بعد النجاح الكبير الذي حققه مركز "لطيف – شفاعمرو" المتخصص في تقديم الخدمات النفسية للأطفال وأبناء الشبيبة منذ افتتاحه في شفاعمرو قبل نحو عامين، تم مؤخراً توسيع خدمات المركز ليقدمها أيضاً للبالغين في ساعات بعد الظهر، على أن يشمل العلاج قريباً مشاكل التبول اللا إرادي.
وتقول مديرة المركز الأخصائية في الطب النفسي وفي الطب النفسي القضائي الدكتورة غارسيئيله كارمون إن توسيع الخدمات جاء هو أيضاً بفضل التعاون المثمر بين "الجمعية لصحة الجمهور" (مؤسسة بلا غرض الربح) التي تدير المركز وبلدية شفاعمرو برئيسها ناهض خازم "الذي أبدى كل استعداد لدعم افتتاح المركز في شفاعمرو ويتعاون معنا كشريك في هذا المشروع المهم".
ويشمل العلاج، الذي يقدم مجاناً، بتوجيه ومراقبة من وزارة الصحة، حالات الضائقات النفسية، التوتر والقلق، أزمات في العائلة، مشاكل في التواصل مع المحيط الخارجي، (اضطراب التوحد – اوتيزم)، مشاكل جيل المراهقة، أمراض نفسية، مشاكل في السلوك، طاقة مفرطة، مشاكل في الأكل جراء حالة نفسية، التبول اللا إرادي، الخجل، مشاكل النوم، اعتداءات جنسية، صدمات نفسية. ويقدم المركز خدماته المتنوعة من خلال طاقم كبير من أطباء نفسيين مختصين في علاج الأولاد والشبيبة والكبار، وأخصائيين نفسيين علاجيين، وعاملين اجتماعيين، ومعالِجين نفسيين بالطريقة الذهنية – السلوكية، ومعالِجين عن بطريقة القصة والدراما، ومعالجين بطريقة الفنون.
وتضيف كارمون، التي تترأس جمعية "أطباء لحقوق الإنسان"، ان الجمعية افتتحت مركزها الأول في مدينة أم الفحم قبل سبعة أعوام ثم في شفاعمرو قبل عامين بعد أن تبين لها أن المجتمع العربي لا يتلقى الخدمات النفسية التي يتلقاها الوسط اليهودي وأن العربي المحتاج لهذه الخدمات يقصد المراكز اليهودية ليتلقاها حيث لا يجد أطباء وعاملين اجتماعيين يتكلمون العربية علماً أن مثل هذا العلاج يتطلب تفاهماً تاماً بين المعالِج والمعالَج باللغة ذاتها ما يعني أن اللغة قد تشكل عائقاً في تقديم العلاج الأنسب. وأضافت أنها حين توجهت لبلدية شفاعمرو باقتراح افتتاح المركز، "وجدتُ رئيس بلدية منفتحاً ومتفهماً لحقيقة أن هذه الشريحة المستضعفة التي تعاني مشاكل نفسية وليست قادرة على إسماع صوتها، بحاجة إلى رعاية في مركز قريب من مكان سكناها ومن أطباء يتحدثون اللغة ذاتها، مثلها مثل سائر الشرائح التي تتلقى خدمات طبية مختلفة". وأضافت أن تجاوب رئيس البلدية ناهض خازم "أتاح لنا افتتاح المركز في مبنى الهستدروت في شفاعمرو ومهّد لافتتاح مركزين آخرين في كل من الناصرة ودالية الكرمل".
وأشارت كارمون إلى حقيقة أن نسبة الذين يعانون مشاكل نفسية في إسرائيل تبلغ 2 في المئة من عدد السكان، "ما يستوجب افتتاح مراكز كثيرة أخرى في الوسط العربي أسوةً بالوسط اليهودي". وأضافت انه رغم أن وزارة الصحة تمول عدداً محدداً من المعالَجين إلا أن الجمعية التي تدير المركز تعالج حالات يفوق عددها العدد المحدد من الوزارة وهي تتحمل التكلفة الناجمة عن ذلك.
ومركز "لطيف" في شفاعمرو هو المركز الوحيد المعترف به من وزارة الصحة لتدريب طلبة جامعيين يدرسون الطب النفسي العلاجي وموضوع الشؤون الاجتماعية، وطلبة من "بيت بيرل" و"تل حاي" الذين يدرسون موضوع العلاج بالفنون.
ونوهت كارمون إلى أن التوجه للمركز يتم مباشرةً عن طريق تنسيق هاتفي مسبق أو بشكل غير مباشر عن طريق "صندوق المرضى"، أقسام الشؤون الاجتماعية، قسم الخدمات النفسية وكل هيئة أخرى في المجتمع مضيفةً أن الخدمة والعلاج يُقدمان مجاناً.
وختمت كارمون حديثها بالتمني بأن يحذو رؤساء سلطات محلية عربية حذو رؤساء بلديات أم الفحم وشفاعمرو ويعملوا على تقليص الفجوات القائمة في مجال الصحة النفسية من خلال افتتاح مراكز أخرى لـ"لطيف" يقدم العلاج الملائم للمشاكل النفسية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]