذيب وتحقيق قاسي أثناء اعتقاله، وأغمي عليه مرات ومرات وكان في كل جولة ينتصر فيه على المحقق الذي حاول قتل الروح في جسده ، كما تم عزله مرات ومرات خلال اعتقاله لدفاعه عن الأسرى وقضاياهم العادلة .

أبو يحيى، شقيق الأسير سامر تحدث إلى مركز "أحرار" لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان، والشوق لأخيه يملؤ قلبه، حيث يقول بأنه لا تكاد تمر عليه لحظة، إلا ويتذكر فيها سامر، " قبل أن يعتقل سامر كنا دائما نجلس ونتحدث عن المستقبل وعن خططنا للحياة القادمة، ولم أكن أدرك بأن أخي سيقبع في السجن وسيبتعد عن العائلة، ويقضي سنين طوال من عمره داخل السجن، كما أنني والعائلة نفتقده في شتى المناسبات".

ويكمل أبو يحيى:" لا أزور سامر كثيرا، فالمرة الأخيرة التي زرته فيها كانت قبل حوالي عامين، بينما والدي ووالدتي وأخواتي يزورونه باستمرار ".

والدة الأسير سامر، والتي تحترق شوقا للقاء ابنها، والفرح به وتزويجه ، قالت للمركز الحقوقي أحرار :" إن أمنيتي في هذه الدنيا أن يطيل الله بعمري حتى أرى سامر حرا وسعيدا، وأن أزوجه وأفرح برؤية أبنائه".


رجل المواقف وبطل الإضراب

كثيرة هي المواقف التي قام بها سامر والتي تشير إلى صلابة وقوة هذا الرجل فإدارة السجون ترفض أن يستقر هذا الأسير في سجن من السجون لمدة طويلة خوفا من أثر وتأثير سامر فهو على الدوام يسعى لتحسين الواقع الإعتقالي من خلال خبرته الطويلة في السجون وعمله الدءوب في خدمة الأسرى والمعتقلين .

تعرض للضرب مرات عديدة من قبل قوات النحشون والمتساده أثناء تصديه لهم محاولا منعهم من إقتحام غرف الأسرى للتفتيش فكان السد المنيع في وجه إدارة السجون

الإضراب الأخير الذي خاضته الحركة الأسيرة في سجون الإحتلال خاضه سامر بالكامل لمدة 28 يوما متواصلة ، وكان خلالها يشحذ همم الأسرى ويحثهم على الصبر ويطلب منهم الربط على الجوع من أجل الكرامة فكان فارس من فوارس هذا الإضراب بكل ما تحمل الكلمة من معنى .

حكم رادع وقاسي

فؤاد الخفش مدير مركز أحرار قال أن الحكم الذي صدر بحق الأسير كان حكما رادعا وقاسيا فيما كان يسمى حينها (الأحكام الرادعة ) والتي صدرت بحق الأسرى من عام 2001-2003 أثناء موجة العلميات الإستشهادية والعمل المقاوم في فلسطين .

وقال الخفش هناك أسرى قضيتهم مشابهة لقضية سامر صدرت أحكام بحقهم أقل بكثير من سامر ولكن حقد جهاز الشاباك على سامر والمزاج العام السيئ للقضاء فترة إصدار الحكم أدى إلى الحكم على سامر ب19 عاما أمضى حتى الآن عشرة أعوام منها .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]